سياسة لبنانية

بين قرطباوي والقضاء

ساهمت مسودة التشكيلات القضائية التي اعدها المجلس الاعلى للقضاء في استعار الخلاف بين وزير العدل شكيب قرطباوي والمجلس لا سيما بين نائب الرئيس النائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي وقرطباوي، وقد وصل الخلاف الى بعبدا بحيث تدخل الرئيس ميشال سليمان لمعالجة الامر، بعد الموقف الذي صدر عن الوزير قرطباوي والذي اعتبره اعضاء في المجلس بأنه يمس بسمعة القضاء وان المجلس لن يتهاون في الموضوع. ويرفض قرطباوي التوقيع على التشكيلات لانه يعتبرها دون المستوى المطلوب للتغيير والتطوير والاصلاح وانها غير شاملة ولا تعنى بعنصر الشباب. الا ان اوساطاً في العدلية تعزو الخلاف الى رفض المجلس التجاوب مع مطالب بعض السياسيين لنقل بعض القضاة المحسوبين على اطراف سياسية. ويتمسك المجلس بالتشكيلات ويطلب من الوزير احالتها الى مجلس الوزراء لان توقيعه شكلي وان المجلس هو المسؤول عنها، في الوقت الذي يرى قرطباوي ان هناك تجاهلاً لموقعه كوزير وان توقيعه ليس شكلياً بل انه يقوم بدوره كوزير للعدل.

فصل السلطات
نقل زوار عين التينة عن الرئيس نبيه بري انه «زعلان» من رئيسي الجمهورية والحكومة لاقدامهما على توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة من دون التشاور معه، ولا حتى ابلاغه. وعتب الرئيس بري على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يحرص على التشاور معه في كل شاردة وواردة. واعتبرت اوساط بري ان خطوة الحكومة تستهدفه وتستهدف الخطوات الوفاقية التي يقوم بها، وانها نوع من الالتفاف على الارثوذكسي الذي يحظى بدعم بري، ومحاولة لاحياء قانون الستين وفق اوساط 8 آذار. واستغربت اوساط حكومية موقف الرئيس بري وقالت ان ما فعلته الحكومة هو عمل تنفيذي اجرائي الزامي وفق الدستور، يأتي من ضمن التزامها تطبيق القوانين وبالتالي ليس على الحكومة ان تتشاور مع احد في القيام بما يفرضه عليها الدستور، فهل ان الرئيس بري يتشاور مع رئيسي الجمهورية والحكومة في اية خطوة ينوي القيام بها؟ اين فصل السلطات؟ واعتبرت اوساط وزارية ان ما قامت به الحكومة هو من ضمن واجباتها وصلاحياتها.

وزير يزور سوريا
سجلت الدوائرالامنية المختصة على الحدود في المصنع نهاية الشهر الماضي دخول وزير  من الكتلة المستقلة، سوريا حيث امضى يوماً ثم عاد الى بيروت من دون معرفة مع من اجتمع هناك. وحرصت اوساط الكتلة على عدم اذاعة الخبر، كما التزمت الصمت حيال الخطوة، التي قيل ان الوزير لم يتخذها من عندياته بل انها تأتي في سياق سياسي، وان رئيس الكتلة هو على علم بالخطوة رغم الحملات التي يشنها على النظام السوري. وفوجئت مصادر مطلعة بهذه الخطوة عندما ابلغت بها من قبل الجهات الامنية.

عشاء معراب
تناول الرئيس فؤاد السنيوره مساء يوم الاربعاء من الاسبوع الفائت طعام العشاء الى مائدة الدكتور سمير جعجع في معراب، بحضور النواب احمد فتفت وايلي كيروز وجورج عدوان والوزير السابق محمد شطح مستشار الرئيس سعد الحريري، وجرى عرض الاوضاع بعد تبني القوات والكتائب المشروع الارثوذكسي الى جانب التيار الوطني الحر. وقد تركت الخطوة تداعياتها داخل قوى 14 آذار، قادت الى اهتزاز التحالف وحصول تباعد. وكانت زيارة السنيوره الى معراب هي الاولى له بعد الافتراق حول المشروع الارثوذكسي. وقالت اوساط مشاركة  في الاجتماع ان الاجواء كانت ممتازة، وان المياه عادت الى مجاريها، وان البحث تناول امكان الاتفاق على مشروع مختلط بين النسبي والاكثري بعدما تبين ان اجواء تيار المستقبل والحزب الاشتراكي جيدة، وان التوصل الى صيغة ممكن، وان الاتصالات هي لاتمام بعض «الروتشة» وان حزبي القوات والكتائب غير بعيدين عن صيغة المشروع المختلط المقترح وكذلك الرئيس نبيه بري.

لائحة مطالب
لوحظ أن لائحة المطالب السياسية عند تيار المستقبل
ردت اعتبارها وشهدت تنويعاً وتوسيعاً في الآونة الأخيرة
لتضم البنود الآتية:
– وقف حزب الله إرسال مقاتليه الى سوريا للقتال الى جانب النظام.
– نشر الجيش على الحدود اللبنانية – السورية الشمالية والشرقية بمؤازرة قوات الطوارىء الدولية.
– تشكيل حكومة حيادية لتجنيب لبنان هذا الكم الهائل من الاحتقان والتوتر.
– إقالة وزير الخارجية عدنان منصور لتواطئه مع السفير السوري في بيروت.

منصور والتزام الموقف
تقول مصادر مطلعة ان وزير الخارجية عدنان منصور التزم الموقف الرسمي اللبناني خلال التصويت في الجامعة العربية، والقاضي باعتماد سياسة النأي بالنفس عن الازمة السورية. فقد تحفظ على  اقتراح احلال ممثل الائتلاف الوطني في المقعد السوري ممثلاً سوريا. اما بشأن اقتراح منصور اعادة سوريا الى الجامعة العربية فهو موقف شخصي نابع من الحرص على الوحدة العربية والتضامن العربي، وهو اجتهاد منه نابع من موقف عروبي –  وطني، لم يتشاور بشأنه مع رئيسي الجمهورية والحكومة لانه يعلم جيداً الموقف الرسمي وقد التزم به. ويتهم منصور الحملة عليه بانها حملة مبرمجة على الرموت كونترول. غير ان مصادر سياسية اكتفت بالقول ان النتائج بخواتيمها، والوزير منصور التزم بالموقف الرسمي اللبناني. وقد ترك اقتراحه تداعيات على الساحة اللبنانية ومطالبة قوى سياسية في المعارضة الرئيس نجيب ميقاتي باقالته من الحكومة لانه ليس وزير خارجية لبنان بل وزير خارجية سوريا وايران. وابلغ الرئيس ميشال سليمان منصور ان مواقفه يجب ان تعكس سياسة الحكومة من دون التباس وعليه التشاورالمسبق في شأنها معه وهو يتداول بها مع رئيس الحكومة..

مسألة ميثاقية
يقول النائب أحمد فتفت: «ندرك تماماً أنه لا مجال سياسياً لحلفائنا للرجوع عن مواقفهم إذا عرض القانون الأرثوذكسي على التصويت في الهيئة العامة… ولكن هناك مسألة ميثاقية وإشكالية وطنية: هل يقبل الرئيس بري بجلسة كهذه تقاطعها ثلاث طوائف، ذلك أن أغلبية ساحقة من النواب الأرثوذكس سيقاطعون الجلسة؟!

جولات الراعي
يعود البطريرك بشاره بطرس الراعي من الفاتيكان نهاية هذا الشهر بحيث يترأس قداس عيد الفصح، ويقوم بعدد من الزيارات الرعوية لعدد من الابرشيات. ويغادر الراعي منتصف الشهر المقبل بيروت متوجهاً الى اميركا اللاتينية حيث يزور الارجنتين والباراغواي ويتفقد الرعايا ويستمع الى مطالب ابنائها، ثم يزور مطلع شهر ايار (مايو) المقبل البرازيل ويجول على عدد من الولايات، ويزور في النصف الثاني من شهر ايار (مايو) نيجيريا. اما بشأن زيارة رومانيا فقد اشارت مصادر مطلعة الى انها ارجئت الى ايلول (سبتمبر) حيث تكون اعمال تشييد كنيسة مار شربل في العاصمة الرومانية قد انتهت.

ثلاثة احتمالات
ماذا كان يقصد الرئيس ميقاتي عندما قال: إن المشروع الأرثوذكسي لن يمر ولن يصل الى مرحلة إحالته الى المجلس الدستوري؟! وعلام استند في هذا التقدير الجازم؟! أوساط سياسية تورد هذه الاحتمالات:
– إما أن الرئيس ميقاتي يراهن على موقف الرئيس بري بأن لا يوصل الأرثوذكسي الى مرحلة التصويت عليه في الهيئة العامة.
– إما لديه معلومات بشأن تبدل موقف أحد الأطراف السياسيين في شأن الأرثوذكسي وعدم استعداده للتصويت عليه ما يفقده الأكثرية النيابية.
– أو أن الرئيس ميقاتي الذي قرر عدم حضور جلسة التصويت على الأرثوذكسي، قرر أيضاً عدم التوقيع على القانون في حال إقراره.

صلاحيات الرئيس
على هامش الحديث عن حقوق المسيحيين والاصرار على المناصفة الحقيقية من خلال تحقيق صحة التمثيل الشعبي بشكل يرضي الجميع، اثير موضوع صلاحيات رئيس الجمهورية بعدما تبين ان اتفاق الطائف انتزع الصلاحيات منه ووضعها في مجلس الوزراء. ويقول وزير سابق ان نزع صلاحية حل مجلس النواب واقالة الحكومة من يد رئيس الجمهورية احدث خللاً في الحياة السياسية وعدم توازن بين الرئاسات وفي الصلاحيات. فهناك مثلاً مهل دستورية تسري على رئيس الجمهورية ولا تسري على رئيسي المجلس والحكومة وعلى الوزراء. وهذا ما حمل عدداً من رجال القانون على اعداد دراسة حول ضرورة اعادة النظر في الدستور لازالة الخلل وتحقيق التوازن واحداث مرجعية لبنانية للحسم في اي خلاف يحصل، بعدما كانت هذه المرجعية بيد السوري الوصي على تنفيذ الطائف وفق المعارضة.

رافعة للتطرف
يقول نائب طرابلسي أن شبه الإجماع السني على رفض القانون الأرثوذكسي مرده الى أن هذا القانون سيشكل رافعة للتطرف داخل الطائفة السنية وسيحجب الصوت المعتدل الذي طالما اتسم به السنّة، كما أنه يقضي على التفاعل بين المكوّنات الطائفية والاجتماعية والسياسية في لبنان.

استقالة الوزير المعارض
استغربت اوساط في المعارضة الحملات التي يشنها وزراء في الحكومة على رئيسها وعلى زملائهم وعلى اداء الحكومة في شتى المجالات. وتقول الاوساط ان الانتقادات التي يوجهها بعض الوزراء الى الحكومة تفوق الحملة التي تشنها المعارضة عليها. وتساءلت: كيف يستمر وزير في حكومة يتهمها بالتقصير وعرقلة مشاريعه ووضع العصي في عجلة وزارته؟ ولماذا لا يستقيل الوزير الذي يرى ان الحكومة لا تتجاوب مع تطلعاته ومشاريعه. والغريب ان الحكومة تحولت الى حكومات وهي حكومة متاريس وان اي مشروع يعرض للنقاش يواجه بانقسام بين فريقين. ويقول نائب من المستقبل ان موقف النائب محمد رعد الداعم لمواقف وزير الخارجية بعدما اعتبرها تعكس موقف الحكومة خلافاً لما صرح به رئيس الحكومة يؤكد بما لا يقبل الشك بأن الحكومة هي حكومة حزب الله وهو الذي يتحكم بها ويهيمن على قراراتها وعلى مواقفها.

منطق السطو
ابدت جهات نيابية في المعارضة انزعاجها من مضمون المؤتمر الصحافي الذي عقده الوزير جبران باسيل خلال الاسبوع الفائت واصراره على استخدام كلمة «سطو» على الحقوق المسيحية في انتقاده قيادات اسلامية لا سيما تيار المستقبل. واستغربت لجوء عضو في التيار الى هذا الاسلوب رغم ان الرئيس ميشال سليمان وعدد من الوزراء اعترضوا في مجلس الوزراء على استخدام باسيل كلمة سطو واعتبروا اعادة استخدامها وتوظيفها في السياسة هي رد على من انتقده بمن فيهم الرئيس سليمان. ويذكّر نواب في المعارضة بمواقف العماد ميشال عون بعد عودته من مؤتمر الدوحة عندما رفع يافطات في الشارع المسيحي عن اعادة الحقوق للمسيحيين عبر قانون الستين. فكيف لم يعد هذا القانون يعيد الحقوق الى المسيحيين؟! ورأت المعارضة في مواقف التيار استجابة لطلب حزب الله لنسف الانتخابات، لأن قوى 8 آذار وتحديداً حزب الله غير راغبة في ان تجري الانتخابات في هذا الظرف وتفضل ان تبقى الاوضاع على حالها. وترد المعارضة على التعابير التي يستخدمها العونيون بالقول: ان العونيين يسطون على الدستور والقانون ويتجاوزون الاصول ويتخطون الاعراف، سواء داخل مجلس الوزراء او من خلال التصريحات والخطاب السياسي. وتطالب المعارضة باسيل ووزراء التكتل بأن يرفعوا الحصانة عنهم ويذهبوا الى القضاء للدفاع عن المخالفات التي يرتكبونها. ويكشف احد نواب المعارضة ان هناك مجموعة من الحقوقيين تعد ملفاً بالتجاوزات العونية قد ترفعه الى القضاء.

لقطات

قدم النائب بطرس حرب الى وزير العدل مستندات بحق مدعي عام التمييز القاضي حاتم ماضي كشكوى طلب ماضي المضي بها الى النهاية لمواجهة حرب امام المحكمة.
سألت المحكمة الدولية في كتاب رفعته الى رئيس الحكومة الاسبوع الفائت: الى متى سيبقى المطلوبون الى المحكمة متوارين والحكومة عاجزة عن القاء القبض عليهم؟
استغربت اوساط في المعارضة ان يقدم وزراء على انتقاد الحكومة بشكل لم يفعله نواب المعارضة ويستمر هؤلاء في الحكومة وكأن شيئاً لم يكن من دون الاستقالة احتجاجاً؟
انتقل مفتي طرابلس والشمال الدكتور مالك الشعار من باريس الى الرياض حيث يمضي بعض الوقت بعدما ابلغته جهات مسؤولة ان يؤخر عودته الى لبنان بعض الوقت.
كشفت جهات امنية ان مصير بعض قادة الاجهزة الامنية والعسكرية سيتم البت فيها بعد احالة مدير عام قوى الامن الداخلي اشرف ريفي على التقاعد في الاول من نيسان (ابريل) وليس قبل هذا التاريخ بسبب الاعتراض على التمديد لريفي من قبل حزب الله والعونيين.
طوى وزير الخارجية موضوع رسالة رئيس الحكومة اليه بعدما نفى تسلمه اياها ثم اعلن وصولها اليه بعدما هددت اوساط السراي بنشر الرسالة المذكورة في الاعلام ليطلع عليها الوزير والرأي العام.
طالب اركان في الهيئات الاقتصادية بان يتولى حاكم مصرف لبنان التحكيم في موضوع سلسلة الرتب والرواتب والكشف عن تداعياتها على الوضعين المالي والاقتصادي في حال اقرارها.
اعتبرت اوساط سياسية في المعارضة ان فتح ملف بنك المدينة الان يستهدف شخصيات مرشحة للرئاسة منها حاكم مصرف لبنان والنائب بطرس حرب وغيرهما، على رغم نفي اوساط قضائية ذلك.

اسرار

أوعز العماد ميشال عون الى النائب عصام صوايا المقيم بشكل دائم في الولايات المتحدة للعودة الى لبنان تحسباً لأي جلسة تصويت ستعقد في شأن القانون الأرثوذكسي.
نقل عن مرجع في 8 آذار قوله: إن على الرئيس نجيب ميقاتي الا يخطىء في حساباته السياسية وألا يعتقد بأن لا بديل عنه في رئاسة الحكومة. فالبديل جاهز وهو من طرابلس أيضاً.
نقل عن البطريرك بشاره الراعي قوله منوّهاً بالطائفة الأرثوذكسية: لقد اتفق الموارنة على «القانون الأرثوذكسي»، ونادراً ما يتفقون، ونحن نتوجه الى روسيا الأرثوذكسية بعدما فقدنا  «الأم الحنون».
طالبت القوات اللبنانية عبر الرئيس فؤاد السنيوره النائب وليد جنبلاط بالتنازل عن ثلاثة مقاعد مسيحية في الشوف وعاليه والبقاع الغربي، وجاء الجواب بأن لا مانع من بقاء النائب جورج عدوان، وليس وارداً التنازل في عاليه. وأما في البقاع الغربي، فإن على القوات أن تطالب بالمقعد الماروني وليس الأرثوذكسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق