افتتاحية

كلمتنا

الصمت المخزي عار على السياسيين
حتى في مصر البلد المشتعل بالخلافات السياسية بين السلطة والاخوان المسلمين، والتي شهدت نزول الملايين الى الشوارع في مشهد غير مسبوق، ادرك الطرفان المتنازعان اخيراً، ان التصلب لن يوصل الى نتيجة، وان الحوار هو السبيل الوحيد الى حماية البلاد واعادة الهدوء اليها. فالتوافق والحوار وحدهما ينقذان الاوطان من دمار محتم.
لقد اثبتت الاحداث التي رافقت وترافق الربيع العربي في كل من تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا ايضاً، بأن العنف لن يحل المشاكل القائمة بل يزيدها تفاقماً، فتصبح خطراً داهماً يهدد هذه البلدان. كما اثبتت الاحداث ان التفرد والتطرف مرفوضان وهما ما حاول الاخوان المسلمون في هذه الدول فرضهما على الشعب الذي انتفض في وجه هؤلاء محاولاً منعهم من تحقيق أجندتهم السياسية والدينية. فالذين ثاروا في هذه الدول لم ينتفضوا في وجه الظلم والاستبداد والديكتاتورية ليقعوا في ما هو ادهى واشد.
من هنا مرت سنوات على بدء الربيع العربي عبر ثورة الياسمين في تونس، ولم يتمكن اي طرف من احلال السلام والهدوء، وانقاذ هذه البلدان من حالة الاهتراء والانهيار. ففي تونس يثور الشعب بأكثريته حالياً ضد حكم الاخوان الذين يتشبثون في مواقفهم غير عابئين بالاحتجاجات المتصاعدة ضدهم والتي تهدد تونس بالدمار. وما يقال عن تونس يقال ايضاً عن ليبيا التي لم تعرف حتى الساعة الاهتداء الى حكم معتدل يرضي الشعب، ويعيد الامن والهدوء الى البلاد.
اما في مصر وبعد ان وصلت الامور الى الذروة فقد بدت في مطلع هذا الاسبوع تباشير ولو خافتة حول امكانية التوصل الى تفاهم ينقذ البلاد، عبر وساطات محلية واقليمية ودولية.
لقد ادرك الاخوان المسلمون ان الاعتصامات والتظاهرات التي نظموها في مختلف انحاء البلاد لن تؤدي الى نتيجة، وان لا سبيل للعودة الى الوراء، وان تحقيق السلم الاهلي لن يتم الا بالحوار والتفاهم، فنتمنى لمصر ولكل دول الربيع العربي الاستقرار والخروج من المحنة التي تتخبط فيها.
اوردنا هذه الوقائع السريعة لنصل الى لبنان الذي دمرت الخلافات السياسية اقتصاده وسياحته وشلت مؤسساته بعد ان اوصلتها الى الفراغ، فلماذا لا يتعظ هؤلاء السياسيون مما يدور حولهم فيعودون الى رشدهم ويتطلعون الى مصلحة الوطن التي يجب ان تكون فوق مصالحهم الشخصية، لانه اذا انهار البلد انهارت مصالحهم ايضاً.
لماذا لا يتم تشكيل حكومة رغم محاولات الرئيس المكلف تمام سلام الصادقة للوصول الى بر الامان؟ ولماذا يسدون طريقه بالشروط والشروط المعاكسة لمنع تشكيل حكومة يريدها هو ومعه كل اللبنانيين، ترعى مصلحة الوطن والمواطنين؟ لماذا هذا الموقف المتصلب لرئيس المجلس المتربع سعيداً على عرش مجلس النواب منذ حوالي ربع قرن. اليست هناك آلية لتفسير الدستور؟ لماذا لا يعتمدها فيدعو المجلس لإبداء رأيه في البند المتنازع عليه؟ هل هناك نية صادقة في انقاذ البلد ام ان الهدف هو تعطيل كل شيء تمهيداً لإنهيار الدولة؟ أهذا هو المجلس النيابي الذي مدد لنفسه خلافاً لكل قواعد الديموقراطية مدعياً انه يعمل لمصلحة الشعب والوطن؟ لماذا لم تجر الانتخابات في موعدها؟ هل ان هناك فريقاً ادرك انه لن يبلغ الأكثرية التي ينشدها فعمد الى التعطيل؟
الأسئلة كثيرة والأجوبة عليها يعرفها الشعب كل الشعب، وان كان السياسيون يلتزمون الصمت. ففي صمتهم المخزي عار يفضحهم ويفضح اساءاتهم الى هذا البلد والى المواطنين.

«الأسبوع العربي»

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق