دولياترئيسي

نجاة طاقم مركبة فضاء بعد عطل في صاروخ روسي في الجو

نجا رائدا فضاء أميركي وروسي على متن مركبة سويوز في هبوط اضطراري في قازاخستان يوم الخميس بعد تعطل الصاروخ الحامل للمركبة وهو في الجو خلال رحلته إلى محطة الفضاء الدولية.
وقالت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) ووكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس) إن رائد الفضاء الأميركي نيك هيغ والرائد الروسي أليكسي أوفتشينين هبطا دون أن يصابا بأذى وإن فرق الإنقاذ التي سارعت لتحديد مكانهما في الصحراء وصلت إليهما.
وحدثت الحالة الطارئة عندما انفصلت المرحلتان الأولى والثانية من صاروخ الدفع بعد فترة قصيرة من الإطلاق من قاعدة بايكونور الفضائية في قازاخستان.
وانفصلت الكبسولة سويوز التي كانت تقل الرجلين عن الصاروخ المعطل وقامت بما وصفتها وكالة ناسا بهبوط شديد الانحدار نحو الأرض مستعينة بمظلات ساعدت في إبطاء سرعتها.
وقالت ناسا إن الكبسولة استغرقت 34 دقيقة حتى هبوطها على الأرض بعد انفصالها عن الصاروخ.
وأضافت أن أطقم الإنقاذ هرعت بعد ذلك إلى موقع الهبوط، مشيرة إلى أنها ضمت مظليين وطائرات هليكوبتر ومركبات مخصصة للطرق الوعرة.
وأظهرت لقطات من داخل سويوز الرائدين وجسداهما يرتجان وقت حدوث الخلل وقد فقدا السيطرة على حركة أذرعهما وأرجلهما.
وأمكن سماع الرائد الروسي أوفتشينين وهو يقول «كانت رحلة سريعة».
ونشرت وكالة الفضاء الروسية صورا للرائدين وهما يخضعان لفحوص طبية ويسترخيان بعد الهبوط الاضطراري. وقالت وكالة إنترفاكس إنهما سيقضيان ليلة واحدة في المستشفى.
وقالت وكالة الإعلام الروسية إن موسكو علقت فوراً جميع الرحلات الفضائية التي تحمل رواداً. وقال رئيس وكالة الفضاء الروسية ديمتري روجوزين إنه أمر بتشكيل لجنة حكومية لإجراء تحقيق بشأن الخلل الذي حدث.
ويحتاج مسؤولو ناسا الآن لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت الوكالة ستستمر في برنامج مختبر الأبحاث الفضائي الذي تكلف مئة مليار دولار.
وقال سام سميمي مدير محطة الفضاء الدولية في ناسا لرويترز «خططنا للكثير من الأمور لبقية الخريف والشتاء ويجري تقويم كل هذا الآن».
وأضاف «هذا الطاقم لديه موارد جيدة للعام المقبل ولذلك لا داعي للقلق».
ونقلت إنترفاكس عن مصدر قوله إن الحادث يعني أن رواد الفضاء الثلاثة بمحطة الفضاء الدولية وهم ألماني وروسي وأميركي سيبقون بالمحطة حتى كانون الثاني (يناير) على الأقل. وذكرت الوكالة أن من المحتمل تعليق إطلاق صواريخ سويوز غير المأهولة أيضاً.
وأصبحت الصواريخ الروسية الوسيلة الوحيدة لنقل رواد الفضاء إلى المحطة الدولية منذ أن أحالت الولايات المتحدة برنامج المكوك الأميركي للتقاعد في عام 2011 وذلك رغم إعلان ناسا عن خطط لرحلة تجريبية تحمل رائدين على متن صاروخ تجاري تابع لشركة سبيس إكس في نيسان (ابريل) من العام المقبل.
وتتعاون الولايات المتحدة وروسيا في قطاع الفضاء رغم توتر العلاقات بين البلدين. وعندما سئل عن الحادث، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب للصحفيين في البيت الأبيض إنه ”غير قلق“ بشأن اعتماد الرواد الأميركيين على روسيا للوصول للفضاء.
وكان حادث يوم الخميس هو أول مشكلة كبيرة في عملية إطلاق تواجهها مهمة مأهولة لسويوز منذ عام 1983 عندما أفلت الطاقم بأعجوبة قبل انفجار في منصة الإطلاق.

نجاة الطاقم
وقال جيم بردنستاين المسؤول في ناسا الذي كان حاضرًا في عملية الإطلاق يوم الخميس إن العطل نتج عن انحراف في محرك الصاروخ.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في تصريح للصحفيين إن أهم شيء هو أن الرجلين عادا سالمين.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن مصدر بصناعة الفضاء الروسية قوله يوم الخميس إن طاقم محطة الفضاء الدولية لديه ما يكفي من الإمدادات حتى نيسان (ابريل) المقبل.
ومن المرجح أن تُثار تساؤلات حول برنامج الفضاء الروسي. ففي آب (اغسطس) تم اكتشاف ثقب في كبسولة سويوز التحمت بالفعل بمحطة الفضاء الدولية أدى لخلل قصير في مستويات الضغط. وقال روجوزين حينها إن الثقب قد يكون «عملاً تخريبياً».
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، فقدت وكالة الفضاء الروسية الاتصال بالقمر الصناعي ميتيور إم المخصص لرصد وقياس أحوال الطقس بعد إطلاقه من قاعدة فوستوشني الجديدة في أقصى شرق البلاد.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق