صحة

12 آذار اليوم العالمي للكلى… أملٌ جديد ورجاء

نظرت الى كليتين في صورة، واحدة بلون أحمر نقي، تكاد تشع، وأخرى ذابلة، قاتمة، تكاد تهر من شدة اليباس، شربت كوب مياه، ارتوت، بلعت ريقها مرات، شعرت بكثير من الحكاك، تململت في مكانها، نظرت مجدداً الى الصورتين، تناولت سيكارة، نفثتها بعبثية، عبق المكان بغمامة بيضاء، وراحت تقرأ في كتاب الطب الجديد ما يُعيد الى صدرها رحابة تلك الأيام التي عاشتها بكليتين نظيفتين. قرأت، أعادت القراءة، رمت السيكارة ورسمت إبتسامة على شفتيها. نعم، ثمة أمل. الطب يتطور. العلاجات تتطور. أدوية حديثة تولد. ثمة أمل. ثمة رجاء. ثمة توق وإشعاع نور يعيد الى مرضى الكليتين رجاء الحياة بفاتورة ألم أقل وصحة أكثر…

هو في آذار (مارس)، في الثاني عشر منه، اليوم العالمي للكلى…
جميلة هي الأعياد، حتى لو سميت باسمِ أمراض على أمل ألا يكون المرض في ديار أحد، لكن، كما كلنا يعلم، لا خيمة على رأس أحد، ولا رأس، في كل هذه الدنيا، لا تحوم حوله جملة أمراض. هكذا هي الدنيا… فماذا عن جديد مرض الكلى في عيده؟
عقدت «سانوفي» بالتعاون مع أطباء من لبنان والخارج مؤتمراً ناقشت فيه داء الكلى المزمن والإجراءات الوقائية وعلاجاته وآثاره الجانبية والتطورات الطبية في هذا المجال وذلك في حضور رئيس الجمعية اللبنانية لأمراض الكلى وضغط الدم الدكتور علي هزيمة، ومساعد رئيس الطب العيادي في قسم أمراض الكلى وضغط الدم في قسم الطب الداخلي في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت الدكتور سمير ملاط، ورئيس قسم أمراض الكلى في عيادة التشخيص في فيسبادن ألمانيا البروفسور فرانك ستروتس.
كوكبة إذاً من الأطباء المتخصصين فهل لديهم ما يُطمئن؟ هل لديهم ما يجعلنا، أساساً، نقي أنفسنا من داء الكلى؟
يعاني شخص من كل عشرة أشخاص من داء الكلى
في الإحصاءات، يعاني شخص من كل عشرة أشخاص من داء الكلى المزمن بإحدى درجاته، ومعلوم أن مهمة الكلى في التنقية تبدأ بالتراجع بنسبة واحد في المئة تقريبا بعد عمر الأربعين. عامل العمر إذا يؤخذ في الحساب في تقويم عمل الكلى، يضاف الى هذا داء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. ويزيد داء الكلى المزمن خطر الإصابة بالذبحة القلبية والتجلط ويمكن أن يتطور الى فشل كلوي تتطلب معالجته غسيل الكلى أو زرع الأعضاء.
تعددت إذا الأسباب وداء الكلى نتيجة والسؤال: ما هي وظيفة الكلى في الأساس؟
الدكتور علي هزيمة قال: «للكلى وظائف عدة في الجسم بينها ان تعمل على إزالة المخلفات والسوائل الضارة منه، كما تلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على قوة العظام وإبقاء ضغط الدم في معدلاته السليمة والحفاظ على التوازن بين الفوسفور والكالسيوم».

نصائح
للكليتين إذاً مهمات هائلة فهل من نصيحة أولى ثمينة قد تجعلنا نحتفظ بهما الى حين نلفظ العمر؟
يجيب هزيمة: «نصيحتي الإلتزام بالقاعدة الذهبية التي تقلص من عوامل الإصابة بداء الكلى المزمن وهي: الحفاظ على اللياقة والنشاط والسيطرة على معدلات السكر وضغط الدم وتناول الأطعمة الصحية وتفقّد الوزن وتناول السوائل والإمتناع عن التدخين وعدم تناول الأدوية بلا وصفة طبية وإجراء فحص دوري للكلى، مرة على الأقل في السنة، خصوصاً إذا وجدت عوامل عالية التأثير كداء السكري وارتفاع ضغط الدم وتناقل أمراض الكلى في العائلة».
ما رأي الدكتور سمير ملاط؟
يتحدث ملاط عن «اختلال معدلات الفوسفور في الجسم الذي يؤدي الى فرط الفوسفور في الدم ما يُشكل أحد الأسباب الرئيسية للنتائج السلبية المرتبطة بداء الكلى المزمن والإعتلال المعدني والعظمي».
ويشرح: «يُعد فرط الفوسفات في الدم أمراً شائعاً في المراحل الأخيرة من داء الكلى المزمن ويرتبط بارتفاع الباراثورمون أو هورمون الدريقات واختلال تمعدن العظام وزيادة معدل الكلس في العظام وازدياد إحتمال الإصابة بالإعتلالات القلبية والوعائية والوفاة».
والحلّ؟ يجيب ملاط: «ثمة علاجات جديدة تُشكل مثبط للفوسفات وهي لا تحتوي على الكالسيوم أو المعادن فلا تُشكل بالتالي خطراً على الصحة من ناحية الإمتصاص أو التراكم في الجسم».
كلام ملاط هذا يؤكده البروفسور الألماني ستورتس ويزيد عليه: «من شأن العلاجات الجديدة تخفيف التكلس لدى مرضى داء الكلوي المزمن وسيرتد هذا طبعاً انخفاضاً في خطر الإعتلالات القلبية والوعائية التي تُعزى الى التكلس».
الطب إذاً يتقدم. العلاجات تتطور. ويفترض أن يترافق هذا مع شيئين أساسيين هما: الوعي والسؤال. فتابعوا إذا المستجدات واسألوا طبيبكم. أولم تسمعوا زمان من يقول لكم: المريض طبيب نفسه؟ 

نوال نصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق