الشرطة الإسرائيلية تغلق المسجد الأقصى إثر مواجهات مع فلسطينيين
أغلقت الشرطة الإسرائيلية الثلاثاء أبواب المسجد الاقصى وباحاته في القدس الشرقية وأخلت المصلين منه، إثر مواجهات مع فلسطينيين أدت الى إحراق مقر للشرطة قرب الباحة.
وانتشر شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فيه مواجهات بين عناصر الشرطة الاسرائيلية وفلسطينيين قبل إغلاق المكان وإخلائه.
وأعلنت الشرطة أيضاً أنها «اعتقلت اكثر من عشرة اشخاص من ضمنهم الاشخاص الذين يشتبه بتورطهم بالهجوم» على مقرها قرب الحرم القدسي.
وقال الناطق باسم الشرطة «العثور على مفرقعات وزجاجات حارقة في منطقة الحرم الشريف، وان أحد أفراد الشرطة اصيب جراء استنشاقة دخان الحريق».
واعلنت الشرطة مساء الثلاثاء أنها قررت اعادة فتح المسجد الاقصى أمام المصلين ابتداء من صلاة الفجر الاربعاء.
من جهته أعلن الهلال الاحمر الفلسطيني أنه أخلى خمسة جرحى فلسطينيين الى مستشفى المقاصد في القدس الشرقية موضحا أنهم تعرضوا «لاعتداء بالضرب من قوات الاحتلال داخل المسجد الاقصى، كما تم علاج شخص سادس ميدانياً».
واضاف «قامت الشرطة بالاعتداء على طواقمنا ومنعتنا من التواجد في محيط باب الاسباط».
وتعليقاً على هذه التطورات قال وزير الامن الاسرائيلي غلعاد اردان في بيان «ما زال أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) يكذب ويحرض على العنف، الى جانب جماعات (…) وحركة حماس الإرهابية في محاولة لإشعال النار والتسبب بحرب دينية على جبل الهيكل»، التسمية التي يطلقها اليهود على المسجد الاقصى.
وتابع «دعوني أكرر القول، لن يتم إنشاء مسجد إضافي في باحات الحرم وسنفعل كل ما هو ضروري للاحتفاظ بالوضع الراهن»، في اشارة الى مصلى باب الرحمة الذي اعيد فتحه.
في عمان ندد الأردن الثلاثاء بإغلاق اسرائيل أبواب المسجد الاقصى وباحاته، وقال وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني عبدالناصر أبو البصل إن «إغلاق المسجد الذي أُعد للصلاة، وللزيارة اعتداء صارخ على الحريات الدينية، وأمر مرفوض، ويسعى الاحتلال من ورائه إلى تأجيج الصراع الديني في المنطقة».
ونقل سكان من المدينة لوكالة فرانس برس أن الشرطة أغلقت ابواب القدس القديمة ايضاً ومنعت مغادرة الفلسطينيين منها او الوصول اليها، وسمحت لليهود والاجانب فقط بالتنقل.
ويقع المسجد الاقصى في البلدة القديمة بالقدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في 1967 وضمتها منذ ذلك الحين. وتعتبر إسرائيل القدس بكاملها، بما في ذلك الجزء الشرقي منها، عاصمتها «الموحدة»، في حين يتمسك الفلسطينيون بجعل القدس الشرقية عاصمة الدولة التي يطمحون لاقامتها.
وشهدت الأسابيع الأخيرة مواجهات بسبب إغلاق باب الرحمة أحد أبواب الحرم القدسي، بعد ان اصدرت محكمة إسرائيلية امراً باغلاقه، وأعطت هيئة الاوقاف حق استئناف القرار.
وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994، باشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في المدينة المقدسة التي هي في صلب النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.
وفي هذا الاطار أوضح المحامي الفلسطيني مهند جبارة لفرانس برس «أن قاضية محكمة الصلح في القدس امتنعت اليوم الثلاثاء عن إعطاء اي قرار بشأن اغلاق باب الرحمة بعد ان ورد لعلمها أن هناك مفاوضات جارية بين الاردن والمسؤولين في الحكومة الاسرائيلية لحل الإشكالية خارج المحكمة».
وختم بالقول إن «المحكمه أمهلت النيابة سبعة ايام لإعطاء توضيحاتها بالنسبة الى نتائج المفاوضات.».
وباب الرحمة مغلق منذ القرن الثاني عشر في الجانب المواجه للجزء الخارجي من الحرم القدسي. لكن الجزء الداخلي منه ما زال متاحًا من الجانب المطل على الحرم حتى أمر القضاء الإسرائيلي بإغلاقه عام 2003، خلال الانتفاضة الثانية.
وكان أعيد فتحه قبل أسابيع وقام المصلون بالصلاة في المصلى فيه هناك.
ا ف ب