السيسي يدافع عن تطبيق عقوبة الإعدام في القمة العربية – الاوروبية
دافع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الاثنين عن تطبيق عقوبة الإعدام في قمة بين العرب والدول الأوروبية، وقال إنها وسيلة لأخذ حقوق ضحايا الهجمات الإرهابية بالقانون وجزء من ثقافة وقيم المنطقة.
وانتقدت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان مصر بشدة هذا الشهر بسبب إعدام تسعة شبان في قضية اغتيال النائب العام هشام بركات في هجوم عام 2015 وقالت إنهم حكم عليهم بالإعدام مع آخرين بعد محاكمات جائرة وسط زيادة في عمليات الإعدام.
ورفضت مصر مزاعم انتزاع الاعترافات تحت التعذيب.
وكان السيسي يرد على سؤال من صحفي أجنبي حول أوضاع حقوق الإنسان خلال مؤتمر صحفي في ختام القمة الأولى بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والتي عقدت في منتجع شرم الشيخ على مدى يومين بمشاركة وفود من نحو 50 دولة.
وقال السيسي «أنتم تتكلمون عن عقوبة الإعدام ونحن نقدر لكم ذلك… عندما يُقتل إنسان بعمل إرهابي الأسر تقول لي نريد حق أبنائنا ودمائهم، وهذه هي الثقافة الموجودة في المنطقة وهي أن الحق يجب أن يؤخذ بالقانون».
ورد السيسي في السابق على الانتقادات المتعلقة بالحقوق بالإشارة إلى الإصلاحات الاقتصادية التي تهدف إلى رفع مستوى معيشة سكان مصر الذين يزيد عددهم على 98 مليون نسمة.
وقال السيسي «نحن ثقافتان مختلفتان. كل منطقة لها ظروفها الخاصة بها… الأولوية في الدول الأوروبية هي تحقيق الرفاهية لشعوبها والحفاظ عليها، الأولوية في بلادنا هي الحفاظ على بلادنا ومنعها من السقوط والدمار والخراب كما ترون في دول كثيرة موجودة بجوارنا».
ومنذ اطاحة الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في 2013، أشرف السيسي على حملة واسعة النطاق على المعارضة الإسلامية والليبرالية. ويعتبر نشطاء أن الحملة هي الأسوأ في تاريخ مصر الحديث.
وقال السيسي إن بلاده تعرضت لآلاف الهجمات على مدى السنوات الخمس الماضية. وأضاف أن تفجيراً واحداً في منتجع شرم الشيخ الذي يستضيف القمة قد يحوله إلى «مدينة أشباح» ونفور السياح عنه على مدى ثلاث أو أربع سنوات.
وأضاف «أريد أن أقول أن هذا لا يعني تجاوزا في حقوق الإنسان، أنا أريد التحدث عن حجم التحدي الموجود داخل مصر ومجابهته».
وتابع قائلاً «أنتم لن تعلمونا إنسانيتنا، نحن لدينا إنسانيتنا ولدينا قيمنا ولدينا أخلاقيتنا، ولديكم إنسانيتكم وأخلاقيتكم ونحترمها فاحترموا أدميتنا وأخلاقيتنا وقيمنا كما نحترم قيمكم».
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إن حقوق الإنسان أثيرت في الاجتماعات الثنائية خلال القمة التي استمرت يومين، بينما قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إنه أصر على إدراج حقوق الإنسان في البيان الختامي للقمة.
وقال توسك وهو يقف إلى جوار السيسي «أنا مقتنع تماماً بأن الحوار في هذا السياق بالذات أفضل دائماً من المواجهة».
ويشعر المدافعون عن حقوق الإنسان بالقلق من أن الدول الأوروبية التي تركز على الأمن قد أعطت شرعية دولية للسيسي في وقت يسعى فيه أنصاره لإقرار تعديلات دستورية قد تسمح له بالبقاء في السلطة حتى عام 2034.
وقالت مارتا لورينزو المديرة الإقليمية لمنظمة أوكسفام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «من المحزن أن الزعماء في القمة لم يعالجوا بشكل ملائم التهديدات لحرية التعبير والتجمع والحقوق الأساسية التي تتعرض للتهديد في أماكن كثيرة في العالم العربي».
ودافع زعماء أوروبيون عن مشاركتهم. وقال رئيس الوزراء البلجيكي تشارلز ميشيل للصحفيين إن الاختيار كان بين التحدث فقط مع زعماء أوروبيين آخرين أو اعتبار الحوار «ضرورياً للدفاع عن قيمنا الأساسية».
وقال يونكر يوم الأحد إنه لديه مخاوف بشأن حقوق الإنسان في الكثير من الدول التي تعامل معها لكنه أضاف «إذا تحدثت فقط إلى ديمقراطيين لا تشوبهم شائبة فسوف أختتم أسبوعي بالفعل بحلول يوم الثلاثاء».
رويترز