دولياترئيسي

فرنسا وبلدان أوروبية أخرى ترفع العزل تدريجياً اليوم وسط دعوات لاحترام تدابير الوقاية

تدخل فرنسا وإسبانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى الاثنين في مرحلة جديدة من معركتها ضد فيروس كورونا مع الرفع التدريجي والحذر للتدابير الصحية بعد شهرين من العزل الصارم بسبب تفشي الوباء. ودعت سلطات البلدين إلى احترام تدابير الوقاية لتجنب موجة ثانية من المرض المميت.
عاشت فرنسا وقسم من إسبانيا الأحد يومهما الأخير من العزل المنزلي الذي استمر شهرين جراء فيروس كورونا المستجد، وسط مشاعر الفرح والأمل والراحة، لكن سلطات البلدين شددت على ضرورة احترام تدابير الوقاية تجنباً لموجة ثانية من الوباء.
وسيكون بوسع غالبية سكان البلدين، وهما من بين الأكثر تضرراً بالفيروس في العالم، استعادة بعض من حياتهم الاجتماعية وحد أدنى من حرية التنقل، على غرار الصينيين والإيطاليين والألمان من قبلهم.
وأعلنت مديرية الصحة الفرنسية الأحد تسجيل 70 وفاة إضافية خلال 24 ساعة في أدنى حصيلة منذ بداية العزل في 17 آذار (مارس)، فيما سجلت إسبانيا أدنى مستوى من الوفيات منذ 18 آذار (مارس) بـ 143 حالة جديدة.
بشكل عام، وبعد حوالي خمسة أشهر على ظهور الفيروس في الصين في أواخر 2019، يبدو أن الوباء الذي أدى إلى فرض الحجر على أكثر من نصف البشرية وشل الاقتصاد العالمي بات تحت السيطرة في عدد متزايد من البلدان
لكن منظمة الصحة العالمية حذرت من خطر حصول موجة ثانية وربما ثالثة من الإصابات، والدليل أن الصين أعلنت الأحد رصد إصابة جديدة بكوفيد-19 في مدينة ووهان، البؤرة الأولى للوباء.
ولهذا السبب، اعتبر بعض سكان العاصمة الفرنسية باريس، على غرار الثلاثينيان كليمان داراس وشريكته أوليفيا غارينو، أنهم يتأرجحون «بين المزيد من الحريات» ما يجعلهم يشعرون بالسرور، «إنما كذلك الكثير من الغموض ما يمكن أن يولد توتراً». وقد تم رصد بؤرتي وباء في وسط البلاد، إحداهما إثر اجتماع للتحضير لاستئناف الدراسة.
وسيكون تخفيف القيود متفاوتا بين مناطق مصنفة «حمراء» وأخرى مصنفة «خضراء». وتدعو السلطات إلى لزوم أعلى درجات الحيطة في باريس. وسيكون وضع الكمامات إلزامياً في وسائل النقل العام في جميع المناطق، وكذلك احترام التباعد الاجتماعي.
وكذلك، سيتم تخفيف القيود في قسم فقط من إسبانيا سعيا للحد من مخاطر انتشار الوباء مجدداً، فيما تبقى مدن كبرى عدة منها مدريد وبرشلونة خاضعة لتدابير صارمة.
وقال أحد سكان ليناريس المشمولة بتخفيف القيود: «أول ما سأفعله هو إقامة عشاء في المنزل مع أصدقائي».
في ألمانيا، البلد النموذجي في تصديه للوباء، أعادت الحانات والمطاعم فتح أبوابها السبت في مقاطعة مكلمبورغ فوربومرن بشمال شرق البلاد على بحر البلطيق، وذلك قبل أيام من استئناف دوري كرة القدم منافساته في منتصف أيار (مايو).
وستسرع دول أخرى عدة آلية رفع القيود الإثنين. ففي تركيا، استفاد الأحد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً من أول إذن بالخروج منذ 21 آذار (مارس)، وذلك لأربع ساعات. وقال أوميت أفجي (81 عاماً) في إسطنبول «كأننا كنا في عطلة اليوم، إننا سعداء جداً».
وبات بإمكان البلجيكيين اعتباراً من الأحد استقبال أربعة أشخاص في منازلهم. وقال بائع الصحف في بروكسل باتريك رودريغيز: «نصبنا أكبر طاولة لدينا في الحديقة حتى نتمكن رغم كل شيء من الحفاظ على التباعد الاجتماعي المفروض بين المدعوين».
في المقابل، اضطرت روسيا إلى تشديد إجراءاتها في ظل حصيلة يومية تزيد عن عشرة آلاف إصابة، فيما تخطت الحصيلة الإجمالية عتبة مئتي ألف حالة.
أما بريطانيا، فقد أعلنت مساء الأحد على لسان رئيس وزرائها بوريس جونسون أن الإغلاق سيبقى مفروضاً حتى الأول من حزيران (يونيو) على أقل تقدير.
وقال جونسون إن «الوقت غير مناسب لإنهاء الإغلاق هذا الأسبوع»، مضيفاً أن بعض طلبة المدارس الابتدائية سيعودون إلى صفوفهم وسيعاد فتح المتاجر اعتباراً من الأول من الشهر المقبل.
لكنه أشار إلى أنه سيتم تخفيف القيود بعض الشيء اعتباراً من الأربعاء إذ سيسمح بممارسة الرياضة «بشكل غير محدود» والتشمس لكن فقط ضمن مسافة قريبة من المنزل.
وتعتبر بريطانيا البلد الذي يسجل ثاني أعلى حصيلة في العالم تزيد عن 31500 وفاة.

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق