السودان: قوات الأمن تفرق مسيرة باتجاه القصر الرئاسي ومتظاهرون يحرقون مقرات للحزب الحاكم بالخرطوم
أفاد شهود عيان بالعاصمة السودانية الخرطوم الثلاثاء أن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع وأعيرة نارية في الهواء لتفريق مسيرة باتجاه القصر الرئاسي، في حين أحرق محتجون عددا من مكاتب الحزب الحاكم بالعاصمة. من جانبه، وصف الرئيس عمر البشير أمام حشد في ولاية الجزيرة الثلاثاء الذين يخربون المنشآت بـ «الخونة والمرتزقة».
قال شهود عيان الثلاثاء إن ثلاثة محتجين سودانيين على الأقل أصيبوا بالرصاص عندما قامت قوات الأمن بتفريق تجمعات في العاصمة السودانية الخرطوم بعد احتجاجات على مدى أسبوع ضد حكم الرئيس عمر البشير المستمر منذ ثلاثة عقود.
وقال شاهد من رويترز إن قوات الأمن منعت محتجين باحدى مناطق الخرطوم من الخروج في مسيرة باتجاه القصر الرئاسي، وذلك بإطلاق الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية في الهواء، في حين أصيب ثلاثة محتجين أحدهم بطلقة نارية في رأسه.
محتجون بالخرطون يحرقون عدداً من مكاتب الحزب الحاكم
وكان المحتجون، الذين احتشدوا في مواقع عدة بالخرطوم اليوم الثلاثاء، استهدفوا في وقت سابق مكاتب للحزب الحاكم وأحرقوا عدداً منها.
وقال ثلاثة شهود، أحدهم طبيب يقدم الدعم الطبي للمحتجين، إن ثلاثة أشخاص أصيبوا بالرصاص.
وقال شاهد، طلب عبر الهاتف عدم نشر اسمه، «ثلاثة أشخاص كانوا بجواري تعرضوا لإطلاق نار. أحدهم في عنقه والثاني في صدره والثالث في رأسه».
وتمركز أفراد الشرطة النظامية ومكافحة الشغب في تقاطعات الشوارع الرئيسية في المدينة وهم يحملون الهراوات، وعلى أسطح البنايات المطلّة على الشارع القصر.
البشير يزور ولاية الجزيرة ويصف الذين يخربون المنشآت بـ «المرتزقة»
وذكرت وكالة الأنباء السودانية أن البشير وصل صباح الثلاثاء إلى ولاية الجزيرة لافتتاح عدد من المشروعات.
وفي مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة استقبل عشرات المواطنين السودانيين البشير باللافتات والهتافات المؤيدة، حسبما نقلت فضائية الشروق السودانية الخاصة.
وألقى البشير كلمة أمام المواطنين من على منصته قائلاً «هذا الاستقبال وهذا الحماس فيه رد واضح أن الناس مع التنمية والتعمير.. الناس ضد التخريب».
وتابع «الناس التي تُخرّب المنشآت والمؤسسات هم خونة، هم عملاء، هم مرتزقة»، بدون الإشارة بشكل صريح للمتظاهرين.
وتابع «نحن لم ننس أن لدينا مشكلات اقتصادية (…) لكن ذلك مقدور عليه ويجب أن تعلموا نحن دولة تحت الحصار والغرب كله يحاصرنا ولا يريدنا أن نتقدم خطوة للأمام».
ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن البشير قوله أيضاً خلال زيارته إحدى قرى ولاية الجزيرة إن «الغرب يعادي الشعب السوداني لتمسكه بعقيدته». وأضاف «نعلم معاداتهم لنا ولكن نصر الله قريب».
ويقول سكان إنه منذ بدء انتشار المظاهرات في 19 كانون الأول (ديسمبر) تفرق الشرطة المحتجين بالغاز المسيل للدموع وأحيانا بالذخيرة الحية. وأغلقت السلطات المدارس وأعلنت حظر التجول وحالة الطوارئ في عدد من المناطق.
وكان مسؤولون قالوا إن قوات الأمن التزمت بضبط النفس وتعاملت مع المحتجين بأسلوب حضاري.
وقال مسؤولون وشهود في وقت سابق أيضاً إن 12 شخصاً على الأقل قتلوا خلال الاضطرابات حتى الآن. في حين قدرت منظمة العفو الدولية عدد من لقوا حتفهم بـ 37 شخصاً على الأقل.
فرانس 24/ أ ف ب/ رويترز