أبرز الأخبارسياسة عربية

خطوات متسارعة ومهمة لانجاز المصالحة المصرية – القطرية واشادة بدور السعودية

خلافاً للتوقعات التي ذهبت الى الاعتقاد بان المصالحة المصرية – القطرية ستكون «شكلية»، وانها محكومة بعوامل «المجاملة»، وتحت تاثير الرغبة في انعقاد القمة الخليجية، خطت اجراءات المصالحة خطوات مهمة ومتسارعة.

والمدقق في تفاصيل التطورات يتوقف عند محطات عديدة تؤشر على جدية قطرية في تحقيق المصالحة. حيث بدأت بتنفيذ بعض المطالب الرئيسية، وخصوصاً التي كانت تشكل لب الخلاف بين الدولتين.
فالخلاف الذي كان قائماً، يتركز في بعدين رئيسيين: اولهما، الدعم الذي تقدمه الدوحة لجماعة الاخوان المسلمين. والذي تشير بعض المعلومات الى انه دعم مادي ومعنوي وسياسي. وثانيهما: النشاط الاعلامي حيث تواصل قناة الجزيرة الغمز من قناة نظام السيسي، واظهار جماعة الاخوان والمعارضة على اعتبار انهم على حق وانهم اصحاب نفوذ على الساحة.
والمدقق في التفاصيل، يدرك ان عملية المصالحة استجابت لكل تلك التفاصيل، حيث اعلنت وقف دعمها لجماعة الاخوان. وقررت في الوقت نفسه وقف بت «الجزيرة مباشر» من مصر. وهي القناة التي تحول بثها الى العاصمة القطرية الدوحة بعد ان قررت مصر وقفها والغاء تصريحها. وهناك معلومات حول التساهل في قضية الصحفيين المحكومين من العاملين في مكتب الجزيرة في القاهرة.

وقف البث
فقد اعلنت شبكة الجزيرة التلفزيونية القطرية في بيان لها إنها أوقفت بث قناة الجزيرة مباشر مصر من الدوحة مؤقتاً لحين تهيئة الظروف لعودة البث من القاهرة.
وجاء ذلك بعد يومين من اجتماع عقده مبعوث قطري مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة بحضور مبعوث سعودي من أجل تحسين العلاقات بين القاهرة والدوحة.
وحاول البيان اظهار الخطوة على اساس انها خطوة فنية تهدف الى تطوير وتوحيد الجهد في مجال البث المباشر بين القناتين المتخصصتين. لكن البيان اشار الى ان وقف البث من مصر خطوة مؤقتة، ويمكن العودة له في وقت آخر. وبالتنسيق مع المؤسسات الرسمية المصرية. وتأتي هذه الخطوة بعد اعلان  الديوان الملكي السعودي السبت الماضي أن  كلا من مصر وقطر استجابتا لمبادرة المصالحة التي أطلقها العاهل السعودي  الملك عبدالله بن عبد العزيز والتي دعا فيها البلدين إلى فتح صفحة  جديدة ليكون كل منهما عونا للآخر في سبيل التكامل.
وكان العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز قد وجه  في تشرين  الثاني (نوفمبر) الماضي دعوة ضمنية إلى مصر للانفتاح على قطر والمساهمة في إنجاح المصالحة الخليجية التي تم التوصل إليها في الرياض، كما دعا وسائل الإعلام وقادة الرأي في الخليج إلى التهدئة والمساعدة في فتح صفحة جديدة.
كما يأتي وقف بث قناة الجزيرة مباشر مصر بعد مرور يومين على استقبال  الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي  في القاهرة رئيس الديوان الملكي  السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين ومبعوثه في هذه المهمة خالد بن عبد العزيز التويجري والشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مساعد وزير  الخارجية القطري مبعوث أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لهذه  المهمة.

تدهور العلاقات
وتدهورت العلاقات بين القاهرة والدوحة بعد أن عزل الجيش المصري الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين في تموز (يوليو) عام 2013 في أعقاب احتجاجات حاشدة على حكمه. وبعد عزل مرسي الذي دعمته قطر خلال حكمه الذي استمر عاماً انتقد مؤيدون للحكومة المصرية الجزيرة مباشر مصر قائلين إنها تتبنى وجهة نظر جماعة الإخوان المسلمين، وان ما حدث في مصر هو انقلاب عسكري.
وفي مصر ثلاثة من صحفيي قناة الجزيرة الناطقة بالانكليزية محكوم عليهم بالسجن بين سبع سنوات وعشر سنوات. ولمح السيسي قبل أسابيع لإمكانية تسليم اثنين منهما أحدهما استرالي والآخر مصري يحمل جنسية كندا إلى بلديهما.
وكان الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني اشاد بالخطوة الهادفة إلى توطيد العلاقات بين دولة قطر وجمهورية مصر العربية، وتعزيزها لما فيه خير الدولتين وشعبيهما، والأمتين العربية والإسلامية.
في الاثناء، تتوالى الاعترافات العربية والخليجية بالدور الوازن الذي تلعبه السعودية في إعادة اللحمة العربية وتجاوز كل ما من شأنه أن يفرق الكلمة الواحدة.
فخلال الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء السعودي، برئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بقصر اليمامة بالرياض ظهر الاثنين، هنأ مجلس الوزراء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز على ما تحقق من نجاح مبادرته ومساعيه الخيرة التي توجت بإزالة ما يشوب العلاقات بين مصر وقطر في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات، ورفع شكره لخادم الحرمين الشريفين على حرصه على اجتماع الكلمة وتوحيدها وتعزيز أواصر الأخوة بين الدول الشقيقة.

مجلس الوزراء السعودي
ورحب مجلس الوزراء السعودي باستجابة مصر وقطر لمبادرة خادم الحرمين الشريفين، التي دعا فيها أشقاءه في الدولتين لتوطيد العلاقات بينهما، وإزالة ما يدعو إلى إثارة النزاع والشقاق بينهما، منوهاً بما بدر من الدولتين من تقدير لخادم الحرمين الشريفين.
واضافة الى التقدير المحلي لجهود خادم الحرمين الشريفين، اشادت الكويت رسمياً بتلك الجهود. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن خالد الجار الله، وكيل وزارة الخارجية الكويتي، تأكيده أن تحرك الملك عبدالله بن عبد العزيز لطي صفحة الخلاف الخليجي، ومبادرته للصلح بين مصر وقطر، جاء نتيجة إدراكه لأهمية توحيد الصف العربي وزيادة اللحمة والتضامن لمواجهة تحديات المنطقة.
ورأى الجار الله أن تجاوب المسؤولين في مصر وقطر يعبر عن إحساس وحرص على مسيرة العمل العربي المشترك. وأضاف: «من دون عقد الاتفاق، تبقى مصر بعيدة عن أداء دورها في محيطها العربي والدولي، لكنني متفائل بالنتائج الإيجابية التي أسفرت عنها المبادرة السعودية».
وتابع الجار الله قائلاً: «إن ثقل المملكة كان له الدور الأكبر في التوصل للتفاهم بين الدولتين لطي صفحة الخلاف بينهما والانطلاق في مرحلة جديدة تتضمن تعاونًا واحتراماً متبادلين بين الجانبين، تراعي مصلحة العمل العربي»، متمنياً أن يرى خلال الأيام المقبلة ما يجسد اتفاق الرياض التكميلي الذي لا تقتصر منافعه على العمل الخليجي بل تشمل المحيط العربي.
من جهتها، رحبت دولة قطر بالبيان الصادر عن الديوان الملكي في المملكة العربية السعودية وبمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود لتوطيد العلاقات بينها وبين مصر مؤكدة استجابتها لما جاء في البيان.

قطر تشيد
وثمّن بيان صادر عن الديوان الاميري القطري، الجهود «المخلصة والمقدرة» لخادم الحرمين الشريفين، مشيداً بحكمته المعهودة وحرصه الشديد على تعميق التضامن العربي، لما فيه خير ومصلحة الامتين العربية والإسلامية.
واكدت دولة قطر أيضاً وقوفها التام إلى جانب مصر، كما كانت دائماً، واعتبرت ان أمن مصر من أمن قطر، التي تربطها بها أعمق الأواصر وأمتن الروابط الأخوية، وقوة مصر قوة للعرب كافة، لذلك بادر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، بإيفاد ممثل عنه للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي نقدر له ما لقيه منه من حفاوة وحسن استقبال.
كما اكدت حرصها على دور قيادي لمصر في العالمين العربي والإسلامي، وعلاقات وثيقة معها والعمل على تنميتها وتطويرها لما فيه خير البلدين والشعبين.

عواصم – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق