سياسة عربية

الساجواني: استضافة السلطنة لهذه الاجتماعات حدث مهم وداعم لجهود اثراء حالة التنوع الاحيائي والموارد الوراثية

رعى السيد شهاب بن طارق آل سعيد مستشار السلطان قابوس في قاعة مجان بفندق قصر البستان في سلطنة عمان حفل افتتاح اجتماع الدورة الخامسة للجهاز الرئاسي للمعاهدة الدولية للموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة الذي استضافته السلطنة ممثلة بوزارة الزراعة والثروة السمكية خلال الفترة من 24 – 28  ايلول (سبتمبر) 2013 وبالتعاون مع المعاهدة الدولية للموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة، والتي دخلت حيز التنفيذ في عام 2004 وباشرت عملها في عام 2007 مع إنشاء نظام متعدد الأطراف للحصول على الموارد الوراثية وتقاسم منافعها، حيث حققت المعاهدة منذ ذلك الحين تقدماً ملحوظاً في مجالات عدة، أهمها إنشاء نظم عمل جديدة على غرار صندوق تقاسم المنافع الموجود في أكثر من 32 بلداً، كما بلغ عدد الدول التي انتظمت للمعاهدة حتى نهاية شهر حزيران (يونيو) 2013 (128) دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وفي هذا دلالة واضحة على الأهمية الكبرى التي توليها بلدان العالم المختلفة للمعاهدة.

«كلمة الساجواني»
في بداية الحفل القى الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية كلمة السلطنة جاء فيها : قامت السلطنة  بالتصديق على انضمامها للمعاهدة الدولية للموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة في سنة 2004 بموجب المرسوم السلطاني رقم 57/2004، وذلك لما تتميز به السلطنة من تنوع احيائي في المحاصيل والنباتات الاستوائية وشبه الاستوائية والاهتمام بالموارد الوراثية النباتية ويتمثل ذلك جلياً في إنشاء مركز الموارد الوراثية الحيوانية والنباتية وإنشاء حديقة النباتات والأشجار العمانية وبنوك الجينات.
واضاف: تعد استضافة السلطنة لهذه الاجتماعات حدثاً مهماً وداعماً للجهود المبذولة لإثراء حالة التنوع الاحيائي بشكل عام، والموارد الوراثية النباتية بشكل خاص. وتعقد فعاليات هذه الاجتماعات بعد المؤتمر الوزاري لإقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا واجتماع الصناديق المانحة حول التحديات الخاصة بالأمن الغذائي، في ظل المتغيرات المناخية التي يشهدها عالم اليوم وتسبب في تراجع منسوب المياه من حيث الكم والجودة، وارتفاع نسبة الملوحة، الى جانب ظهور بعض الآفات والأمراض الزراعية ذات الضرر الاقتصادي على المحاصيل الزراعية والمزارعين في الاقليم، وما تم التوصل إليه في إعلان مسقط دعماً من الحكومة للجهاز الرئاسي وأمانة المعاهدة.
وقال ان الأرقام والإحصاءات تشير إلى أنه من المتوقع أن يزداد عدد سكان العالم من ما يقارب من سبعة بلايين نسمة اليوم إلى ما يزيد عن تسعة بلايين نسمة بحلول عام 2050، وهو أمر يحتم علينا بذل المزيد من الجهد للحفاظ على الموارد الوراثية النباتية وتفعيل آليات نقلها واستخدامها لضمان استدامتها ومساهمتها في منظومة الأمن الغذائي، وإذ تثمن سلطنة عمان دور الدول التي استضافت اجتماعات الجهاز الرئاسي في دوراته السابقة، فإنها تابعت عن كثب المواضيع التي تم طرحها ومناقشتها في الاجتماع الرابع للجهاز الرئاسي والذي انعقد في اذار (مارس) 2011 في جزيرة بالي بجمهورية اندونيسيا، كما ساهمت في الاجتماعات التحضيرية والتشاورية خلال الفترة 2012/2013 والتي كللت بالنجاح في استضافتها لفعاليات الاجتماع الخامس للجهاز الرئاسي للمعاهدة. لذلك تؤكد السلطنة على أهمية دعم وتبني الجهاز الرئاسي وأمانة المعاهدة للقضايا المرتبطة بتشجيع البحث والتطوير وتعزيز آليات النقل وتبادل الموارد الوراثية النباتية وإيجاد البيئة المناسبة وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار والاستغلال الأمثل لتلك الموارد بما يضمن مساهمتها في تحقيق الأمن الغذائي.

جلسات عمل ومناقشات
واضاف: تتضمن أجندة الاجتماع الخامس للمعاهدة جلسات عمل ومناقشات ومداولات بحضور ممثلي الدول الأعضاء، والدول المراقبة، ومختلف الشركاء من المنظمات والمراكز البحثية الدولية والصناديق المانحة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني وسيكون لها اثر ايجابي في تعزيز دور المعاهدة خصوصاً في ما يتعلق بمشاريع تقاسم المنافع للمزارعين وتبادل المعلومات ونقل التقنيات بين الدول الأعضاء، وكذلك تعزيز البنك العالمي للجينات بالمواد الوراثية النباتية.
الدكتور جوزيه غرازيانو دا سيلفا مدير عام منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) القى بدوره كلمة مسجلة من مقر المنظمة في روما جاء فيها: ان المعاهدة تقوم بدور حيوي للأمن الغذائي وتضمن توزيعاً منصفاً وتقاسماً عادلاً للمنافع وهذه المعاهدة من اكثر المعاهدات نجاحاً في الفاو.
واضاف: لقد تابعت عن كثب خطوات سير المعاهدة منذ ان توليت هذا المنصب ولقد سنحت لي الفرصة لأثير هذا الموضوع ويسعدني انه وارد على جدول اجتماع هذا المؤتمر وانا على يقين تام بانه سيخرج بقرارات مهمة.
كما القى الدكتور رينج وانج المدير العام المساعد للزراعة وحماية المستهلك لمنظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) كلمة قال فيها: بعد دخول الاتفاقية حيز التنفيذ اصبحت من اهم المعاهدات التي تقوم بها المنظمة حيث اصبحت الان تضم 130 دولة بانضمام اليابان اليها.
واشار في كلمته الى ان هذه المعاهدة تمر بتحديات كبيرة ابرزها الجفاف وندرة المياه، ونرحب بخطة العمل التي اعتمدت وتلتزم الفاو بدعم هذه المعاهدة في هذه المرحلة من حياتها ونحن نقر بأهمية هذه المعاهدة على المستوىين الزراعي والسياسي . واليوم نواجه تحديات بإطعام 9 مليارات شخص بحدود عام 2050 وان نجاح الفاو في هذا لن يتم الا بجهود الاعضاء.
واستطرد بالقول: حضرت اجتماعات الطاولة المستديرة في  قمة ريو دي جانيرو بالبرازيل وبينوا اهمية تعزيز المعاهدة وتوسيع احكام تقاسم المنافع التي تنص عليها المعاهدة ، انا والمدير العام نضمن اهمية النقاط التي يجب اتباعها لتقاسم المنافع وتغطية النظام المتعدد الاطراف .
وفي نهاية الاجتماعات صدر اعلان مسقط وتتضمن القرارات والتوصيات كما وجه المؤتمرون شكرهم وتقديرهم للسلطان قابوس بن سعيد ولحكومة سلطنة عمان على الترحيب الحار وكرم الاستضافة لهذا المؤتمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق