تحقيق

«بيضا… رملتنا» تشعل الرملة البيضاء في «سهرة نار»

في إطار حملتها «بيضا… رملتنا»، الهادفة إلى إعادة شاطىء الرملة البيضا مساحة عامة ومتنفساً يستطيع اللبنانيون ارتياده، نظّمت جمعية «نحن» وبالتعاون مع كشافة التربية الوطنية، سهرة نار على شاطىء الرملة البيضا.

لم يكن يوم  السبت يوماً عادياً على شاطىء الرملة البيضاء، مئات من المواطنين من مختلف الفئات العمرية تجمّعوا على الشاطىء مطالبين بتحويله إلى مساحة مشتركة، وبكفّ أيادي الإستثمار عنه، تلك الأيادي التي بدأت العمل على استثمار هذا الشاطىء من خلال تقديم طلبات لتسييجه ورفع نسبة الإستثمار فيه.
ساعة من رياضة الـ «تاي شي»، كانت كافية لشحن الطاقات في أجساد العشرات من المشاركين خصوصاً منهم أطفال «البحرية» التابعين لكشافة التربية الوطنية، الذين تردد صدى ضحكاتهم وأغانيهم بين حبيبات الرملة البيضاء.
«لم يعد هناك مكان طبيعي أستطيع ممارسة رياضة الـ «تاي شي» فيه أنا وطلابي» تقول السيدة أميرة شعيب مدرّبة رياضة الـ «تاي ش»، «كنت أمارسها في حرش بيروت لكن كان ممنوعاً على طلابي الدخول نظراً لأعمارهم» تضيف شعيب، “هذا الشاطىء هو المتنفس الوحيد فليبقى».

حول النار

بعد غياب الشمس، كان التجمع حول النار التي لم تشتعل بعد، بضع طقوس كشفية مرفقة بأغان، كانت كافية لإعطاء الإشارة بإشعال النار، تبعها رقصات ومراسم خاصة قدمتها فرقة «البحرية» الكشفية.
«لم يعد هناك مكان للسباحة، ولا مكان لنقيم فيه المخيمات الكشفية في بيروت» يقول السيد محمد المصري قائد التدريب البحري في كشافة التربية الوطنية، «أولادنا من الجيل القادم سيفتقدون الجبال والحدائق والشواطىء ولهذا هم اليوم هنا»، مشيراً بيده إلى الفرق الكشفية المشاركة، يتدخّل السيد نزيه الريّس وهو مدير المسبح المجاني القائم على شاطىء الرملة البيضا قائلاً: «ليست السياحة فقط الأوتيل بل أيضاً السياحة المجانية»، يضيفان سوياً «نريد استرداد المكان لنا ولهم».

رملة سودا!
قهقهات الحاضرين وضحكاتهم أنهت الحديث، كان الحكواتي يخبرهم قصة ستحصل في الـ 2050، يوم نفتقد كل المساحات العامة من المدينة، «يومها ستصبح الرملة البيضا، رملة سودا».
في مكان قريب من حفرة النار، كان المهندس أحمد خجا قد أنهى للتو تركيب تحفته الهندسية الفنية، بأضوائها وموسيقاها الهادئة الصادرة عنها، «إنها إذاعة مفتوحة لمن يريد» يقول خجا وهو يحكم شد البرغي الأخير، «تقنية البلوتوث في الهاتف كافية لوضع الموسيقى التي نريد، لعل الناس تتشجع وتأتي لتحيي هذا المكان الجميل»، يقترب ناصر أحد المشاركين في النشاط وقد لفتته أغنية فيروز «شايف البحر شو كبير» قائلاً «لا أستغرب بأن تقوم الدولة التي قطعت الكهرباء والماء عن المواطن، أن تقطع عنه البحر والهواء أيضاً».

وعود بلدية بيروت!

يتحدث المدير التنفيذي لجمعية «نحن»، محمد أيوب، عن تجربة الجمعية مع بلدية بيروت، وعن استمرارها بعدم فتح حرش بيروت رغم الحصول على وعود عديدة قاطعة من رئيس البلدية بفتحه، إضافة إلى رفضها إزالة السياج عن الدالية في منطقة الروشة، رغم القرار الصادر عن وزير البيئة بهذا الخصوص، «وها نحن اليوم نخسر المتنفس الأخير في مدينتنا وأحد الأماكن المشتركة الأساسية الذي تلتقي فيه كل الفئات الإجتماعية»، وطالب أيوب بلدية بيروت بشخص رئيسها الهيئة التنفيذية القاضي زياد شبيب «تصنيف شاطىء الرملة البيضا (المنطقة العاشرة) منطقة طبيعية» وأضاف أيوب «على البلدية استملاكها وشراؤها بمبلغ 800 دولار كحد أقصى للمتر الواحد، وعدم رفع عامل الإستثمار»، كما طالب أيوب وزير البيئة «بتوجيه كتاب إلى المحافظ لإزالة الشباك عن الدالية لتذرع البلدية بمحدودية صلاحياتها بهذا الخصوص».
يذكر أن هذا النشاط يأتي ضمن سلسلة من النشاطات التي تقيمها حملة «بيضا… رملتنا» الهادفة إلى استرجاع شاطئ الرملة البيضاء واستملاكها من قبل البلدية، وتحويلها إلى مساحة صالحة للإستعمال البشري، خصوصاً بعدما بدأت الخطوات العملية لاستثماره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق