صحة

«قصور القلب» بالأرقام… الموت الأكيد!

هي عضلة، والعضلة هي نسيج ليفي يتميز بقابلية الإنقباض والإنبساط، وهي تضخ الدم في الدورة الدموية، وهي إذا أصيبت بعطلٍ أصيب «هو» (القلب) بقصور!
وبين «هي» و«هو» كانا الحدث والحديث في مؤتمر جرى بدعوة من «نوفارتيس» على ضفاف بحر «عاصمة السياحة العربية لسنة 2016» جبيل… فماذا عنه هو؟ وكيف نحافظ عليها هي؟ خذوا نفساً عميقاً، خذوا نفساً من القلب، وتعالوا نؤسس معاً أرضية مشتركة لفهم مرض «قصور القلب».


ارتدى الصحافيون المشاركون في ورشة «قصور القلب» الثياب الرياضية ونزلوا يُطبقون النصائح، ركضوا، قفزوا، لهثوا، وضحكوا كثيراً قبل أن يجلسوا على التوالي أمام طبيبين هما رئيس لجنة قصور القلب في الجمعية اللبنانية لأطباء القلب وجراحيه الدكتور هادي سكوري والبروفسور في الطب في الجامعة الأميركية اللبنانية الدكتور سامر قباني يستمعون الى آخر ما توصل إليه العلم في موضوع «قصور القلب».
 
ماذا يعني «قصور القلب»؟
هو مرض يُضعف الجسم ويهدد، أو قد يهدد، المريض لأن قلب المصاب لا يعود قادرا على ضخ كميات كافية من الدم لتلبية حاجات الجسم من الدم والأوكسيجين وتشمل أعراض هذا المرض: ضيق التنفس والتعب الشديد واحتباس السوائل في الجسم، وقد تظهر العوارض ببطء، على مراحل، وتتفاقم تدريجياً، ما يؤثر سلباً في جودة حياة المريض، إلا أن الحياة المديدة ممكنة لمرضى قصور القلب إذا شُخصت إصاباتهم مبكراً… ماذا يعني هذا؟ أن تقرأوا الموضوع حتى نقطة الختام لأن المعرفة صدقونا تفيد.
 
ماذا في التفاصيل؟
في الحقائق، أو لنقل في المعلومات التي توصلت إليها الأبحاث الحثيثة، أن قصور القلب هو السبب الرئيسي وراء إقامة كبار السن في المستشفى لتلقي العلاج، خصوصاً من تجاوز منهم سن الخامسة والستين، ونصف مرضى قصور القلب المحجوزين في المستشفيات لتلقي العلاج سيموتون خلال خمس سنوات! ماذا يعني هذا؟
واحد من كل خمسة أشخاص سيعانون من قصور القلب ولن تتمكن قلوبهم في يوم ما من ضخ كميات دم كافية للجسم، ونصف هؤلاء، حتى من خضع منهم للعلاج، سيموتون في خمس سنوات! حقيقة مربكة. حقيقة تُقلق. وكثيرون أكيد سيقلقهم هذا الرقم لكنه للأسف حقيقة، لهذا يفترض أن يعي الناس تماماً أن قصور القلب ليس أبداً لعبة.
 
تريدون أرقاما بعد؟
أكثر من 26 مليون إنسان يعانون من قصور القلب في العالم وهذا الرقم يزيد ويزيد ويزيد. وواحد من كل خمسة أشخاص تزيد أعمارهم عن 40 عاماً سيعانون من قصور القلب في فترة ما في حياتهم. و30 في المئة من مرضى قصور القلب سيموتون خلال العام الأول من الإصابة. ومعدل الوفاة بسبب قصور القلب يفوق معدل الوفاة بأخطر أنواع السرطانات بنحو ضعفين الى ثلاثة أضعاف. ونحو واحد من كل ثلاثة أشخاص يمكنهم التعرف على ثلاثة أعراض معروفة لمرض قصور القلب مثل ضيق التنفس الشديد والسعال وتورم الكاحلين وسرعة زيادة الوزن بسبب تراكم السوائل في الجسم وصعوبة الحركة والتعب الشديد. وواحد من كل أربعة أشخاص ينتظرون مدة أسبوع أو أكثر، بعد شعورهم بالأعراض، قبل إستشارة الطبيب. أما إقتصادياً فيكلف علاج قصور القلب اقتصاد العالم 45 مليار دولار سنويا ويتوقع أن يتضاعف هذا الرقم عام 2030.
 
لماذا يحدث قصور القلب؟
كما تعلمون، هناك لكل شيء أسباب ولقصور القلب أيضاً أسباب بينها حدوث إصابة بعضلة القلب، ومن الممكن أن يحدث هذا عقب الأزمات القلبية أو الأمراض التي تؤثر في القلب، أو نتيجة ضرر يتزايد تدريجياً بسبب مرض السكر أو ارتفاع ضغط الدم أو قصور الشريان التاجي أو ارتفاع الكوليستيرول أو الإفراط في تناول المشروبات الكحولية أو إدمان المخدرات. وقد يتزامن أكثر من عامل في إحداث قصور القلب.
تحدث إذاً أعراض قصور القلب بعدما لا يعود القلب قادراً على ضخ كميات دم كافية للجسم، وقد يتفاقم قصور القلب وتزداد الحالة سوءاً تدريجياً ويطلق على ذلك تسمية «قصور القلب المزمن».
لنسلم جدلاً أن الوقاية لم تتم والمرض وقع والحالة اشتدت فهل معنى هذا إستسلام الطبيب؟ هل معنى هذا أن نقول للمريض: «رحمك الله» وهو حيّ؟
لا يخفي أطباء القلب أن هذا المرض صعب ومعقد وليس سهلاً السيطرة عليه حتى أنه يُعدّ من الأمراض التي لا يمكن علاجها إذ يتسبب، نكرر، في وفاة نصف المصابين به خلال خمس سنوات من الإصابة. في كل حال تهدف العلاجات الحالية للسيطرة على أعراض المرض التي تسبب الضعف الشديد للمرضى مثل الإحتقان وضيق التنفس. وهناك حاجة ماسة لعلاجات جديدة فعالة يمكنها الحد من الأعراض من دون تدمير الكلى والحد من حجز المرضى في المستشفيات لتلقي العلاج وخفض معدلات إنتشار المرض والوفيات الناتجة عنه.
ممتاز، الطب لم يستسلم والباحثون يصرون على المتابعة… ما رأي المدير التنفيذي لـ «نوفارتس- لبنان» عامر حمود؟ يقول: قطعنا شوطاً طويلاً مع العلاجات الحالية لقصور عضلة القلب ونحن ملتزمون بتحسين نوعية حياة المرضى وإطالة عمرهم وتخفيف العبء عنهم من خلال إبتكار الحلول لتطوير أساليب الرعاية بالمصابين.
 
نطمئن؟
ميلاد حدشيتي، حاضر عن «التفكير الإيجابي»، عن التفكير «صحّ»، فالنجاة من المرض تكون في التفكير صحّ باكراً جدا قبل أن تتملكنا الأفكار والنتائج السوداء. ومونيك باسيلا زعرور، اختصاصية التغذية، حاضرت في تناول الطعام «صحّ» قبل أن تتملكنا الأمراض. في الوقاية إذاً نجاة. وفي الرعاية تحفيز لتمضية العمر بأقل فاتورة صحية. ولكم يبقى أن تختاروا بين «الصحّ» و«الخطأ»… 

نوال نصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق