استسلام 3 الاف ارهابي مع قرب هزيمة داعش في آخر معقل له في الباغوز
باتت هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية يوم الثلاثاء وشيكة في آخر جيب تحت سيطرته مع استسلام المئات من المقاتلين وعائلاتهم، وقالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة إن المعركة في حكم المنتهية.
ورأى صحفي من رويترز مئات الأشخاص يستسلمون لقوات سوريا الديمقراطية التي بدأت هجومها الأخير على الباغوز يوم الأحد مدعومة بضربات جوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وبعد حصار للمنطقة على مدى أسابيع.
وجيب الباغوز هو آخر أرض يسيطر عليها التنظيم المتشدد الذي طُرد على مدى السنوات الأربع الماضية من الأراضي التي كانت تحت سيطرته في العراق وسوريا.
واستمر الهجوم الشرس في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء. وأظهرت لقطات مباشرة بثتها قناة روناهي التلفزيونية الكردية سلسلة انفجارات كبيرة تضيء السماء أثناء الليل في الباغوز نتيجة انفجار مستودع ذخيرة على ما يبدو.
وتصاعد الدخان فوق المباني المحترقة وسط دوي مستمر لإطلاق النار والانفجارات.
وقال مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية على تويتر إن عدد أفراد الدولة الإسلامية الذي استسلموا بلغ ثلاثة آلاف .
وقال «خلال 24 ساعة استسلم 3000 إرهابي لقواتنا في الباغوز وحررت قواتنا 3 نساء و4 أطفال من المكون اليزيدي. المعركة مستمرة وساعة الحسم أصبحت أقرب من أي وقت مضى».
وقال التحالف في رسالة بالبريد الإلكتروني يوم الثلاثاء إن ما يقدر «ببضع مئات» من مقاتلي الدولة الإسلامية الأجانب لا يزالون في الباغوز وإنهم قرروا القتال حتى النهاية.
واستهدف وابل من الصواريخ جيب الباغوز يوم الاثنين، لكن الهدوء ساد صباح الثلاثاء قبل استئناف القصف المكثف.
وقال كينو جبرئيل، وهو متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، لقناة الحدث التلفزيونية «عملية الباغوز منتهية أو بحكم منتهية ولكن تحتاج إلى قليل من الوقت من أجل إنهائها عمليا على الأرض».
وتفرض قوات سوريا الديمقراطية حصارا على الباغوز منذ أسابيع لكنها أجلت مراراً الهجوم النهائي للسماح بإجلاء آلاف المدنيين ومن بينهم زوجات وأبناء مقاتلي الدولة الإسلامية. لكنها استأنفت الهجوم أخيراً يوم الأحد مدعومة بضربات جوية من التحالف.
وقال جبرئيل إنه جرى التأكد من مقتل 25 من مقاتلي الدولة الإسلامية في الاشتباكات حتى الآن، فضلاً عن عدد غير محدد من قتلى المتشددين بسبب الضربات الجوية. وكان مسؤول آخر في قوات سوريا الديمقراطية أكد في وقت سابق مقتل 38 من مقاتلي التنظيم.
وتتقدم قوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية السورية، ببطء في الباغوز للحد من الخسائر على يد القناصة أو بسبب الألغام الأرضية.
أنفاق
قالت قوات سوريا الديمقراطية إن دفاعات الدولة الإسلامية تتضمن شبكة موسعة من الأنفاق فيما يتحصن عدد كبير من أشد المقاتلين الأجانب بأسا داخل الجيب.
وقال مسؤول دفاعي أميركي إن واشنطن لا تعتقد أن هناك قيادات للتنظيم في الباغوز وتفيد تقديراتها بأن القيادات انتقلت لمكان آخر في إطار تحول التنظيم إلى أساليب حرب العصابات.
ويخضع المقاتلون الذين يستسلمون في الباغوز للاستجواب والتفتيش.
ورغم أن الباغوز هي آخر منطقة مأهولة ضمن ما أعلنته الدولة الإسلامية «دولة الخلافة»، ما زال التنظيم ينشط في مناطق نائية ويُعتقد على نطاق واسع أنه سيظل يمثل تهديداً أمنياً كبيراً.
وحتى مع تهاوي آخر جيب من دويلته، نشر التنظيم فيلماً دعائياً جديداً جرى تصويره في الأسابيع القليلة الماضية داخل الباغوز، أصر خلاله على زعمه بأنه يمثل الخلافة على كل المسلمين ويدعو أنصاره إلى أن يظلوا مؤمنين بالدولة الإسلامية.
وقال عضو في التنظيم أشار إليه التسجيل المصور باسم أبو عبد العظيم «غداً إن شاء الله نكون في الجنة وفي النعيم، وهم في الجحيم يحترقون».
ونُقل القسم الأكبر ممن تم إجلاؤهم من أراضي تنظيم الدولة الإسلامية الآخذة في الانكماش إلى مخيم للنازحين في الهول بشمال شرق سوريا وتقول الأمم المتحدة إن ظروف المعيشة في المخيم «صعبة للغاية».
وتقول الأمم المتحدة إن المخيم المصمم لاستيعاب 20 ألف شخص يؤوي الآن أكثر من 66 ألفا.
وقالت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء إن 106 أشخاص، معظمهم رضع، لقوا حتفهم منذ كانون الأول (ديسمبر) خلال الرحلة التي تستغرق ست ساعات على الأقل للوصول إلى الهول.
ويثير دفاع الكثير من الفارين باستماتة عن الدولة الإسلامية، خصوصاً الأجانب منهم، تحدياً أمنياً وقانونياً وأخلاقياً معقداً لبلدانهم.
واتجهت الأنظار إلى هذه القضية يوم الجمعة بوفاة رضيع شميمة بيجوم الشابة البريطانية التي غادرت بلادها وهي صغيرة السن للانضمام للتنظيم المتشدد.
رويترز