تحقيق

«بيضا… رملتنا» على الرملة البيضاء

في إطار حملتها «بيضا… رملتنا»، الهادفة إلى إعادة شاطئ الرملة البيضاء مساحة عامة ومتنفساً يستطيع اللبنانيون ارتياده، نظّمت جمعية «نحن» نشاطاً ترفيهياً توعوياً على شاطئ الرملة البيضاء.

يوم السبت 26 نيسان (ابريل)، كان شاطىء الرملة البيضاء مختلفاً عن العادة. قصده عشرات الشبّان والأطفال لتمضية بعض الوقت وللمطالبة بتحويله إلى مساحة مشتركة يمكنهم اللجوء إليها في مدينة نهش ترابها الإسمنت بشكل لم يترك لأبنائها أي مكان خارج جدران المنزل.
 


منتزه صغير
جمعية «نحن» وأصدقاؤها قرروا الذهاب إلى الشاطىء. قليل من المظلات والحُصُر والطائرات الورقية كانت كافية لتحويل مساحة واسعة من الرمال إلى منتزه صغير. وبقليل من الدعوات الموزّعة على الطرقات أو المرسلة عبر وسائل التواصل الإجتماعي انتشرت الرسالة ولبّاها عشرات الشباب والعائلات والأطفال وشاركت فيها المفوضية المركزية في كشافة التربية الوطنية وجمعيتا «ممكن» ومجموعة «كلاون آراوند».
معظم المشاركين ليسوا من رواد هذا الشاطىء البيروتي. يلخص علي، وهو شاب عمره 24 سنة ويدرس الإخراج، سبب هذا الإحجام يعود الى تلوث مياه البحر والفوضى المنتشرة في هذا المكان. «بدّا تنظيم»، تتدخل صديقته مشاركة في الحديث. بجانبهم كانت مجموعة من الصبايا يتحلّقن حول إحداهنّ، وهن يعزفن على الدربكّة، ويردّدن أغاني وطنية كأغنيتي «راجع يتعمّر لبنان» و«لبنان رح يرجع» إلى أغاني أخرى كـ «فيّ الياسمينة». بين الناس،انتشر ناشطو جمعية «نحن» ووزعوا المناشير وتحدثوا عن أهمية «استرجاع شاطىء الرملة البيضاء».

 


80% من الشاطىء هو ملك خاص لشركات أو أفراد
تهدف حملة «بيضا… رملتنا» إلى تحويل شاطىء الرملة البيضاء إلى مساحة صالحة للإستعمال البشري وذلك من خلال معالجة تلوث المياه وتأمين نظافة الشاطئ، تنظيم المحيط عبر وضع خطة تصميمية متكاملة تأخذ بعين الإعتبار حاجة المواطن إلى الترفيه، واستملاك الشاطىء في سبيل المصلحة العامة. فبحسب بحث أجرته الجمعية، بيّنت الإفادات العقارية أن أكثر من 80% من الشاطىء هو ملك خاص لشركات أو أفراد. ومن أصل مساحته الكاملة البالغة حوالي 50000 متر مربّع ليس هناك سوى 8500 متر مربع مصنفة كأملاك عامة.
الشاطىء الذي يمتد على طول 10% من الشاطىء البيروتي تصب في مياهه ثلاثة أنابيب للصرف الصحي وأنبوبان لتصريف مياه الشتاء. وبحسب دراسة ميدانية أجرتها الجمعية لاحظت غياب المنافذ التي تمكّن المواطنين من الولوج إلى الشاطىء، غياب الخدمات الأولية الضرورية وضعف المراقبة. باختصار استنتجت غياب أيّة خطة تنظيمية مدنية لتحويل الشاطئ إلى متنفس لأبناء المدينة إن لم نقل أن هناك خطّة لإبعاد الناس عنه.
ويتحدث مدير جمعية «نحن»، محمد أيوب، عن أهمية المساحات العامة في المدينة. برأيه، «هي المكان الديمقراطي الأول لأن أهم ما في الديمقراطية هو التلاقي والحديث». توفّر هذه المساحات للمواطنين «فرصة للتلاقي وكسر الأفكار النمطيّة وتجمعهم على نشاطات مشتركة تجعلهم يكسرون الحواجز النفسية المنصوبة بينهم». من ناحية ثانية، يرى أن مبادرة «نحن» تكرّس مفهوم «الشراكة في العمل بين البلديات والمواطن» لأن صاحب العلاقة القادر على تنفيذ هذه الخطة هو بلدية بيروت. بالنسبة إلى مستقبل الحملة، يتوقع أيوب لها النجاح ولكنه يعترف بأن هناك عقبات كثيرة ينبغي العمل بجدية وبأسلوب علمي لتذليلها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق