سياسة لبنانية

جعجع : لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور اذا استمر المعطلون على موقفهم

رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، في كلمة له عبر Skype مع المؤتمر السنوي التاسع عشر لمقاطعة أميركا الشمالية في حزب القوات اللبنانية، «ان التدخل العسكري الروسي في سوريا عقد الأمور أكثر وحول المواجهة أكثر دموية وعسكرية»، متوقعاً أنه «في حال استمر الروس بالدفاع عن نظام الأسد قد نشهد أسلحة نوعية في يد المعارضة السورية المعتدلة، باعتبار ان العديد من الدول تريد تصفية حساباتها مع روسيا ويجدون أنه الوقت المناسب لذلك بأيد سورية وبدماء سورية وعلى أرض سورية».
ولفت الى ان «الاميركيين والأوروبيين ومجموعة الدول العربية يرفضون أي دور لبشار الأسد في مستقبل سوريا أو أي مرحلة انتقالية»، مؤكداً أن «أزمة الرئاسة ستستمر في حال الستاتيكو، فلا انتخابات رئيس للجمهورية في المدى المنظور اذا ما استمر الأفرقاء المعطلون لهذا الاستحقاق على موقفهم»، مطمئناً الى «ان الاستقرار الأمني الذي ينعم به لبنان مصان من قبل الجميع بالرغم من التعطيل السياسي الحاصل».
وقال: «نحن نعيش في خضم حرب شاملة ومواجهة مفتوحة في المنطقة بين إيران من جهة ومجموعة الدول العربية في مقدمتها المملكة العربية السعودية ودول الخليج من جهة أخرى، وبالتالي أزمات المنطقة مرشحة للتفاقم أكثر فأكثر بخلاف توقعات البعض بعد الاتفاق النووي».
أضاف: «ان الحرب في اليمن على أشدها، ولا يمكننا التفكير بأي تقدم على المحور السوري قبل انتهاء حرب اليمن، وأتوقع أن تنتهي حرب اليمن خلال أشهر تبعاً لتطور العمليات العسكرية، ولكن يمكنني التأكيد أن الأحداث هناك تسير في الاتجاه الصحيح».
وفي الشأن السوري، قال جعجع: «لقد طغى الطابع الإنساني في الأزمة السورية على أي شيء آخر، فبتقديري الشخصي بعيداً عن الأرقام المعلنة أعتقد أن هناك ما بين 300 الى 400 ألف قتيل سوري وملايين المهجرين في الداخل والخارج».
واستغرب قول البعض «أن بقاء الأسد يعود الى قرار الشعب السوري»، سائلاً: «ولكن هل تركتم شعب سوريا لكي يختار أم لا؟ عدا عن أن الشعب السوري قد أعطى رأيه بالأسد منذ أربع سنوات ونصف حين نزل أعزلاً الى الشارع مقابل سلاح السلطة ومطالباً بتغيير النظام».
ولفت الى أن «ما عقد الأزمة السورية هو ان بعض التنظيمات المعارضة صارت تنظيمات تكفيرية كداعش وسواها، ولكن هذا لا يمنع أن هناك تنظيمات معتدلة تحمل المشروع السياسي الذي ينادي به الائتلاف الوطني السوري»، مذكراً ان «نظام الأسد كان له دور في تقوية المجموعات التكفيرية عبر مساعدتها، فعلى سبيل المثال جرى إطلاق مئات التكفيريين من السجون العراقية والسورية، كما أنه لم يحصل منذ بداية الأزمة السورية وحتى مؤخراً أي صدام بين داعش والنظام، فكانا يتجنبان المواجهة لا بل أول دعم تجاري لداعش بالبترول كان يتم بحماية النظام بالتحديد».
واستبعد رئيس القوات أن «يغير التدخل العسكري الروسي في سوريا موازين القوى على الأرض، ربما قد يعجل هذا التدخل من إيجاد حل للأزمة، ولكنه بالتأكيد عقّد الأمور أكثر وحول المواجهة أكثر دموية وعسكرية، وبرأيي خلفيات هذا التدخل هو وصول نظام الأسد الى حافة الانهيار، فالنظام يحارب في منطقة سهل الغاب التي هي على تخوم اللاذقية وفي حال سقطت اللاذقية كان نظام الأسد سينهار بالتأكيد».
وتابع: «أول هدف اذاً للتدخل الروسي هو عدم ترك نظام الأسد يسقط عسكرياً، والهدف الثاني هو أنه بقدر ما يكون الوجود العسكري الروسي كبيراً في سوريا بقدر ما سيكون له حصة في سوريا المستقبل، أما الهدف الثالث هو أنه بوجود الإدارة الأميركية الحالية تشجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على سد الفراغ العسكري، كما يجب الا ننسى أن بوتين يهدف الى تذكير الجميع بدور روسيا كقوة دولية فاعلة ومؤثرة في السياسات الدولية».
وتوقع أنه في حال «استمر الروس بالدفاع عن نظام الأسد قد نشهد أسلحة نوعية في يد المعارضة السورية المعتدلة، فالعديد من الدول تريد تصفية حساباتها مع روسيا ويجدون أنه الوقت المناسب بأيد سورية وبدماء سورية وعلى أرض سورية، وبالتالي العامل العسكري الروسي قد يكون عاملاً معطلاً للحل في سوريا وقد يحولها الى دموية أكثر فأكثر إلا اذا تنبه الروس واتفقوا مع الاميركيين والأوروبيين ومجموعة الدول العربية على السير باتفاق جنيف 2 كما يجب والضغط على بشار الأسد ليقبل بألا يكون له دور لا في المرحلة الانتقالية ولا في المرحلة اللاحقة».
واوضح أن «أزمة الرئاسة ستستمر في حال الستاتيكو، فلا انتخابات رئيس للجمهورية في المدى المنظور اذا ما استمر الأفرقاء المعطلون لهذا الاستحقاق على موقفهم»، مطمئناً الى «ان الاستقرار الأمني الذي ينعم به لبنان مصان من قبل الجميع وبالرغم من التعطيل السياسي».
وجدد التأكيد «أن أزمة النفايات التي يعاني منها لبنان أمر غير مقبول بكل المقاييس، فالنفايات ليست أزمة طارئة أو مستجدة أو كارثة طبيعية، ففي عز أيام الحرب اللبنانية لم نكن نعاني من هذه المشكلة».
وختم جعجع بالتحدث عن الوضع الداخلي والتنظيمي لحزب القوات اللبنانية، مشيراً الى ان «العلاقة مع الحلفاء في قوى 14 آذار جيدة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق