غارات إسرائيلية على غزة وتدمير مبنى تلفزيون حماس بعد فشل العملية الاسرائيلية
قتل ثلاثة فلسطينيين الإثنين في غارات إسرائيلية على غزة أدّت كذلك إلى تدمير مبنى التلفزيون التابع لحماس، وذلك ردّاً على إطلاق صواريخ من القطاع المحاصر باتّجاه إسرائيل، في تصعيد يهدّد بنسف جهود إرساء هدنة دائمة.
ويأتي هذا التصعيد غداة عملية للقوات الخاصة الاسرائيلية داخل القطاع المحاصر أسفرت عن مقتل سبعة فلسطينيين وضابط اسرائيلي.
وأطلقت عشرات الصواريخ اعتباراً من عصر الإثنين من القطاع على جنوب إسرائيل حيث دوّت صفارات الإنذار ما أجبر الاسرائيليين على التوجه الى الملاجئ في العديد من البلدات المحاذية للقطاع المحاصر.
وأحصى الجيش الإسرائيلي إطلاق نحو 300 صاروخ مصدرها غزة، اعترضت منظومة القبّة الحديدية المضادة للصواريخ العشرات منها وسقطت الغالبية العظمى من تلك التي لم يتم اعتراضها في مناطق خالية.
وأصيب حوالي 20 إسرائيلياً بجروح من جرّاء هذه الصواريخ، وفق ما أفادت أجهزة الإسعاف.
وقال الجيش الإسرائيلي إن غالبية الصواريخ سقطت في مناطق غير مأهولة، لكنّ إصابات مباشرة طاولت منزلين في عسقلان ونيتيفوت.
وأضاف أنّ صاروخاً مضادّاً للدروع أطلق من قطاع غزة على حافلة إسرائيلية قرب كيبوتز كفر عزة الواقع شمال القطاع، مما أسفر عن سقوط جرحى عدة، أحدهم جندي عمره 19 عاماً أصيب بجروح خطرة ووضعه حرج.
وردّاً على ذلك، أفاد الجيش أنّ «مقاتلات ومروحيات هجومية ودبابات ردّت باستهداف أكثر من سبعين موقعاً لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة».
وقتل ثلاثة فلسطينيين في الضربات الإسرائيلية، اثنان في شمال القطاع وثالث في جنوبه، بحسب ما نقلت وزارة الصحة في القطاع لافتةً أيضاً إلى سقوط تسعة جرحى.
ودمّرت غارة إسرائيلية مساء الاثنين مبنى «قناة الاقصى»، التلفزيون التابع لحركة حماس، ولم تفد تقارير عن وقوع إصابات ذلك أنّ الغارة سبقتها صواريخ تحذيرية يستخدمها الجيش الإسرائيلي عادةً لإنذار شاغلي مبنى مدني بضرورة إخلائه كونه سيتعرّض للقصف.
وبرّر الجيش الاسرائيلي تدمير مبنى القناة بالهجمات الصاروخية التي استهدفت إسرائيل. وقال الجيش في بيان إن قناة الأقصى «هي ملك حماس وأداتها. إنّها تساهم في التحركات العسكرية لحماس وخصوصاً عبر بث رسائل عملانية للناشطين وعبر الدعوة علنًا إلى أعمال ارهابية ضد إسرائيل وتوضيح كيفية تنفيذ هذه الأعمال الإرهابية».
ولاحقاً استهدفت غارة إسرائيلية أخرى فندقاً سابقاً في مدينة غزة تستخدمه حركة حماس مقراً لجهاز «الأمن الداخلي»، بحسب ما أفاد صحافيو وكالة فرانس برس.
وفي تغريدة على تويتر وصف الموفد الدولي نيكولاي ملادينوف، الذي يبذل مع مصر جهوداً لإرساء هدنة بين إسرائيل وحماس، التصعيد بأنه «خطير للغاية» داعياً «جميع الأطراف إلى ضبط النفس».
مقتل ضابط
ومساء الاحد، قتل ضابط إسرائيلي وسبعة فلسطينيين أحدهم قيادي محلي في كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، في عملية خاصة للقوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة.
وتبنّت كتائب القسام في بيان مساء الاثنين اطلاق الصواريخ وقالت إنّ «الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة تعلن عن بدء قصف مواقع ومغتصبات (مستوطنات) العدو بعشرات الصواريخ (…) رداً على جريمة الامس»، في إشارة إلى العملية العسكرية الإسرائيلية ليل الأحد الإثنين.
والضابط الإسرائيلي الذي قتل الأحد هو ثاني عسكري إسرائيلي يقتل منذ تصاعد التوتر بين الدولة العبرية وغزّة نهاية آذار (مارس).
ومذاك، قتل 231 فلسطينياً على الأقلّ بنيران إسرائيلية.
وأجبرت عملية الأحد وما أعقبها من تطوّرات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على تقصير زيارته إلى باريس والعودة إلى إسرائيل. وترأّس الاخير اجتماعاً الإثنين ضمّ وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ومسؤولين أمنيين.
واعلنت إسرائيل أنّ هدف العملية في غزّة كان «جمع معلومات استخباراتية وليس عملية اغتيال أو اختطاف»، وقال المتحدث العسكري رونين مانليس في بيان الإثنين إنّ «المهمة لم تجر كما كان مخططاً لها وأسفرت عن الاشتباكات».
من جانبها، أكدت كتائب عز الدين القسام أنّ الأمر يتعلق بعملية للقوات الخاصة الاسرائيلية قبل أن يتم رصدها وتندلع اشتباكات بين عناصرها ومقاتلي القسام.
وأفاد بيان للقسام الاثنين «تسللت مساء الأحد قوةٌ صهيونيةٌ خاصة مستخدمة مركبة مدنية في المناطق الشرقية من خان يونس، حيث اكتشفتها قوةٌ أمنية تابعة للقسام وقامت بتثبيت المركبة والتحقق منها».
وتابع البيان «حضر إلى المكان القائد الميداني نور الدين بركة للوقوف على الحدث، وإثر انكشاف القوة بدأ مجاهدونا بالتعامل معها ودار اشتباك مسلح أدى إلى استشهاد القائد الميداني القسامي نور الدين محمد بركة، وحاولت المركبة الفرار بعد ان تم إفشال عمليتها».
واشار الى ان «الطيران الصهيوني بجميع أنواعه تدخل في محاولة لتشكيل غطاء ناري للقوة الهاربة، حيث كثف غاراته الجوية لتوفير غطاء لانقاذ القوة الاسرائيلية بمروحيات عسكرية».
وكان الجيش الاسرائيلي تحدث أولاً في بيان مقتضب عن تبادل لإطلاق النار. وقال «خلال عملية (عسكرية اسرائيلية) في قطاع غزة جرى تبادل إطلاق نار».
17 صاروخاً
واضاف انه بعد تبادل إطلاق النار «أطلق 17 صاروخاً من قطاع غزة على إسرائيل». وأضاف أن نظام الدفاع المضاد للصواريخ تمكن من اعتراض ثلاثة منها، لكنه لم يذكر أي تفاصيل عن الصواريخ الأخرى.
وتأتي هذه التطورات الميدانية بينما كان يبدو أن الوضع في غزة يستقر بعد أشهر من المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين بالقرب من السياج الذي يفصل بين القطاع والدولة العبرية.
وفي هذا الإطار سمحت اسرائيل لقطر بتسليم غزة 15 مليون دولار من أجل دفع رواتب الموظفين في القطاع.
وبرر نتانياهو هذا القرار مساء السبت، مؤكداً أنه قد يساهم في إعادة الهدوء.
ويشهد السياج الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة منذ 30 آذار (مارس) «مسيرات العودة» التي ينظّمها الفلسطينيون رفضاً للحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من عشرة أعوام وتأكيداً على حقّهم في العودة إلى أراضيهم التي غادروها او هجّروا منها عند قيام دولة إسرائيل في 1948.
ولكنّ حدة التظاهرات تراجعت أخيراً بعدما كثّفت مصر وساطتها بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصّل إلى هدنة في القطاع ووقف أعمال العنف التي يشهدها منذ شهور.
وتبرر إسرائيل إطلاق النار على المحتجّين الفلسطينيين باعتباره ضرورياً لحماية الحدود ومنع التسلّل والهجمات التي تتّهم حماس بالسعي إلى تنفيذها.
ا ف ب