السعودية: الرهان على المعادن يخفف الضغط عن النفط

ليس مصادفة ان تجمع السعودية النفط والثروة المعدنية في حقيبة وزارية واحدة، لأن الثروتين تتكاملان وهما الدعامتان اللتان يرتفع عليهما البنيان الاقتصادي السعودي. وبعدما امتشقت المملكة الدور النفطي الاول في العالم، انتاجاً وتصديراً، ماذا تخطط على صعيد المعادن؟

كشفت حلقة النقاش الرئيسية في ملتقى الصناعيين الخامس الذي عقد في الرياض حديثاً ان المملكة ستعلن حزمة استثمارات تعدينية قبل نهاية العام الحالي تضم عدداً من المشاريع في مدينة «وعد الشمال» و«رأس الخير» بـ 26 مليار ريال (6،9 مليارات دولار).

الفوسفات
وستخصص شركة «معادن» استثمارات  لمدينة وعد الشمال – وهي مدينة قيد الانشاء – بنحو 21 مليار ريال (5،6 مليارات دولار) لبناء مجمع للفوسفات، اضافة الى ضخ 5 مليارات ريال (1،3 مليار دولار) في مشاريع جديدة ستطلقها في مدينة رأس الخير التعدينية على الخليج العربي.
وسينقل انتاج المجمع بواسطة خط سكة حديد انشىء خصيصاً لنقل هذا الانتاج وسائر المعادن بطول 1392 كيلومتراً، مع العلم ان «حزم الجلاميد» في شمال البلاد تضم كميات ضخمة من الفوسفات.
واعتبر خالد المديفر، رئيس شركة «معادن» ان الشركة لم تغير من خططها الاستثمارية، ولم تحول استثماراتها من رأس الخير الى وعد الشمال، موضحاً ان الشركة لديها استثمارات في رأس الخير بـ 63،75 مليار ريال (17 مليار دولار) وستضخ مزيداً من الاستثمارات فيها. ولا شك في ان اطلاق مشاريع تعدينية كبيرة في مدينة وعد الشمال مرده الى توافر الوقود (الغاز) ووجود الخامات بالقرب من المدينة، اضافة الى تطلع الحكومة السعودية الى تنمية المناطق الشمالية، وتجدر الاشارة الى ان مشروع الفوسفات في «وعد الشمال» سيضم بالاضافة الى «معادن» بحصة 60٪، شركة «سابك» بـ 15٪، وشركة «موزاييك» - وهي اكبر شركة تعدين للفوسفات في العالم – بحصة تبلغ 25٪.

الذهب يتوهج
تقتضي الاشارة الى ان انتاج «معادن» مثل الذهب لم يتغير خلال الفترة الماضية بل بقي عند مستوى 130 الف اونصة سنوياً، لكن الشركة تخطط لرفع هذا الانتاج الى 500 الف اونصة بحلول العام 2017. وعلم في هذا المجال ان الشركة تتجه الى تشغيل منجمين جديدين للذهب في منطقة الدرع العربي، واحد في منطقة المدينة المنورة، والآخر في منطقة مكة المكرمة، اضافة الى منجم بالقرب من الرياض.

الالمنيوم
ومن الذهب والفوسفات الى الالمنيوم الذي استعرضت شركة «معادن» استثماراتها وخططها المستقبلية في هذا القطاع، ومدى قدرتها على ان تكون لاعباً مهماً في انتاج الالمنيوم في الشرق الاوسط، وذلك خلال مشاركتها في المؤتمر العربي الدولي للالمنيوم (عربال 2013) الذي عقد اخيراً في ابوظبي. واوضح المهندس خالد اللحيدان، نائب الرئيس المكلف لقطاع الالمنيوم في «معادن» ان الشركة ستبدأ الانتاج من منجم البوكسايت في العام 2014 بطاقة انتاجية تصل الى نحو 4 ملايين طن سنوياً من المواد الخام، وقال ان الانتاج سيبدأ من مصفاة الالومينا في مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية في الربع الثالث من العام 2014. كما ان المواد الخام ستنقل بواسطة القطار من المنجم في «البعيثة» الى المجمع الصناعي في مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية. ويعتبر منجم البوكسايت جزءاً من مشروع «معادن» المتكامل لصناعة الالمنيوم من المنجم للمنتج النهائي، وهو من اكبر المجمعات الصناعية المتكاملة في العالم لانتاج الالمنيوم الخام والالومينا، وصفائح المعلبات والسيارات والتغليف والبناء.
وبحسب رئيس المؤتمر العربي – الدولي للالمنيوم (عربال) محمد النقي، فان قطاع الالمنيوم في المنطقة شهد نمواً مطرداً. ونوه ببزوغ نجم جديد في هذا القطاع مثل شركة التعدين العربية السعودية (معادن)، معتبراً ان انتاج العالم العربي من الالمنيوم يقدر بنحو 7،8٪ من اجمالي الانتاج العالمي في العام 2012، ومن المتوقع ان ترتفع هذه النسبة الى 10٪ بحلول العام 2020.

الصناعة لا تتأثر
استبعد الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة السعودي تأثير الحملة التي تقودها وزارة العمل ضد مخالفي الاقامة والعمل على النشاط الصناعي في السعودية، وقال: «ان التأثير كان محدوداً مشيداً بالتزام الصناعيين انظمة العمل السعودية. كما اكد وقوف وزارة الصناعة والتجارة مع تلك الحملة بما يساهم في تصحيح اوضاع العمالة، ونفى تلقي الوزارة اي طلبيات من الشركات الصناعية لاستثنائها من الحملة. وكشف الوزير عن انشاء وحدة جديدة تتولى تقديم الخدمات والمساعدات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

السعودية تخفض استهلاك النفط
اظهرت بيانات رسمية ان السعودية خفضت استهلاكها من النفط الخام خلال  فصل الصيف بنسبة 10٪ العام الحالي وتزامن ذلك مع مستوى انتاج قياسي لترتفع الصادرات الى اعلى مستوياتها خلال نحو ثمانية اعوام. وبحسب خبير نفطي، فان هذا المستوى من الانخفاض في استهلاك الخام محلياً يعني تحقيق السعودية خفضاً لاستهلاكها في وقت الذروة من المكررات النفطية 18٪. يذكر ان السعودية كانت تنتج منذ مطلع العام الحالي نحو 9،9 ملايين برميل من النفط الخام يومياً، ويزيد هذا الانتاج بالضرورة من كميات الغاز المصاحب الذي يستهلك محلياً في انتاج الكهرباء والماء في مصانع البتروكيماويات، وبالتالي فان زيادة معدلات انتاج الغاز المصاحب تقلل من استهلاك النفط الخام في انتاج الكهرباء وتحلية المياه.