سياسة لبنانية

كيف ولدت فكرة الحوار بين المستقبل وحزب الله؟

مشروع الحوار بين المستقبل وحزب الله بدأه الرئيس بري منذ الصيف الماضي عندما التقى الرئيس سعد الحريري في عين التينة أثناء زيارته المفاجئة الى بيروت. وفي خلال هذا اللقاء تم الاتفاق على التمديد لمجلس النواب واتجهت أنظار بري الى ما بعد التمديد، وقال للحريري: «بعد الانتهاء من التمديد أنا يا صديقي سعد مش رح أقعد عاقل»، قاصداً أنه سيحاول تقريبه من حزب الله وفتح حوار بينهما… لم يعترض الحريري على هذا الطرح ولم يوافق… وقرأ بري في صمته إيجابية يمكن البناء عليها…

بعد التمديد بدأ بري تنفيذ خطته الحوارية عملياً وعقد اجتماعاً مهماً مع الرئيس فؤاد السنيورة ونادر الحريري. وفي خلاله دعا بري الى حوار بين المستقبل وحزب الله من دون شروط مسبقة بعدما أفاض السنيورة في عرض مواقف وسياسات حزب الله، بما في ذلك مسألة قتاله في سوريا، التي تعيق فتح مثل هذا الحوار إذا أريد له أن يكون حواراً هادفاً ومنتجاً… وبعدما أفرغ السنيورة ما لديه قال له بري: «يا فؤاد لو ما فش (ما في) شي ليش بدنا نحكي ولماذا نحن هنا في هذا اللقاء. هل من المقبول أن نبقى على هذه الحال والى أين سنذهب بالبلد… عندما تلتقون أنتم والحزب تعاتبوا تناقشوا، أعرضوا كل شيء ولا تتركوا شيئاً ولا تقصروا… وسأكون أنا ووليد جنبلاط السلم في إنجاح هذا الحوار».
بعد اجتماع عين التينة الذي أبقي طي الكتمان، «تشجع» الرئيس بري بتطورين أعقبا «التمديد وأحداث طرابلس»: الأول تمثل في «البيان – المبادرة» المعلن من الحريري وكتب بروحية انفتاح ومد اليد، والثاني تمثل في ملاقاة السيد حسن نصرالله لهذا الاستعداد الحواري وجاءت مرفقة بإشادة نادرة بموقف المستقبل وأدائه في أحداث طرابلس. فلم يتأخر بري في استثمار هذا المناخ المستجد وبدأ عملية سياسية منسقة مع جنبلاط لفتح باب الحوار وهو مطمئن الى أن حزب الله يترك له هامش حركة ومناورة.

العسيري يوضح
من جهة ثانية أوضح السفير السعودي علي عواض عسيري رداً على التكهنات بأن مطالبة المملكة مجلس الأمن بوضع حزب الله على لائحة العقوبات للجماعات الإرهابية التي تقاتل في سوريا، ستؤدي الى وقف جهود إقامة حوار بين تيار المستقبل وحزب الله، أن «ربط الحوار الذي هو شأن داخلي بأي مواقف تتخذها المملكة، في غير مكانه، وكل ما تتمناه المملكة هو أن ترى وحدة الصف بين اللبنانيين والتوافق بين القوى السياسية كافة لتحصين لبنان وإيجاد مخرج للشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية».
وكانت مصادر قريبة من حزب الله، وقبل التوضيح الصادر عن السفير السعودي، تحدثت عن معطى جديد من شأنه أن يساهم في تعقيد المشهد السياسي المعقد وهو الدعوة التي أطلقتها الرياض في الأمم المتحدة لوضع حزب الله على لائحة الإرهاب الدولي. وكانت الأوساط قد اعتبرت أن هذه الدعوة بلا قيمة مادية بفعل موازين القوى في داخل مجلس الأمن وجاهزية موسكو للجوء الى «الفيتو».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق