منح النواب البريطانيون الخميس تفويضاً للحكومة لطلب تأجيل موعد البريكسيت، الذي كان مقرراً في 29 آذار (مارس) الجاري. وينص طلب الحكومة على التأجيل حتى 30 حزيران (يونيو) في حال وافق النواب على خطة ماي الثالثة التي ستطرحها للتصويت الأربعاء المقبل. وفي وقت سابق، صوت النواب ضد إجراء استفتاء ثان حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك قد قال إن التكتل قد يوافق على تأجيل انسحاب بريطانيا لفترة طويلة.
وافق النواب البريطانيون الخميس على طلب الحكومة إرجاء موعد بريكسيت، وكذلك إجراء تصويت جديد على اتفاق الخروج من الاتحاد الاوروبي الذي توصلت اليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع بروكسل.
وأيد 412 نائباً إرجاء موعد بريكسيت في حين رفضه 202. وينص طلب الحكومة على تأجيل حتى 30 حزيران (يونيو) إذا وافق النواب على الاتفاق الذي توصلت إليه ماي بحلول 20 آذار (مارس)، علماً بأنهم سبق أن رفضوه مرتين.
وفي وقت سابق الخميس، صوت النواب بغالبية كبيرة ضد تعديل يطلب إرجاء بريكسيت، تمهيداً لإجراء استفتاء ثان حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ورفض 334 نائباً هذا التعديل وأيده 85 وذلك بعد نحو ثلاثة أعوام من الاستفتاء الذي أدى إلى بريكسيت وقبل 15 يوماً من موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي المقرر في 29 آذار (مارس).
وخلال أيام عدة سادتها الفوضى في كثير من الأحيان في مجلس العموم، صوت النواب الثلاثاء على رفض اتفاق ماي للمرة الثانية، ورفضوا الأربعاء اقتراح مغادرة التكتل بدون اتفاق.
ماي تستعد لطرح خطة ثالثة
وبعد رفض البرلمان لمرتين الاتفاق الذي أبرمته تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي، تستعد رئيسة الوزراء لطرح خطة ثالثة خلال الأيام القليلة المقبلة، محذرة من أنه في حال رفضت أيضاً تلك الخطة فإن ذلك سيؤدي إلى تأجيل طويل الأمد للبريكسيت.
واقترحت ماي عرض اتفاقها مجدداً على النواب الأربعاء المقبل للسماح لها بطلب تمديد في قمة الاتحاد الأوروبي في اليوم التالي.
لكن في حال صوت النواب مجددا برفض الاتفاق، سيكون الإرجاء لفترة طويلة، بحسب ما أعلنت ماي، وهو ما ستضطر بريطانيا بموجبه للمشاركة في انتخابات البرلمان الأوروبي في أيار (مايو).
بارنييه: الاتفاق الحالي هو الوحيد المتاح
من جانبه، اعتبر كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في محادثات بريكسيت ميشيل بارنييه أن الاتفاق الحالي الذي أبرمته بروكسل ولندن هو الوحيد المتاح.
وممسكاً بنسخة من معاهدة الانسحاب التي رفضها البرلمان البريطاني مرتين، قال بارنييه «إذا كانت المملكة المتحدة ما زالت تريد مغادرة الاتحاد الأوروبي وإذا كانت تريد المغادرة بطريقة منظمة، وهو ما تقوله رئيسة الوزراء، عندئذ فإن هذه المعاهدة، في شكلها الحالي، التي تنظم الانفصال المنظم، هذه المعاهدة هي الوحيدة الممكنة والمتاحة».
وأضاف قائلاً «حتى نواصل المسير، فإننا نحتاج ليس إلى أن يكون لدينا تصويت سلبي ضد المعاهدة أو ضد الخروج بدون اتفاق، بل إلى تصويت بناء وإيجابي».
وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك قال الخميس إن التكتل قد يوافق على تأجيل الانسحاب لفترة طويلة «في حال وجدت المملكة المتحدة أنه من الضروري إعادة التفكير بإستراتيجيتها المتعلقة ببريكسيت وتمكنت من خلق إجماع حولها».
فرانس 24/ أ ف ب