دولياتعالم

باريس اليوم عاصمة عالمية للمناخ بحضور زعماء العالم

تتحول باريس من 30 تشرين الثاني (نوفمبر) إلى 11 كانون الأول (ديسمبر) إلى عاصمة عالمية للمناخ من خلال احتضانها قمة الأمم المتحدة في دورتها 21، والتي يحضرها أكثر من 140 رئيس دولة وحكومة. وتسعى القمة إلى التوصل لاتفاق دولي لمكافحة التغير المناخي الذي يشهده كوكب الأرض، ويشكل أحد أكبر تحديات القرن الحادي والعشرين.

في محاولة طموحة لوقف ارتفاع درجات حرارة الأرض، تشهد ضاحية بورجيه شمال باريس اليوم الاثنين اجتماعاً لزعماء العالم وقد حثوا بعضهم البعض على إيجاد قضية مشتركة خلال أسبوعين من المفاوضات بهدف الحد من اعتماد الاقتصاد العالمي على الوقود الأحفوري.
وبحضور أكثر من 140 رئيس دولة وحكومة بينهم الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إضافة إلى نحو 20 ألف مشارك من مندوبين وخبراء وصحافيين وممثلي منظمات غير حكومية، تحتضن العاصمة الفرنسية باريس من 30 تشرين الثاني (نوفمبر) لغاية 11 كانون الأول (ديسمبر) قمة الأمم المتحدة للمناخ في دورتها 21.
ويصل الزعماء إلى محادثات الأمم المتحدة للتغير المناخي في باريس مسلحين بوعود ومصحوبين بتوقعات كبيرة.
وتأتي هذه المحادثات بعد سنوات من المفاوضات الشاقة التي اتسمت بإخفاق قمة سابقة في كوبنهاغن قبل ست سنوات، ولكن هذا المؤتمر مصحوب بجو من التفاؤل، حيث من شبه المؤكد التوصل لشكل ما من الاتفاق بحلول منتصف كانون الأول (ديسمبر)، وهو ما سيعتبر اتفاقاً تاريخياً إن حدث.
وقد زادت الضغوط لخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، التي يُنحى باللوم عليها في ارتفاع درجة حرارة الأرض، بعد تحذيرات من علماء المناخ ومطالب من ناشطين ونصائح من زعماء دينيين مثل البابا فرنسيس، مصحوبة بتحقيق تقدم كبير في مصادر أنظف للطاقة مثل الطاقة الشمسية.
ويحذر معظم العلماء إن الاخفاق في الاتفاق على إجراءات قوية في باريس سيجعل العالم يشهد متوسط درجات حرارة مرتفعة بشكل لم يحدث من قبل، وتجلب معها عواصف أكثر فتكا وموجات جفاف أكثر تكراراً، وارتفاع منسوب مياه البحر بسبب ذوبان القمم الجليدية القطبية.
وفي مواجهة مثل هذه التوقعات المثيرة للقلق يأتي زعماء أكثر من 150 دولة مسؤولة عن نحو 90 في المئة من انبعاث الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض وهم يحملون تعهدات بخفض إنتاج بلادهم من الكربون وإن كان بدرجات متفاوتة.

مكافحة التغير المناخي
وعلى مدار 12 يوماً، سيحاول المشاركون في هذه القمة، إعطاء نفس جديد لمكافحة ظاهرة التغير المناخي، أحد أكبر تحديات القرن الحادي والعشرين. وسيتحدثون عن الأمن الغذائي والمياه، لما يشكلان من تهديد للبنى التحتية والنشاطات الاقتصادية في مختلف دول العالم، لا سيما البلدان الفقيرة.
ويريد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والذي قام بحملة دبلوماسية كبيرة من أجل إنجاح هذه القمة، التوصل لاتفاق دولي يوقعه 195 بلداً في ختام أعمال القمة في 11 كانون الأول (ديسمبر)، وذلك بعد ست سنوات من مؤتمر كوبنهاغن الذي كانت نتائجه مخيبة.
ومن المتوقع أن يحل الاتفاق الجديد محل «بروتوكول كيوتو» في العام 2020، علماً أن هذا الأخير لا يشمل سوى 15% من الانبعاثات العالمية ولم تصادق عليه الولايات المتحدة، كما أنه لا يعني البلدان الناشئة.

قمة وسط إجراءات أمنية مشددة
وخلافاً لقمة كوبنهاغن 2009، باتت الولايات المتحدة والصين، المسؤولتان عن 40% من الانبعاثات، مهتمتان بالتوصل إلى اتفاق في هذا الخصوص.
وبالإضافة إلى التزامات البلدان بتخفيض انبعاثاتها من الغازات الدفيئة التي تعد السبب الرئيسي للاحتباس الحراري، من المرتقب أن يرسم الاتفاق المقبل إطاراً عاماً ملزماً للسنوات العشرين أو الثلاثين المقبلة.
وتجري قمة المناخ 2015 وسط تعزيزات أمنية مشددة فرضتها حالة الطوارىء المعمول بها في فرنسا منذ اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) التي قتل فيها 130 شخصاً، والتي تسببت بإلغاء بعض الفعاليات التي كان من المفترض إجراؤها على هامش القمة.

فرانس 24/رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق