أبرز الأخبارسياسة عربية

انتخابات برلمانية في مصر على مرحلتين قبل نهاية 2015

اعلنت مصر الاحد اجراء انتخابات برلمانية على مرحلتين بين 17 تشرين الاول (اكتوبر) و2 كانون الاول (ديسمبر) المقبل، وهي الاولى منذ اطاحة قائد الجيش السابق والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي سلفه الرئيس الاسلامي محمد مرسي قبل عامين.
وكان من المقرر اجراء الانتخابات البرلمانية بين 21 آذار (مارس) و7 ايار (مايو) من العام الجاري الا ان المحكمة الدستورية العليا في البلاد قضت بـ «عدم دستورية» جزء من قانون الانتخابات يتعلق بتقسيم الدوائر الانتخابية وهو ما جرى تعديله.
والانتخابات المقبلة ستكون الاولى في مصر منذ تلك التي فاز فيها حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي وصنفتها السلطة الحالية «تنظيماً ارهابياً» نهاية العام 2013. وحرمت السلطات كوادر هذه الجماعة من الترشح في الانتخابات.
ومن غير المتوقع ان يشكل البرلمان الجديد اي تهديد لسلطة الرئيس السيسي خصوصاً مع حملة القمع الواسعة التي تشنها السلطات ضد انصار مرسي وامتدت للنشطاء العلمانيين.
وجرت اخر انتخابات برلمانية في مصر في نهاية العام 2011 بعد ستة اشهر من اطاحة الرئيس المصري الاسبق الديكتاتور حسني مبارك وفازت باغلبية المقاعد الاحزاب الاسلامية وعلى رأسها حزب الحرية والعدالة والذي رأس سعد الكتاتني احد قيادته رئاسة المجلس.
واوضح المستشار ايمن عباس رئيس اللجنة في مؤتمر صحافي في القاهرة الاحد ان الانتخابات ستجرى في محافظات البلاد السبع والعشرين على مرحلتين رئيسيتين داخل وخارج البلاد. وستجري المرحلة الاولى في 14 محافظة والثانية في 13 محافظة.
واعلن عباس ان الانتخابات للمرحلة الاولى ستجرى خارج البلاد في 17-18 تشرين الاول (اكتوبر) فيما تجرى داخل البلاد في 18- 19 منه، وستكون مرحلة الاعادة خارج البلاد في 26-27 تشرين الاول (اكتوبر) داخل البلاد في 27-28 من الشهر ذاته.
وتجرى المرحلة الثانية خارج البلاد في 21-22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 فيما تجرى داخل البلاد في 22و23 منه، وستكون مرحلة الاعادة خارج البلاد في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) و1 كانون الاول (ديسمبر)، وداخل البلاد في 1و2 من كانون الاول (ديسمبر).
واعلن عباس عن فتح باب الترشح للانتخابات اعتبارا من الاول من ايلول (سبتمبر) المقبل ولمدة 12 يوماً.
وفي خضم كلمته قال عباس ان الجدول الزمني «يسمح بان يكون لمصر مجلس نواب منتخب قبل نهاية عام 2015».
ويتكون البرلمان الجديد من 568 مقعداً يجوز لرئيس الجمهورية تعيين ما لا يزيد على 5% منهم، في حين ينتخب 448 عضوًا على اساس النظام الفردي و120 عضواً على اساس نظام القوائم المغلقة المطلقة.
وبموجب القانون يحق للاحزاب والمستقلين الترشح على اساس كلا النظامين.
لكن الانتخابات ستجرى بلا معارضة حقيقية للسيسي الذي تدين له معظم الاحزاب القائمة بالتأييد والدعم.
وخلفت حملة القمع ضد الاسلاميين اكثر من 1400 قتيل في صفوف انصار مرسي واكثر من 42 الف معتقل، بحسب منظمات حقوقية.
وشددت السلطات اخيراً قانون الارهاب والذي اعتبرته منظمات حقوقية دولية يزيد من تكميم المعارضة ووسائل الاعلام.
وعبر حازم حسني استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة عن اعتقاده بان الانتخابات البرلمانية ستكون «تحصيلاً حاصلاً ولا معنى لها».
وقال حسني لوكالة فرانس برس «الانتخابات ستجرى في ظروف مسمومة لا تسمح باي انتخابات من الاساس. لا توجد تعددية سياسية في البلاد»، معتبراً ان البرلمان «لن يكون ممثلاً عن الأمة لكن سيكون ممثلاً عن الرئيس».
واحد اهم التكتلات الانتخابية المتوقع ان تترشح للانتخابات قائمة «في حب مصر» المؤيدة للسيسي. ويضم هذا التكتل حزب المصريين الاحرار الذي اسسه رجل الاعمال القبطي نجيب ساويرس وحزب الوفد الليبرالي احد اقدم الاحزاب المصرية وحزب الجبهة المصرية الذي يتراسه احمد شفيق اخر رؤساء وزراء عهد مبارك.
ويقول ماثيو غيديري استاذ الجغرافيا السياسية العربية في جامعة تولوز الفرنسية ان «هذه الانتخابات هدفها تهدئة قسم من الرأي العام المحلي والدولي الذي يدعم حرب السيسي ضد الارهاب لكنه لا يوافق على النزعة الاستبدادية».
واضاف «البرلمان الجديد سيشكل واجهة ديمقراطية مزيفة لكنها لن تكون لديها سلطة حقيقية بسبب التحديات الامنية في البلاد».
ومصر بلا برلمان منذ حزيران (يونيو) 2012. فقد تم حل مجلس الشعب الذي انتخب عقب إسقاط مبارك قبيل تولي محمد مرسي الرئاسة في 30 حزيران (يونيو) 2012.
واحتفظ مرسي بالسلطتين التشريعية والتنفيذية إلى أن تمت إطاحته وانتقلت السلطتان بعد ذلك إلى الرئيس المؤقت عدلي منصور ثم إلى السيسي بعد انتخابه رئيساً في أيار (مايو) الماضي. واصدر السيسي عدداً كبيراً من القوانين فيما كانت السلطة التشريعية في قبضته. ونص الدستور المصري الجديد الذي أقر في كانون الثاني (يناير) 2014، على بدء إجراءات الانتخابات البرلمانية بعد ستة أشهر على الأكثر من العمل بالدستور.
ووعد السيسي بان تجرى الانتخابات قبل نهاية 2014 وهو ما تأخر عاماً كاملاً.
والانتخابات البرلمانية هي اخر خطوات خريطة الطريق التي اعلنها قائد الجيش السابق الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي عند عزل مرسي في 3 تموز (يوليو) 2013.
واكتسح السيسي الانتخابات الرئاسية امام منافس وحيد هو اليساري حمدين صباحي بنسبة 96،9% من اصوات الناخبين المشاركين في ايار (مايو) 2014. وبلغت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات 47% من الناخبين المسجلين.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق