ميركل تعتزل السياسة بعد انتهاء ولايتها في العام 2021
أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاثنين أنها ستتخلى عن منصب المستشارية مع نهاية ولايتها الحالية التي تستمر حتى العام 2021. تصريحات ميركل جاءت في أعقاب نكسة انتخابية جديدة مني بها حزبها «”الاتحاد الديمقراطي المسيحي» بمنطقة هيسن، حيث لم يستطع الحصول سوى على 27% من الأصوات، متراجعاً 11 نقطة عن الاقتراع السابق.
غداة نكسة قاسية خلال انتخابات محلية أساسية شهدتها منطقة هيسن الأحد، أبلغت أنجيلا ميركل حزبها «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (يمين الوسط) الاثنين أنها ستتخلى عن منصب المستشارية في نهاية ولايتها الحالية في 2021، كما ذكر مسؤول في الحزب.
وقالت المستشارة الألمانية «اليوم، حان وقت فتح صفحة جديدة» معلنة «أنها لن تختار خلفاً لها على رأس الحزب». ويأتي كلام ميركل بعد أشهر من الأزمات الحكومية وغداة انتخابات في مقاطعة هسن مُني حزبها خلالها بخسارة كبيرة.
ميركل: لن أسعى لأي مناصب سياسية أخرى
وقالت للصحافيين «أولاً في المؤتمر المقبل لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في كانون الاول (ديسمبر) في هامبورغ، لن أرشح نفسي مجدداً لمنصب زعامة الحزب».
وتابعت «ثانياً هذه الولاية الرابعة هي الأخيرة في منصب المستشار الألماني. في الانتخابات الاتحادية لن أترشح مجدداً لمنصب المستشارية في 2021 ولن أترشح للبوندستاغ… لن أسعى لأي مناصب سياسية أخرى». في إشارة للبرلمان الألماني.
وسيعني سيناريو كهذا نهاية الحكومة وانتخابات تشريعية مبكرة ونهاية الحياة المهنية لميركل على الأرجح.
تراجع شعبية ميركل بسبب أزمة المهاجرين
ومني الحزبان الكبيران المشاركان في حكومة المستشارة في برلين – حزبها «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» والحزب الاشتراكي الديمقراطي – الأحد بخسائر فادحة في انتخابات مقاطعة هيسن تشكل اختباراً وطنياً لميركل وفريقها في برلين.
وجاء حزب ميركل في الطليعة وسيتمكن من مواصلة حكم المقاطعة ضمن تحالف، لكنه لم يحصد سوى 27 بالمئة من الأصوات، حسب النتائج النهائية، متراجعاً 11 نقطة عما حصده في الاقتراع السابق. وتراجع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالمثل وحصل على 19،8 بالمئة من الأصوات.
والحزبان مثل «شخصين يغرقان معا لأنهما معلقان ببعضهما»”، على حد قول الخبير السياسي هانس فوليندر من جامعة دريسدن لشبكة «آ إر دي».
وتشكل هذه الخسارة المزدوجة للحزبين الحاكمين على المستوى الفدرالي خبراً سيئاً بالنسبة إلى المستشارة في وقت يُعتبر موقعها السياسي هشاً ضعيفاً، إذ إنها الانتخابات المحلية الثانية التي تخيب آمال المعسكر المحافظ الألماني، بعد انتخابات في مقاطعة بافاريا منذ أسبوعين خسر فيها الأغلبية المطلقة التي كان يتمتع بها منذ عقود.
وقد يؤدي هذا الوضع إلى تأجيج النقاش القائم في صلب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» حول مصير ميركل. فلم تتوقف شعبية المستشارة عن التراجع منذ اتخاذها قرار فتح حدود البلاد أمام أكثر من مليون طالب لجوء عامي 2015 و2016، فيما تتوالى نجاحات اليمين المتطرف مستغلاً المخاوف التي تثيرها مسألة المهاجرين لدى الرأي العام.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز