دولياترئيسي

كاميرون يدعو البرلمان الى «خوض المعركة معاً» لتجنب خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي

دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في خطاب في مجلس العموم النواب الى «خوض المعركة معاً» للحصول على الاصلاحات التي تسمح للمملكة المتحدة بالبقاء في الاتحاد الاوروبي وينتقدها المشككون في جدوى الوحدة الاوروبية والصحف بشدة.

وقال كاميرون غداة نشر الاصلاحات التي يدعمها المجلس الاوروبي «اذا كنتم تريدون انهاء العطاء بلا مقابل وخروج بريطانيا من اتحاد اكثر ضيقاً واذا كنتم تريدون مساواة بين الدول الاعضاء وغير الاعضاء في منطقة اليورو واذا كنتم تريدون اوروبا اكثر قدرة على المنافسة، فلنخض هذه المعركة معاً».
واضاف كاميرون الذي دافع عن الاتفاق التمهيدي الذي كشفه الاتحاد الاوروبي ان «ساعة القرار تقترب».
وكشف الاتحاد الاوروبي الثلاثاء مقترحاته لتجنب خروج بريطانيا من الاتحاد وطرح خصوصاً اجراء طارئاً يسمح للمملكة المتحدة بوقف الاعانات الاجتماعية للمهاجرين وضمانات بالا تتأثر اوساط المال البريطانية في حال تحسن اليورو.
وكرر رئيس الوزراء البريطاني ترحيبه «بالتقدم الكبير الذي تحقق في طلباتنا الاربعة للاصلاح»، مؤكداً في الوقت نفسه انه «ما زال هناك عمل طويل ويجب ان نبرهن على تصميم وصبر» لانجازه.
والاتفاق التمهيدي بين الاتحاد الاوروبي وبريطانيا ستبحثه الدول الاخرى الـ 27 الاعضاء في الاتحاد خلال قمة في بروكسل تعقد يومي 18 و19 شباط (فبراير).
وحذر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الاربعاء انه يرفض اي «تفاوض جديد» خلال القمة.
وقال ان «التسوية التي تم التوصل اليها تتيح ايجاد حلول لمشاكل بدت حتى الان صعبة الحل. ولكن لا يمكن ان يشهد المجلس الاوروبي تعديلات جديدة».
واضاف «لقد بلغنا ينبغي ان يتاح اعطاء البريطانيين الضمانات الضرورية ضمن احترام المبادىء الاوروبية».
من جهتها، رأت الحكومة الالمانية ان اقتراحات المجلس الاوروبي «طموحة»، رافضة التعليق على نقاط خلافية محتملة ومكتفية بالاعلان ان برلين تدرس هذه الخطة «في شكل كثيف».
من جهته، صرح رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر في البرلمان الاوروبي الاربعاء ان مشروع الاتفاق «عادل لبريطانيا وعادل للدول الـ 27 الاعضاء» في الاتحاد.
وتحت ضغط المشككين في اوروبا في حزب الاستقلال (يوكيب) والجناح المشكك في جدوى الانضمام للاتحاد الاوروبي داخل حزبه، تعهد رئيس الوزراء المحافظ الذي اعيد انتخابه في ايار (مايو) 2015 تنظيم استفتاء على الرغم من المجازفة بالتسبب بازمة كبرى في اتحاد تهزه اصلاً ازمة المهاجرين.

اتفاق يواجه معارضة
وبوعده اجراء هذا الاستفتاء الذي ينطوي على مجازفة كبيرة ويمكن ان يسبب زلزالا في الاتحاد الذي يواجه اصلاً ازمة الهجرة، يأمل كاميرون الذي اعيد انتخابه باغلبية مريحة في ايار (مايو) 2015 في الحد من اندفاع حزب يوكيب الذي يقوده نايجل فاراج.
لكن المشككين في جدوى الاتحاد وكما كان متوقعاً انتقدوا الثلاثاء المقترحات الاوروبية على غرار رئيس بلدية لندن المحافظ بوريس جونسون الذي دعا الى بذل «مزيد» من الجهود. من جهته، وصف فاراج الاتفاق المطروح بانه «سيىء».
ويبدو ان كاميرون تمكن من اقناع وزيرة الداخلية تيريزا ماي بمشروع الاتفاق لكن اربعة وزراء آخرين في حكومته على الارجح سيقودون حملات من اجل خروج بريطانيا من الاتحاد.
وتشير لهجة الاستياء التي تبنتها الصحف البريطانية الى ان كاميرون سيخوض معركة صعبة. فقد كتبت صحيفة دايلي ميل انها «معجبة بكاميرون (…) لكن بشأن اوروبا علينا ان نقول بصراحة ان عماه يقطع الانفاس» بشأن هذا «الوهم الكبير» الذي شكل عنوان صفحتها الاولى.
اما صحيفة تايمز فقد كتبت «يجب ان يكون الامر اصلاحاً جذرياً للعلاقات مع اتحاد اوروبي اكثر عقلانية واكثر مسؤولية»، مشيرة الى ان «كاميرون اكتفى على ما يبدو بما يريد اتحاد بدون اصلاح منحه له ليبقى».
ووحدها صحيفة فايننشال تايمز دافعت عن رئيس الوزراء البريطاني. وكتبت ان «اداءه كان افضل مما كان متوقعاً في عملية اعادة التفاوض هذه».

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق