سياسة عربية

ليبيا: احباط محاولة انقلابية نفذها انصار القذافي

يوماً بعد يوم، يتكرس الهاجس الامني كأبرز العوامل التي تتصدر المشهد على الساحة الليبية. فالتقارير الواردة من العاصمة الليبية طرابلس ومختلف انحاء البلاد تؤكد غياب الامن بشكل شبه كامل، وانتشار السلاح، وتقاسم ميليشيات مسلحة السيطرة على المناطق. وفي هذا الصدد يشار الى معطيات عديدة، ابرزها الخوف الدائم الذي يعيشه المؤتمر الوطني «البرلمان» بحكم تكرار عمليات اقتحامه واحتجاز اعضائه ومنعهم من الاجتماع. وكذلك احتجاز مسؤولين حكوميين لايام عدة.

الجديد في هذا الموضوع محاولة اسقاط طائرة ركاب كانت تمر فوق العاصمة طرابلس، حيث تعرضت الى اطلاق نار، اصابتها، غير انها تعطلت ولم تسقط.
التقارير الواردة من العاصمة الليبية طرابلس تشير الى حدوث محاولة انقلابية نفذتها كتيبة موالية للعقيد القذافي. واعلن مسؤول عسكري ليبي ان السلطات الليبية احبطت محاولة انقلابية، بدأت بتمرد مسلح في جنوب البلاد نفذته عناصر موالية للعقيد الراحل معمر القذافي. وبحسب المسؤول،  تمكنت السلطات من اعتقال 17 من المتمردين ومنفذي المحاولة.
وبحسب بيان لرئيس المجلس العسكري لمدينة سبها احمد العطايبي حاولت مجموعة مسلحة موالية للقذافي الانقلاب على ثورة 17 فبراير والعودة بالبلاد إلى «جماهيرية القذافي» من خلال عمل مسلح افضى الى اسر 17 عنصراً منهم.
واضاف: ان هذه المجموعة هاجمت مقر إدارة عمليات الشرطة بمدينة سبها ما أدى إلى مصرع أحد أفراد حماية الموقع وجرح عنصرين آخرين قبل أن يستولي المهاجمون على سيارات وأسلحة خفيفة ومتوسطة من الموقع. وأوضح العطايبي ان الاعترافات الأولية التي أدلى بها من وقعوا في الأسر بينت أن معظمهم ينتمون الى جهازي الأمن الداخلي والخارجي بالإضافة إلى انتماء عدد منهم الى ما كان يعرف بـ «اللواء 32» الذي كان يقوده خميس القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل.

تفاصيل العملية
وفي تفاصيل العملية، انه فور انتهاء المجموعة المسلحة من هجومها على مقر إدارة عمليات الشرطة انتقلت الى مهاجمة كتيبة «أحرار فزان» وخاضت معها معارك عنيفة حتى استنجدت الأخيرة باحدى الكتائب وتدعى «كتيبة الحق» التي استعادت السيطرة على الموقف.
وفي التفاصيل ايضاً، اشتبكت «كتيبة الحق» التابعة لقوات درع ليبيا في الجنوب برئاسة الأركان العامة بمنطقة النخيل في سبها مع القوات المعادية حتى تمكنت من أسر 17 عنصراً منهم قبل أن يلوذ الآخرون بالفرار.
ووصف العطايبي القوة المهاجمة بانها مدربة بشكل جيد، وان هدفها كان الانقلاب على الشرعية واتخاذ الجنوب منطلقاً لعمليات أخرى تستهدف مختلف مناطق البلد.
وفي السياق نفسه، قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الأركان العامة العقيد علي الشيخي ان «كتيبة شهداء الزاوية» – وهي احدى الكتائب التابعة لرئاسة الاركان العامة – أجرت عمليات دهم واسعة تمكنت على اثرها من استعادة الآليات المنهوبة بعدما عثرت عليها في احدى مناطق الدواخل في الجنوب. واضاف أن العناصر التي تم اسرها خلال العملية تم نقلها الى السجون الرسمية في العاصمة طرابلس لاستكمال التحقيقات معها.
وفي تلك الاثناء، اعطى وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الضوء الاخضر لاطلاق بعثة من شأنها مساعدة ليبيا على ضبط امن حدودها، معتبراً ذلك امراً حيوياً على خلفية التوتر في دول الساحل، اضافة الى فقدان الامن داخلياً. وبحسب تقارير مصدرها الحكومة الليبية جاءت الخطوة استجابة لطلب رسمي بالحصول على المساعدة.
ويأمل الاتحاد الاوروبي بتسريع التحضيرات لهذه البعثة المدنية التي تمت الموافقة مبدئياً على ارسالها لادارة الازمات، ليتم نشر خبراء تابعين للاتحاد الاوروبي باسرع ما يمكن. في تلك الاثناء، دعا رئيس الوزراء الليبي علي زيدان الدول الأفريقية إلى التعاون مع بلاده لإعادة أموالها المنهوبة، وتسليم أتباع النظام السابق المطلوبين في ليبيا. وجدد زيدان خلال اجتماع مع عدد كبير من سفراء الدول الأفريقية المعتمدين في بلاده التأكيد على حرص ليبيا على بناء علاقات جديدة مع الدول الأفريقية يسودها الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وذكرت وكالة الأنباء الليبية، أن زيدان أكد خلال الاجتماع أن الاستثمارات الليبية في عدد من الدول الأفريقية هي ملك للشعب الليبي وليست ملكاً لأفراد، داعياً الدول التي توجد فيها استثمارات ليبية إلى المحافظة عليها وعدم إخضاعها لأي قوانين داخلية أو مصادرتها لأن الدولة التي تملكها موجودة ولن تفرط في ملكيتها.
ودعا رئيس الحكومة الدول التي تؤوي بعض أتباع النظام السابق المطلوبين إلى التعاون مع ليبيا وتسليمهم وفق الإجراءات القانونية وكذلك إرجاع الأموال «المنهوبة» من الشعب الليبي، ومنها الاموال التي قدمت سابقاً كتبرعات او سجلت كديون. مؤكداً أن ليبيا ستبني علاقاتها مع كل الدول على أساس المعاملة بالمثل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وأعرب عن تقديره لمستوى التعاون الذي أبدته بعض الدول الأفريقية، خصوصاً ما يتعلق منها بالتنسيق الأمني، مشيراً إلى أن ليبيا ستلتزم بجميع الاتفاقيات التي أبرمتها لتأمين الحدود ولمكافحة الهجرة غير الشرعية وعدم السماح باتخاذ الأراضي الليبية منطلقاً لزعزعة الأمن والاستقرار في أي من الدول المجاورة أو البعيدة.

اخلاء منازل
في غضون ذلك ذكرت وكالة الأنباء الليبية، أن القوة الأمنية المشتركة قامت بإخلاء منازل عدد من رموز النظام السابق وتسليمها إلى السلطات المحلية. وقالت الوكالة أنه تم إخلاء منازل أربعة من المرتبطين بالنظام السابق بمنطقة حي الأندلس، وقامت بتسليمها إلى المجلس المحلي ومديرية الأمن الوطني في طرابلس، وذلك بعد أن تم جرد جميع المحتويات التي كانت بداخلها وفق محاضر تسليم واستلام. وأن عملية الإخلاء جرت بدون أي مقاومة.
الى ذلك، عاد مشروع قانون العزل السياسي الى واجهة الاحداث في ليبيا، بعد اصدار المؤتمر الوطني العام اعلى سلطة تشريعية في البلاد تعديلاً في الاعلان الدستوري المؤقت يتعلق بتحصين القانون من الطعن في نصوصه امام القضاء والمحكمة الدستورية العليا. وقال المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام عمر حميدان ان القانون سيتم اصداره بعد موافقة مائة صوت زائداً واحداً من اعضاء المؤتمر الوطني – المئتين – بعدما كان يتطلب اقراره غالبية 120 صوتاً من الاعضاء.
وحدد القانون 36 وظيفة قيادية يطاولها العزل ضمن فترة زمنية تبدأ من وصول معمر القذافي إلى السلطة في الاول منذ ايلول (سبتمبر) 1969، وحتى سقوط نظامه بفعل ثورة 17  فبراير 2011.

طرابلس – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق