الاقتصادمفكرة الأسبوع

مطارات الشرق الأوسط الأعلى نمواً

تسجل مطارات الشرق الأوسط، ولا سيما منها المطارات الخليجية أعلى نسب الرحلات الجوية، في حين تشكل قطاعات الطيران المدني في هذه الدول إسهامات عالية في الإقتصادات الوطنية.

تشير الإحصاءات الصادرة عن المجلس الدولي للمطارات الدولية، والمبنية على تقارير أعدها أكثر من 900 مطار حول العالم، الى ان حركة الركاب نمت خلال العام 2012 بنسبة 4،9%، وتدل المؤشرات الأولية على ان هذه النسبة ارتفعت قليلاً في العام 2013، بينما سجلت حركة الشحن في العام 2012 تراجعاً طفيفاً بلغ 0،1%.

مطارات الشرق الأوسط
ويشير تقرير أصدرته مؤسسة «أو أي جي» المتخصصة في قطاع الطيران المدني الى ان الإحصائيات الأخيرة أظهرت تواصلاً في إرتفاع معدل نمو الرحلات الجوية، بحيث سجلت مطارات الشرق الأوسط النسبة الأعلى في العالم في هذا المجال، اذ بلغ النمو الإجمالي في الحركة الجوية 10% مقابل 7% لجنوب ووسط الولايات المتحدة الأميركية، مقابل إنخفاضها في أوروبا بنسبة 2%.
وأظهر التقرير ان شركات الطيران العالمية تتجه في الوقت الراهن الى إستغلال الطائرات الأكبر حجماً لزيادة معدلات الطاقة الإستيعابية بنسبة 3%. ورغم أن الصورة تبدو مشجعة، فإن معدلات النمو لم تنعكس بالشكل المطلوب على مختلف المناطق بالمستوى نفسه، حيث تشهد أميركا الشمالية وأوروربا تأثراً كبيراً في أسواق الطيران في تلك المناطق التي أظهرت معدل إنخفاض في نسبة نمو حركة المرور الجوي، مما يدفع الشركات الى تبني إستراتيجيات جديدة  لمواجهة هذه الظروف.
وكشف تقرير المجلس الدولي للمطارات الدولية عن أن الجهات الرئيسية في الأسواق الناشئة ساهمت بشكل فعال في نمو الحركة الجوية، وأدى إرتفاع دخل الفرد في كثير منها الى زيادة الطلب على السفر الجوي، وفي اقليم آسيا وحوض الباسيفيك حقق كل من مطار نيو دلهي وجاكرتا وبانكوك معدلات جيدة.
وبالنسبة الى المطارات الخليجية، فهي تسجل النسبة الأعلى في نمو تردد الرحلات بحيث راوحت بين 25 و35%، وذلك مرده الى أسباب عدة أبرزها: إنشاء مطارات جديدة عصرية وتوسيع ما هو قائم منها، وسهولة الدخول الى هذه المطارات، بالإضافة الى إكتساب الدول الخليجية السمعة السياحية العالية  التي يعززها تفضيل المواطن الخليجي قضاء إجازاته في ربوع البلد أو في إطار مجلس التعاون الخليجي. هذا فضلاً عن تزود شركات الطيران العربية بأحدث الأساطيل الجوية، عدداً وتجهيزاً.

مؤتمر الخدمات
إعتبر الأمير فهد بن عبد الله رئيس الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية «ان صناعة النقل الجوي صناعة حيوية تزداد أهميتها ومتغيراتها يوماً بعد يوم. وتلعب دوراً رئيسياً في إقتصادات الدول، وهي تؤثر تأثيراً مباشراً وغير مباشر في تحقيق التقدم الحضاري الذي تسعى اليه مختلف الدول لشعوبها».
جاء ذلك في إفتتاح المؤتمر الدولي الخامس لمفاوضات الخدمات الجوية (ايكان) الذي عقد في مدينة جدة، وكان مناسبة لتحقيق نقلة نوعية في قطاع الطيران المدني، تمثلت بإنجاز 130 إتفاقية جوية بين 62 دولة و4 منظمات دولية شاركت في المؤتمر. وأعلن الأمير تركي بن فيصل آل سعود، نائب رئيس الهيئة العامة للطيران المدني لشؤون المنظمات الدولية ان الإتفاقيات الموقعة «سترفع حركة قطاع الطيران العالمي، وتساهم بشكل فعال في التنمية الإقتصادية»، مشيراً الى ان السعودية عقدت 35 إجتماعاً ووقعت 15 إتفاقاً تتضمن زيادة عدد الرحلات في المستقبل القريب. وتم توقيع 4 إتفاقيات جديدة، و18 مذكرة تفاهم تضاف الى مذكرة التفاهم التي وقعتها الهيئة العامة للطيران المدني السعودي وإدارة أمن النقل في وزارة الأمن الوطني الأميركية في واشنطن حديثاً. ويأتي توقيع هذه المذكرة إنطلاقاً من إهتمام الجانبين بتطوير التعاون الإداري والتشغيلي والفني في مجال أمن الطيران المدني، وتأكيداً للإهتمام المشترك بتعزيز الجهود للتصدي للتهديدات، وتقليل المخاطر في الطيران المدني.
ويعمل في إدارة أمن النقل الأميركية 50 ألف موظف غالبيتهم العظمى تنتشر في نحو 450 مطاراً أميركياً، ويفحصون يومياً أكثر من 1،7 مليون مسافر عبر تلك المطارات، إضافةً الى حقائب هؤلاء والبضائع.
 


النمو المتواصل
من المنتظر بحسب بعض الدراسات، ان تستقبل مطارات الشرق الأوسط ما يزيد على 400 مليون مسافر بحلول العام 2020 لتحتل مكانة ريادية في معدلات النمو على المستوى العالمي. وكانت دبي قد شهدت خلال شهر أيار (مايو) الماضي، معرض المطارات 2013 الذي يعد أكبر معرض مخصص لتقنيات وعمليات المطارات والبنى التحتية الخاصة بها على مستوى منطقة الشرق الأوسط. ويشير متخصصون الى انه على رغم التباطؤ الإقتصادي العالمي، فإن قطاع المطارات في المنطقة واصل تحقيق نمو ملموس، عاكساً بذلك الإتجاه السائد في الكثير من مناطق العالم الأخرى. وفي دبي يساهم قطاع الطيران المدني بـ 22 مليار دولار، أو 28% من الناتج المحلي الإجمالي. ويأتي نمو القطاع في دبي جزءاً من نموه في الإمارات ككل حيث تجاوزت اسهاماته 39،47 مليار دولار من الناتج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق