سياسة لبنانيةلبنانيات

ملاحقة اهالي ضحايا المرفأ وتوقيف نون يتركان سلبيات وايجابيات

الصراع على السلطة يترافق مع جلسة مجلس الوزراء انتخاب الرئيس فصل فولكلوري جديد

حادثة ملاحقة اهالي ضحايا المرفأ وتوقيف احدهم وهو وليام نون الذي يطالب بكشف الحقيقة، من اتى بالمواد المتفجرة الى المرفأ ومن فجرها ومن قتل اخاه؟ هذه الحادثة تركت تداعيات كبرى على الوضع السياسي والامني. وكانت موضع انتقاد واسع لسلطة تلاحق المعتدى عليه ارضاء للمعتدي، وكذلك اثار القمع المتشدد وغير المسبوق للمواطنين الداعمين لاهالي الضحايا تساؤلات عن السبب وعن الذي اعطى الاوامر بذلك، ومن نتائج هذه الحادثة التي لم تنته فصولاً بعد، باعتبار ان التحقيقات ستستأنف اليوم في ثكنة بربر الخازن في فردان، انها كشفت عن سلبيات وايجابيات.
مرة جديدة تثبت المنظومة ان لا 230 قتيلاً و6500 جريح ولا حتى 20 الف قتيل يمكن ان يهزوا مشاعرها ويحركوا ضميرها، بل كل ما يهمها الحفاظ على حصصها ومكاسبها وكراسيها والباقي تفاصيل صغيرة لا قيمة لها. كذلك كشفت الحادثة عن انقسام داخل السلطة القضائية، بسبب التدخلات السياسية المخربة، الا ان تصدي بعض القضاة لها ورفض الانصياع لها وقول لا عريضة بوجهها يبعث على الاطمئنان، ويؤكد ان القضاء سيكون بخير. اما الايجابية التي تركتها هذه الحادثة فهي ان الشعب اللبناني واحد بجميع فئاته واطيافه، وانه يقف متضامناً في وجه اي محاولة لضربه، وان الانقسام الذي يحاولون تصويره لا اساس له، بل انه من صنع المنظومة عينها التي تحاول ان تصور الناس منقسمين لاستغلالهم.
ردود الفعل كانت على مستوى الحدث. وصدرت عن البطريرك الماروني بشاره الراعي والمطران الياس عودة وعدد كبير من النواب الذين وقفوا بحزم الى جانب المعتدى عليهم ومارسوا ضغوطاً قوية وتمكنوا من اطلاق وليام نون، وهم يرافقون اهالي الضحايا اليوم لمتابعة التحقيق. والسؤال الذي يطرح لماذا بعد سنتين ونصف السنة على الجريمة الكبرى لم يكشف الفاعل، ولماذا هذا السيل من دعاوى الرد وكف يد القضاء عن متابعة التحقيق. لقد بات معروفاً ان اهالي الضحايا لن يستكينوا الى ان تكشف الحقيقة، فلترفع ايادي المنظومة عن هذا الملف حتى يأخذ التحقيق مجراه.
على الصعيد السياسي بات واضحاً ان جلسة لمجلس الوزراء ستعقد هذا الاسبوع، تحت اسم القضايا الملحة واهمها بند الكهرباء وان معارضة التيار الوطني الحر لها مستمرة ايضاً وبالحاح تحت شعار المحافظة على رئاسة الجمهورية والدستور والميثاقية ولكن المواطنين غير مقتنعين لا بتبريرات رئيس حكومة تصريف الاعمال، ولا بذرائع التيار لان المعركة باتت مكشوفة وشعارها الكيدية والامساك بالسلطة بعيداً عن مصالح الشعب ومصلحة الوطن. فلو يكف الجميع عن الاستخفاف بعقول الناس، الذين همهم اليوم رفع الظلم اللاحق بهم، والتوقف عن هدر الاموال كغرامات للسفن التي تنقل الفيول، وانفاقها في المكان الصحيح لمد المواطنين بالتيار الكهربائي، الذي بات هم المواطن الاول. فشركة الكهرباء تستخف بالمواطنين، وترسل لهم التيار ساعة واحدة كل اسبوع لكي لا يقال انها تنشر العتمة فهل هذا يصدّق؟ وهل هذه الساعة تسد حاجة المواطنين؟
اما على صعيد انتخاب رئيس للجمهورية وانهاء الشغور، فلا جديد. يوم الخميس المقبل تعقد جلسة لمجلس النواب لا لانتخاب رئيس، بل لعرض فصل جديد من المسرحية الفولكلورية، لم يختلف عن الفصول السابقة، ولو كانت هناك نية للانتخاب لكان النواب يجتمعون في دورات متكررة حتى يتم الانتخاب. ولكن يبدو ان المقترعين بالورقة البيضاء او باسماء لا دخل لها بالاستحقاق او بعبارات تسخف الحدث، فهؤلاء يبدو ان الوضع الراهن يناسبهم، ولا يريدون رئيساً للجمهورية وهذا ما حذر منه البطريرك الماروني بشاره الراعي وايضاً المطران عودة. فهل ان النواب الذين علق الناخبون الامال عليهم للسير بمعركة التغيير اندمجوا بالمنظومة وساروا على خطاها؟ والا كيف يفسرون عدم اخذهم الامور بالجدية اللازمة؟
والعين اليوم على القضاء الاوروبي الذي يبدأ تحقيقاته بتهم تتعلق بالفساد وتهريب الاموال وتبييضها الى غير ذلك ويلحق به بعد اسبوع قضاة فرنسيون للتحقيق في انفجار المرفأ، فهل يكون القضاء الاوروبي الحر وغير المقيد سياسياً على قدر المهمة؟
نأمل ذلك وننتظر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق