رئيسيسياسة عربية

استخدام غاز «السارين» في الثورة الليبية

بينما تؤكد الحكومة الليبية المؤقتة ان ما يجري على الارض ثورة ينفذها انصار العقيد القذافي، تشير مصادر اخرى الى انها مجرد ثورة شعبية يرى القائمون عليها ان الحكومة ضعيفة وانها ليست بمستوى التحديات، ولا تمتلك برامج وتصورات وامكانات للنهوض بالبلاد. وبين هذين الرأيين ثمة من يقول ان الثورة – كما هي الحكومة – لا تمتلك رأساً واحداً، او مرجعيات محددة من شأنها ان تدير الامور بقدر من السلامة.                                          

يرد البعض من الرسميين تصاعد التوتر الى دعوات التظاهر ضد قرار المؤتمر الوطني العام تمديد ولايته التي كان من المقرر ان تنتهي في 7 شباط (فبراير)، حيث صادق المؤتمر الوطني العام، اعلى سلطة سياسية وتشريعية في البلاد، على قراره تمديد ولايته حتى كانون الاول (ديسمبر) 2014 من خلال تعديلات دستورية رغم معارضة قسم كبير من السكان ينتقد عجزه عن استعادة النظام وانهاء الفوضى في البلاد.
لكن اللافت في الامر هو تصاعد النشاطات الثورية والى المستوى الذي لا يمكن السيطرة عليه. حيث تشير المعلومات الى قرار عال باستخدام جميع الوسائل الممكنة للسيطرة على تلك الحالة التي دفعت بدول مجاورة الى المطالبة بتدخل دولي لوقف حالة الانهيار التي تعيشها البلاد.

هجوم على الجيش
واللافت هنا ان الثورة خرجت من اطارها الجنوبي، ووصلت الى مشارف العاصمة طرابلس، ودقت ابواب قيادة الجيش مباشرة. حيث صد الجيش الاسبوع الفائت هجوماً على مقر قيادته العامة في جنوب العاصمة طرابلس.
وقال العقيد علي الشيخي الناطق باسم الجيش ان مسلحين مجهولين حاولوا دخول مقر قيادة الاركان، لكن الحراس صدوهم. واضاف ان المهاجمين نهبوا سيارات وبعض الاسلحة قبل ان ينسحبوا، مؤكداً ان الهجوم لم يؤد الى سقوط ضحايا.
وامام حالة الفوضى في البلاد، دعت النيجر الى تدخل خارجي في جنوب ليبيا الذي وصفته بانه «حاضنة لمجموعات ارهابية». وان ليبيا اصبحت «اكبر معقل ارهابي».
وقال وزير داخلية النيجر مسعود حسومي  ان على القوى التي تدخلت في ليبيا لاطاحة العقيد القذافي، ان تضمن خدمة «ما بعد البيع»، ومن المشروع تماماً ان تتدخل فرنسا والولايات المتحدة لاستئصال الخطر الارهابي في جنوب ليبيا. وفي حين اعتبر مدير اجهزة الاستخبارات الاميركية جيمس كلابر منطقة الساحل «حاضنة» للمجموعات المتطرفة اعتبر الوزير النيجيري انه كان عليه ان يقول بوضوح أكثر ان جنوب ليبيا حاضن مجموعات ارهابية.
في تلك الاثناء، أظهرت وثائق من داخل احد المستشفيات الليبية أن حكومة البلاد المؤقتة، أطلقت هجمات بغاز السارين على مواطنيها قبل بضعة أسابيع، بهدف القضاء على الثورة التي يطلق عليها اصحابها اسم «انتفاضة قبلية شعبية»، وانها تكتسب زخماً تحت راية المقاومة الليبية الخضراء.

ميليشيات
واتهم الشيخ حسن عجيلي، زعيم قبيلة ورشفانة، حكومة بلاده، بتجنيد ميليشيات تابعة للقاعدة ومتشددين إسلاميين آخرين لإطلاق هجمات الغاز.
وبحسب الشيخ حسن، بدأت في الشهر الماضي إحدى ميليشيات القاعدة، بقتل أفراد مدنيين من «قبيلتنا» بهجمات عبر غاز السارين ما ادى الى سقوط اعداد كبيرة من افراد قبيلة ورشفانة، فيما نُقِل عدد كبير آخر إلى مستشفى الزهراء في طرابلس. واضاف انه لم تتناقل وسائل الإعلام العالمية شيئاً عن ذلك، رغم أن الميليشيات الليبية كلها تمتلك صواريخ مزوّدة بغاز السارين.
وسرب الشيخ عجيلي تقريرين طبيين يشيران الى استخدام غاز السارين صادرين من مستشفى الزهراء في طرابلس. وظهر من تلك الوثائق أنها تابعة لمريضين تمت معالجتهما في المستشفى، باعتبارهما ضحايا لهجوم بالغاز الكيميائي، طبيعته غير محددة. وتحدث التقريران عن أن سبب الإغماء وصعوبة التنفس لدى الضحيتين هو استنشاق غاز مجهول المصدر.

أ. ح

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق