فوتيل: نهاية المعركة ضد الجهاديين «لا تزال بعيدة» والوضع في افغانستان لا يستدعي الانسحاب
اعتبر قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزف فوتيل الخميس في تصريح أمام الكونغرس، أن نهاية المعركة ضد الجهاديين لا تزال بعيدة، مشيراً إلى أن «مهمتنا لا تزال كما هي»، مناقضاً بذلك رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب للوضع في المنطقة، والذي قرر في 19 كانون الأول (ديسمبر) سحب قوات بلاده من سوريا معتبراً أنه حقق هدفه بإلحاق الهزيمة بتنظيم «الدولة الإسلامية».
أعلن الجنرال الأميركي جوزف فوتيل قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الخميس أن انتهاء المعركة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» لا يزال بعيداً، وأن الجهاديين لا يزالون «غير تائبين» ومستعدين للعودة إلى القتال على الرغم من القضاء على قاعدتهم في سوريا.
وصرح فوتيل أمام الكونغرس أن «تدمير قاعدة الخلافة هو إنجاز عسكري ضخم. لكن انتهاء المعركة ضد «داعش» والتطرف العنيف لا يزال بعيداً، ومهمتنا لا تزال كما هي».
وأكد أن مقاتلي وعائلات التنظيم الجهادي المتطرف الخارجين من آخر معقل لهم في شمال شرق سوريا، الباغوز، «لا يزال معظمهم متطرفين وغير تائبين أو منكسرين. ويجب أن نواصل الهجوم ضد المنظمة التي أصبحت الآن مشتتة ومفككة بشكل كبير».
وتابع فوتيل «ما نشهده اليوم ليس استسلاماً لتنظيم «الدولة الإسلامية» كمنظمة بل هو قرار محسوب (للجهاديين) للحفاظ على سلامة أسرهم وقدراتهم من خلال الإفادة من الفرص التي تؤمنها مخيمات اللاجئين أو الإختباء في مناطق بعيدة بانتظار الوقت المؤاتي للتحرك مجدداً».
كما اعتبر الجنرال الأميركي أن «التطرف مشكلة جيل بأسره» وعلى المجتمع الدولي «أن يقرر كيف سيتعامل مع آلاف المقاتلين وأفراد أسرهم المحتجزين حالياً لدى قوات سوريا الديمقراطية».
وتخوض قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن منذ أيلول (سبتمبر) هجوماً ضد آخر جيب للتنظيم في شرق سوريا حيث باتت تحاصره في بقعة داخل بلدة الباغوز.
وتمهد سيطرة هذه القوات على كامل البلدة لنهاية «الخلافة» التي أعلنها التنظيم في 2014 على مساحات واسعة كان قد بسط نفوذه عليها في سوريا والعراق المجاور تقدر مساحتها بمساحة بريطانيا.
ومع التقدم العسكري لهذه القوات خرج نحو 58 ألف شخص منذ كانون الأول (ديسمبر) من مناطق التنظيم المتشدد بينهم أكثر من ستة آلاف مقاتل تم توقيفهم، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قرر في 19 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، سحب قوات بلاده الموجودة في سوريا، معتبراً أن الولايات المتحدة قد هزمت تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، وأن ذلك الهدف كان المبرر الوحيد لوجوده هناك.
الوضع في أفغانستان
وأعلن أن الوضع في أفغانستان لا يستدعي الانسحاب الذي قرره الرئيس دونالد ترامب، رغم تأكيده عدم تلقي امراً بذلك بعد.
وقال الجنرال جوزف فوتيل امام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب «لم يطلب منا الانسحاب. ليس هناك أوامر لسحب أي شيء».
وتابع أنّ «الظروف السياسية حيث نحن في مصالحة الآن لا تستدعي الانسحاب».
وبعد 17 عاماً من وصول القوات الأميركية، يريد ترامب إنهاء الوجود الأميركي في أفغانستان حيث تنشر واشنطن 14 ألف جندي.
وأوضح فوتيل أنّه رغم وجود بعض الإشارات الإيجابية في المحادثات بين الولايات المتحدة وطالبان لم يتم إحراز تقدم بشكل كاف.
ولفت الى أن احدى المشكلات المستمرة هي عدم رغبة طالبان في التفاوض المباشر مع الحكومة الأفغانية.
كما أشار إلى أنّ القوات الحكومية الأفغانية لا تزال غير قادرة على الاضطلاع بالمهام الأمنية وحدها.
وقال «نصيحتي هي أنّ قراراً لخفض القوات في أفغانستان ينبغي أن يتخذ بتشاور كامل مع شركائنا في الائتلاف وبالطبع حكومة أفغانستان».
وتابع أنّ «القوات الأفغانية تعتمد على الدعم الذي يقدمه الائتلاف».
فرانس24/ أ ف ب