استقالة ليبرمان يزعزع الحكومة الاسرائيلية واحتمال انتخابات مبكرة
وقف إطلاق النار صامد في غزة بوساطة مصرية
يسود هدوء الاربعاء ولو نسبي في قطاع غزة بعد اعلان وقف لاطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية المسلحة واسرائيل اثر أخطر تصعيد بين الطرفين منذ حرب 2014، فيما أثار الاتفاق معارضة واسعة داخل الحكومة الاسرائيلية.
وفيما دافع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن قراره وقف اطلاق النار مع غزة.
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان استقالته من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو احتجاجاً على وقف إطلاق النار في غزة.
ووصف ليبرمان في قراره الذي يصير سارياً بعد 48 ساعة على تقديم الاستقالة المكتوبة الاتفاق الذي تم بوساطة مصرية يوم الثلاثاء ووافقت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنه «استسلام للإرهاب».
وقال نتانياهو في حفل تكريم لمؤسس دولة اسرائيل ديفيد بن غوريون «في أوقات الطوارئ عند اتخاذ القرارات الحاسمة للأمن، لا يمكن للجمهور أن يكون دائماً مطلعاً على الاعتبارات التي يجب إخفاؤها عن العدو»، مضيفاً «لقد توسل أعداؤنا لوقف إطلاق النار وكانوا يعرفون جيداً السبب».
وأثار وقف اطلاق النار انتقادات واسعة من داخل حكومة نتانياهو وكذلك من الاسرائيليين الذين يعيشون بالقرب من قطاع غزة الذين تظاهروا الثلاثاء وصباح الاربعاء ويريدون الاستمرار في ضرب حماس.
وطالب المتظاهرون الاسرائيليون نتانياهو ووزير الدفاع افيغدور ليبرمان ورئيس البيت اليهودي نفتالي بنت بالاستقالة.
وكانت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أعلنت مساء الثلاثاء وقفاً لاطلاق النار مع اسرائيل بجهود مصرية بعد تصعيد خطير للمواجهات في الايام الماضية هدد باندلاع حرب بين القطاع المحاصر والدولة العبرية.
وأصدرت الفصائل وبينها حركة حماس، بياناً مشتركاً قالت فيه إن «جهوداً مصرية مقدرة أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة والعدو الصهيوني، وإن المقاومة ستلتزم بهذا الإعلان طالما التزم به العدو الصهيوني».
وبعد اعلان وقف النار، خرج الاف من سكان قطاع غزة الى الشوارع في تظاهرات فرح.
معارضة وقف الضربات
أصدر امس وزير الدفاع الإسرائيلي المتشدد بيانا قال فيه أنه لا يؤيد وقف الضربات الإسرائيلية.
واجتمع ليبرمان بحزبه صباح الاربعاء واعلن موقفه في وقت لاحق وهو الاستقالة.
وأضافت وسائل الاعلام أن مقربين من نتانياهو قالوا الاربعاء إنه في حال استقال ليبرمان، فإنه سيتم حل الكنيست والتوجه نحو انتخابات مبكرة.
وقال مصدر دبلوماسي إطلع على الاتفاق ان اسرائيل وحماس التزمتا العودة «الى مضمون اتفاق 2014»، لكنه اوضح ان الوضع لا يزال «هشاً جداً» وقد ينفجر «مجدداً».
وكانت مصر توسطت في هدنات لوقف إطلاق النار في عمليات تصعيد سابقة، بينما سعى مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إلى التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين الجانبين في الأسابيع الأخيرة.
ووصف ملادينوف التصعيد سابقاً بأنه «خطير للغاية» وكتب على تويتر «يجب أن يظهر الجميع ضبط النفس».
وأعلنت قيادة الجبهة الداخلية الاسرائيلية مساء الثلاثاء، عن رفع جميع القيود المفروضة على البقاء في مناطق مفتوحة وأعلنت بلدية بئر السبع ومجلس أشكول الإقليمي عن استئناف الدراسة في المدارس ومؤسسات التعليم العالي.
وأعيد الاربعاء اليوم تشغيل القطار بين مدن الجنوب والمدن الاسرائيلية الاخرى.
وجرت احتجاجات صباح الأربعاء لسكان منطقة الجنوب وخصوصاً في التجمعات السكنية الإسرائيلية في "محيط غزة" وأغلق العشرات من المتظاهرين الطريق المؤدي لمعبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، وعرقلوا وصول شاحنات البضائع للقطاع.
من جانب آخر، تجري تظاهرة بمشاركة العشرات أمام الكنيست لمطالبة نتانياهو بالاستقالة.
ا ف ب/رويترز