انتشار مقاتلين من المعارضة السورية المسلحة المدعومة من تركيا لصد المتشددين
مسؤول في المعارضة يدعو الدول العربية إلى عدم إعادة العلاقات مع النظام السوري
قال مقاتلون من المعارضة وسكان إن القوة الرئيسية لمسلحي المعارضة المدعومة من تركيا انتشرت على امتداد خطوط المواجهة قرب مواقع المتشددين في شمال غرب سوريا لصد أي تقدم جديد للمتشددين بعد هجوم أدى إلى توسيع سيطرتهم في آخر معاقل المعارضة بالبلاد.
ودخل مقاتلو هيئة تحرير الشام الإسلامية التي كانت مرتبطة سابقاً بالقاعدة يوم الأحد بلدة الأتارب بعد أيام من انتزاع السيطرة على بلدة دارة عزة من منافسيهم في هجوم عسكري امتد بعد ذلك عبر إدلب ومناطق قريبة من الحدود التركية. وتقع الأتارب ودارة عزة في ريف حلب الغربي.
ودخل رتل من مقاتلي هيئة تحرير الشام بلدة الأتارب ذات الكثافة السكانية العالية بعد إجبار وجهائها على تسليم السيطرة عليها من خلال التهديد باقتحامها إذا لم يغادر مقاتلو المعارضة المخالفون لأفكارهم الإسلامية المتشددة.
وأثار هجوم هيئة تحرير الشام قلق الجيش الوطني المعارض وهو القوة الرئيسية لمقاتلي المعارضة الذين تدعمهم تركيا والتي تهدف إلى توحيد الفئات المختلفة في شمال غرب سوريا.
وقال المتحدث باسم الجيش الوطني السوري المعارض الرائد يوسف حمود «اتخذنا قرار المشاركة بصد بغي هيئة تحرير الشام على ريف حلب وادلب وريفها».
«هناك جيوب تعمل عليها قواتنا لمنع تمدد قوات هيئة تحرير الشام وبسط سيطرتها على مزيد من القرى والبلدات».
«تهدف هيئة تحرير الشام إلى إنهاء تواجد فصائل الجبهة الوطنية للتحرير وبسط سيطرتها على كامل مدينه ادلب وصبغها بالسواد».
ويضم الجيش الوطني نحو 35 ألف مقاتل من بعض من أكبر الفصائل في حرب أدت إلى سقوط مئات الآلاف من القتلى وتشريد 11 مليون شخص خلال السنوات السبع الأخيرة.
ويعد المتشددون القوة المهيمنة في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة كما أن لديهم أيضاً إدارة مدنية تدير الخدمات الأساسية في بلدات كثيرة منها مدينة إدلب.
وتفصل خلافات عقائدية المقاتلين الإسلاميين المتشددين عن جماعات في الجيش السوري الحر تجمعت تحت لواء الجبهة الوطنية للتحرير التي حصلت على دعم تركيا.
وعرقل الاقتتال والتناحر المحلي مساعي المعارضة المسلحة لإسقاط الرئيس بشار الأسد.
وكرر حمود وجهة نظر خبراء عسكريين بأن السيطرة على أراض ستساعد في توسيع قبضة المتشددين على شريط من الأرض بمحاذاة الحدود الشمالية مع تركيا لمعاقلهم إلى الجنوب في ريف حلب الغربي.
واتهم حمود أيضا المتشددين بمحاولة إبعاد قوات الجيش الوطني عن المشاركة في أي هجوم للجيش التركي للسيطرة على مدينة منبج والبلدات العربية الواقعة شرقي نهر الفرات التي يسيطر عليها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية السورية.
وأدى قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ بالانسحاب من سوريا إلى ترك أسئلة كثيرة بلا إجابة لا سيما ما إذا كانت تركيا ستستهدف الآن المقاتلين الأكراد الذين يعملون في شمال سوريا.
دعوة المعارضة
ودعا كبير مفاوضي المعارضة السورية نصر الحريري الدول العربية الأحد إلى عدم إعادة علاقاتها مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، معرباً عن خيبة أمله وسط المساعي لإعادة دمشق إلى الصف العربي.
الشهر الماضي وبعد سنوات من العلاقات المتوترة، قررت الإمارات إعادة فتح سفارتها في العاصمة السورية، كما قامت البحرين بالشيء ذاته.
وصرح الحريري للصحافيين في الرياض حيث يعيش في المنفى «حقيقة نستغرب من أشقائنا مد جسور التفاهم والصلة والعلاقات مع هذا النظام.. وهم يعلمون جيداً أن هدف ايران في محطتها في هذا المشروع أصلاً هو إبعاد سوريا عن جوارها العربي».
وأضاف «نحن نأمل من جميع اشقائنا قادة الدول العربية الا يغدروا الشعب السوري ويتخلوا عنه، على العكس تماماً هذا الوقت الذي يجب أن يدعم فيه الشعب السوري حق الدعم ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يكون الدعم لنظام مجرم».
وكانت الجامعة العربية علقت عضوية سوريا في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 مع ارتفاع عدد القتلى جراء قمع التظاهرات المناهضة للنظام، وراهنت العديد من القوى الإقليمية على سقوط نظام الأسد.
وأغلقت معظم دول الخليج سفاراتها في دمشق في 2012.
إلا أن العديد من الدول العربية تسعى إلى إعادة علاقاتها مع الأسد بعد أن حققت قواته مكاسب في الحرب.
وقبل أيام من إعادة فتح السفارة الإماراتية، قام الرئيس السوداني عمر البشير بزيارة دمشق ليكون أول زعيم عربي يقوم بهذه الزيارة منذ بداية الحرب.
ويرجح أن تتكثف جهود إعادة النظام السوري إلى الصف العربي قبل قمة الجامعة العربية المقبلة المقرر أن تعقد في تونس في آذار (مارس) المقبل.
رويترز/ا ف ب