بولتون يضيف شرطاً جديداً للانسحاب من سوريا: حماية الاكراد
أضاف جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي شرطاً جديداً يوم الأحد للانسحاب الأميركي من سوريا قائلاً إنه يجب أن توافق تركيا على حماية الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة.
وكان إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ بسحب القوات الأميركية من سوريا ترك المجال مفتوحاً أمام الكثير من التساؤلات، خصوصاً ما إذا كان المقاتلون الأكراد الذين ينشطون في شمال سوريا سيصبحون الآن مستهدفين من تركيا التي تناصبهم العداء منذ فترة طويلة.
وقال بولتون الذي يقوم بجولة تستمر أربعة أيام وتشمل إسرائيل وتركيا إنه سيحث في المحادثات مع مسؤولين أتراك، بينهم الرئيس رجب طيب أردوغان، على ضرورة ضمان سلامة الأكراد.
وقال للصحفيين قبل محادثات مع مسؤولين إسرائيليين إن الانسحاب سيتم بطريقة تضمن أن الدولة الإسلامية قد «هزمت ولا يمكنها إحياء نفسها أو أن تشكل تهديدا مرة أخرى».
وأضاف أن الانسحاب سيتم بطريقة «”تضمن الدفاع عن إسرائيل وأصدقائنا الآخرين في المنطقة ضماناً مطلقاً وتعتني بمن حاربوا معنا ضد الدولة الإسلامية والجماعات الإرهابية الأخرى».
وسئل بولتون عما إذا كان الانسحاب الأميركي من سوريا لن يتم إلا إذا ضمنت تركيا سلامة المقاتلين الأكراد فقال «هذا صحيح بشكل أساسي». وقال ان الانسحاب سيتم من شمال سوريا وقد بتقى بعض القوات في الجنوب في قاعدة التنف في اطار الجهود لمواجهة الوجود الايراني.
وكانت وحدات حماية الشعب الكردية السورية عاملاً فعالاً في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في إطار الصراع السوري الأوسع نطاقاً والذي خاضت فيه جماعات من المعارضة المسلحة مواجهات ضد القوات الحكومية السورية وأحياناً ضد بعضها البعض.
لكن تركيا انتقدت واشنطن مراراً لعلاقتها العسكرية بالوحدات التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني، وهو جماعة كردية تشن تمرداً منذ 34 عاماً على الأراضي التركية.
«طلب الرئيس»
قال بولتون «لا نعتقد بأن الأتراك يجب أن يقوموا بعمل عسكري دون تنسيق كامل وموافقة من الولايات المتحدة على الأقل حتى لا يعرضوا قواتنا للخطر وأيضاً حتى يلتزموا بطلب الرئيس بعدم تعرض قوات المعارضة السورية التي قاتلت معنا للخطر».
وأوضحت وحدات حماية الشعب أنها ربما تسعى إلى اتفاق مع دمشق بعد رحيل القوات الأميركية.
وذكر بولتون، الذي يتوجه إلى تركيا يوم الاثنين، أن الولايات المتحدة ستجري محادثات مع أنقرة لمعرفة أهدافها وقدراتها.
وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم أردوغان إن أهداف تركيا هي وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني والدولة الإسلامية.
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عنه قوله في تصريحات أدلى بها عقب تعليقات بولتون «أحد أهداف حرب تركيا ضد حزب العمال الكردستاني وامتداداته السورية هي إنقاذ الأكراد من قسوة وقمع هذه الجماعة الإرهابية».
وأضاف «تركيا ستواصل بحسم جهودها لإنهاء الحرب وتوفير الأمن وتنفيذ عملية الانتقال السياسي دون تمييز بين أشقائنا السوريين على أساس الدين أو العرق أو الطائفة».
وفي واشنطن، أعاد ترامب التأكيد على أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سوريا لكنه أشار إلى أن هذه الخطوة ربما لا تتم سريعاً.
وقال للصحفيين «لم أقل مطلقاً أننا نفعل ذلك على وجه السرعة. لكننا نقضي على تنظيم الدولة الإسلامية».
وفي وقت لاحق التقى بولتون برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وطمأن إسرائيل والحلفاء الآخرين بالتزام الولايات المتحدة بأمنهم.
وقال نتانياهو في تعليقات علنيه خلال اجتماع الحكومة «سنواصل العمل ضد ترسيخ النظام الإيراني وجوده في سوريا… سنعمل ضد أي عنصر يقوض أو يحاول تقويض أمن إسرائيل».
وعبرت إسرائيل مراراً عن قلقها من نفوذ إيران، حليفة الأسد، في الحرب الأهلية السورية. واستهدف سلاح الجو الإسرائيلي عشرات المواقع التي وصفها بأنها تشهد انتشاراً لعناصر إيرانية أو تسليم أسلحة لجماعة حزب الله اللبنانية التي تساند الأسد أيضاً.
رويترز/فرانس 24/ا ف ب