اسرائيل: ترامب يعترف بسيادة إسرائيل على الجولان اليوم
نتانياهو في واشنطن بحثاً عن دعم في حملته الانتخابية
كتب وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتز على تويتر الأحد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة، أثناء استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين. وضمت إسرائيل الجولان عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتز، عبر تويتر الأحد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيوقع قراراً يعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان وذلك خلال لقاء سيجمعه برئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الاثنين في واشنطن.
وكتب كاتز من إسرائيل عبر موقع تويتر «سيوقع الرئيس ترامب غداً بحضور رئيس الوزراء نتانياهو قراراً يعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.».
وكان ترامب قد صرح الخميس أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تعترف بالسيادة الإسرائيلية على الهضبة ذات الموقع الاستراتيجي والتي احتلتها الدولة العبرية من سوريا خلال حرب 1967.
ولم يوضح الرئيس الأميركي ما إذا كان سيفعل ذلك حقاً ولا متى سيتخذ خطوة فعلية تترجم موقفه.
وضمت إسرائيل الجولان عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
ويسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي منذ فترة طويلة للحصول على هذا الاعتراف، ورأى محللون أن تصريح ترامب عبر تويتر هو بمثابة هدية لحملة نتانياهو الانتخابية قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في التاسع من نيسان(ابريل).
نتانياهو في واشنطن
ووصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد الى الولايات المتحدة في أوج حملته الانتخابية، على أن يلتقي الرئيس دونالد ترامب الذي من المتوقع أن يؤكد مجدداً دعمه الكبير له.
وبحسب وزير الخارجية الاسرائيلي فمن المتوقع أن يوقع ترامب الاثنين اعتراف واشنطن بسيادة اسرائيل على هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل منذ 1967.
ويقطع ترامب بذلك مع اجماع دولي وسياسة خارجية اميركية استمرت عقوداً تعتبر الجولان أراضي سورية محتلة.
وقبيل هذا الاعلان كانت لائحة نتانياهو في تراجع في الاستطلاعات مقارنة بلائحة منافسه الرئيسي الجنرال بيني غانتز. ورأاى متابعون ان بادرة ترامب شكلت هدية لاكبر حلفائه الذي يحكم اسرائيل منذ عشر سنوات، وأعطت زخماً لحملته الانتخابية.
والرئيس الاميركي حاضر بالفعل في حملة الانتخابات التشريعية الإسرائيلية في التاسع من نيسان (ابريل): فقد رفع أنصار نتانياهو على مداخل القدس وتل ابيب لوحات إعلانية عملاقة للرجلين وهما يتصافحان.
ولم يتردد نتانياهو بتضمين أشرطة فيديو حملته أقوالا لترامب يصفه فيها بأنه «عنيد، ذكي وقوي»، بعد إعلان النائب العام الاسرائيلي عزمه على اتهام نتانياهو بالفساد واستغلال الثقة والاحتيال في ثلاث قضايا.
هدايا أخرى؟
وسارع نتانياهو الذي يؤكد أنه الوحيد القادر على تحقيق هذه النجاحات الدبلوماسية، الى الإشادة بلحظة «تاريخية»، ونشر صورة له تظهره يجري اتصالاً هاتفياً بترامب.
من جانبه، قال الرئيس الأميركي إن لا علاقة لمبادرته بالانتخابات الإسرائيلية وبدعم محتمل لنتانياهو.
وهذا ما أورده أيضاً وزير الخارجية مايك بومبيو متحدثاً عن الزيارة التي قام بها للقدس الأربعاء والخميس، والتي أصبح خلالها أول مسؤول أميركي على هذا المستوى يتوجه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الى حائط المبكى (البراق) في القدس.
وكان المسؤولون الاميركيون في السابق يتفادون القيام بمثل هذه الزيارة حتى لا يظهرون كمنحازين لطرف على حساب آخر في قضية السيادة على القدس.
وبات بعض المحللين يتساءلون عما اذا كان نتانياهو يتوقع هدايا أميركية أخرى خلال زيارته لواشنطن.
وفي خطوة نادرة حيال رئيس للوزراء، فان ترامب سيستقبل نتانياهو مرتين في البيت الأبيض: الاثنين لحضور «اجتماع عمل» والثلاثاء لتناول العشاء. وسيعقد اجتماع العمل في اليوم نفسه الذي من المقرر أن يلقي فيه غانتس خطاباً في مؤتمر منظمة «ايباك» المؤيدة لإسرائيل.
العودة المعلنة للمسيح
منذ تسلم مهام منصبه في كانون الثاني (يناير) 2017، زاد ترامب من تعهداته حيال إسرائيل، وقد بلغت ذروتها بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في كانون الأول (ديسمبر) 2017، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى المدينة المقدسة في ايار (مايو) 2018.
ويُعتبر حرصه على ارضاء الإنجيليين المسيحيين الذين يعتبرون أن قرار ترامب خطوة نحو العودة المعلنة للمسيح، وفق تفسيرهم للنصوص الدينية، دافعاً أساسياً، لأن هؤلاء يشكلون جزءاًً مهما من ناخبيه.
واستخدم نتانياهو أيضاً كل مواهبه لاجتذاب الشخص الذي يسميه «صديقه».
وقال جوناثان رينهولد، أستاذ العلوم السياسية ان دونالد «ترامب ضعيف امام العلاقات الشخصية و «بيبي» لاطفه كثيراً». واضاف «أنه أيضاً يبدي اهتماماً كبيراً بآخر كلمة تقال له، و(صهره جاريد) كوشنر، الذي يقيم علاقات جيدة مع بيبي، يهمس له بامور في أذنه».
ولاحظ مايكل أورين، السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، وهو اليوم نائب وزير مكلف الشؤون الدبلوماسية، أن خطاب نتانياهو يكمل خطاب ترامب وخصوصاً حول «الاخبار المضللة» و«الاضطهاد» الذي يتعرضان له.
لكن الفرق ان نتانياهو يُعتبر «سياسياً شديد الحذر» ويقظاً جداً ازاء الاتجاهات التي تسلكها الرياح الانتخابية، كما يشير رينهولد.
وفي واشنطن أيضاً يمكن لنتانياهو ان يتحدث عن نصر دبلوماسي آخر حيث وعدت رئيسة وزراء رومانيا فيوريكا دانسيلا الاحد بنقل سفارة بلادها من تل ابيب الى القدس، وهي بادرة تتعارض مع الموقف الاوروبي ولازالت تحتاج لموافقة الرئيس الروماني الرافض لمثل هذا الاجراء.
فرانس 24/ أ ف ب