سياسة عربية

السوريون اكبر مجموعة لاجئين في العالم

انتقل لبنان من المرتبة 69 للدول التي تستضيف اكبر عدد لاجئين الى المرتبة الثانية في غضون ثلاث سنوات ونصف السنة

اعلنت الامم المتحدة في تقرير الاربعاء إن السوريين أزاحوا الأفغان واحتلوا مكانهم كأكبر مجموعة من اللاجئين، وإن عدد اللاجئين السوريين تجاوز ثلاثة ملايين حتى منتصف عام 2014 وإنهم أصبحوا يمثلون نحو ربع اللاجئين الذين ترعاهم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على مستوى العالم ويبلغ عددهم 13 مليون لاجىء.

قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقرير صدر اليوم الاربعاء ان عدد اللاجئين السوريين ارتفع بحوالى 704 الاف شخص في الاشهر الستة الاولى من السنة الماضية وانهم يعتبرون حالياً اكبر مجموعة تتابعها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
وتوقعت المفوضية ايضاً ان يصل عدد اللاجئين السوريين الى 4،27 مليون شخص بحلول كانون الاول (ديسمبر) فيما يبلغ حالياً اكثر من ثلاثة ملايين.
وهذه المراجعة نصف السنوية تأتي فيما حذر رئيس المفوضية العليا انتونيو غوتيريس من اسوأ ازمة لجوء تشهدها الوكالة منذ سبعة عقود.
وقال غوتيريس الثلاثاء ان «الازمات الكبرى في سوريا والعراق وتكثف الازمات الجديدة والقديمة التي لم تنته بعد، انشأت اسوأ وضع نزوح في العالم منذ الحرب العالمية الثانية».
واضاف ان العدد بلغ 50 مليوناً للمرة الاولى منذ 1945.
واشار التقرير الى ان السوريين اصبحوا للمرة الاولى اكبر مجموعة لاجئين ضمن عمل المفوضية وتجاوزوا الافغان الذين كانوا يحتلون هذه المرتبة منذ اكثر من 30 عاماً.
وتصنيف المفوضية العليا لا يشمل الفلسطينيين الذين تتولى شؤونهم وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) ويقدر عددهم في العالم بحوالي خمسة ملايين.
وبعد سوريا (3 ملايين) وافغانستان (2،7 مليون) فان الدول الابرز التي يتحدر منها اللاجئون هي الصومال (1،1 مليون) والسودان (670 الفاً) وجنوب السودان (509 الاف) وجمهورية الكونغو الديموقراطية (493 الفاً) وبورما (480 الفاً) والعراق (426 الفاً).
وقالت المفوضية «مع وصول عددهم الى اكثر من ثلاثة ملايين اعتباراً من حزيران (يونيو) 2014، اصبح اللاجئون السوريون يشكلون الان 23% من مجموع اللاجئين الذين تساعدهم المفوضية في انحاء العالم».

 

انتونيو غوتيريس: اسوأ ازمة لجوء تشهدها الوكالة منذ سبعة عقود

 

وبحسب المفوضية العليا فقد نزح اكثر من 1،4 مليون شخص اضافي عبر الحدود في النصف الاول من السنة الماضية ونصفهم من السوريين الذين بلغ عددهم 704 الاف و400.
وادى النزاع السوري الى مقتل اكثر من 200 الف شخص منذ اذار (مارس) ونزوح حوالى نصف عدد السكان.
وبسبب النزاع لجأ سوريون الى دول مجاورة مثل لبنان وتركيا والاردن لكنهم غادروا ايضاً على متن سفن في رحلات خطرة عبر المتوسط في محاولات يائسة للوصول الى اوروبا.
وذكرت المفوضية إن السوريين شكلوا أكبر مجموعة من طالبي اللجوء على مستوى العالم خلال النصف الأول من 2014 إذ قدموا 59600 طلب وإن ألمانيا والسويد تلقتا 40 في المئة من هذه الطلبات.
وأوضح التقرير أن العراقيين الفارين من القتال كانوا ثاني أكبر مجموعة من طالبي اللجوء خلال الفترة المعنية إذ قدموا 28900 طلب.
وقالت المفوضية إن ما يقرب من 3500 مهاجر هلكوا في العام الماضي أثناء محاولة عبور البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا.
واخر مثال على ذلك كان حالة 768 لاجىء سوري انقذوا فيما كانت سفينة الشحن التي تقلهم تجنح نحو السواحل الايطالية الاسبوع الماضي بعدما تركهم المهربون في وسط البحر.
ورغم ان باكستان لا تزال تستقبل اكبر عدد من اللاجئين في انحاء العالم (1،6 مليون) وكلهم من الافغان تقريباً فان اكبر عدد من القادمين الجدد من اللاجئين بين كانون الثاني (يناير) وحزيران (يونيو) 2014 ابلغ عنه لبنان.
وقالت المفوضية «مع زيادة بحوالي 325 الف سوري خلال النصف الاول من السنة، تخطى عدد اللاجئين المسجلين في لبنان بحلول منتصف 2014 عتبة 1،1 مليون نسمة».
واضافت المفوضية العليا ان لبنان انتقل من المرتبة 69 للدول التي تستضيف اكبر عدد لاجئين الى المرتبة الثانية في غضون ثلاث سنوات ونصف السنة.
ودعت الى تقديم مساعدات دولية اكبر ودعم لمساعدة الدول والمجموعات المحلية على مواجهة تدفق اللاجئين.
وذكر التقرير ان السويد هي الدولة الصناعية الوحيدة بين الدول الرئيسية المضيفة للاجئين إذ جاءت في المركز العاشر بواقع 12 لاجئاً لكل ألف من السكان.
وقال غوتيريس في تقريره ان «الكلفة الاقتصادية والاجتماعية والبشرية لرعاية اللاجئين والنازحين داخلياً تتحملها بشكل كبير مجموعات فقيرة وهي الاقل قدرة على ذلك».
واضاف «ان تعزيز التضامن الدولي هو واجب اذا اردنا تجنب مخاطر ترك المزيد من الناس بدون دعم مناسب».
وقالت المفوضية العليا انه بحلول منتصف 2014 كانت تساعد حوالي 46 مليون نازح بينهم 13 مليون لاجىء وهو الرقم الاعلى منذ 1996.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق