رئيسي

«جنادل الشام» تطرق ابواب القصر الرئاسي والمواجهات على اعتاب دمشق

توقفت عمليات الرصد لتطورات الاوضاع في سوريا عند حدود العاصمة دمشق، التي شهدت مواجهات عنيفة، اسفرت عن سقوط عشرات القتلى ومئات الحرجى، ودمرت مئات المنازل والحقت الضرر بالعديد من الاحياء، وبمشاريع البنية التحتية المتهالكة اصلاً.

التطورات المحيطة بالعاصمة دمشق، تزامنت مع مواجهات اخرى في منطقة القلمون، التي تؤكد القوات النظامية السيطرة عليها، بينما تظهر بعض الجيوب التي تنشط في مجال المقاومة بين الحين والاخر. كما تتزامن مع مواجهات عرسال بين الجيش اللبناني وتنظيم داعش.
الا ان التقارير الاستراتيجية تتحدث عن اهمية قصوى لتلك المواجهات، وتحديداً في بعض المناطق الاستراتيجية على مشارف ومحيط العاصمة. وتدلل بعض التقارير على تلك الاهمية من زاوية ضراوة المواجهات وحجم الخسائر بين الطرفين. والاستماتة التي يبديها كل طرف في التمسك بموقعه ورفض اخلائه.                                                                في هذا السياق، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن هجمات جوية شنتها قوات النظام في الضواحي الشرقية للعاصمة دمشق اسفرت عن مقتل 64 شخصاً في مطلع الاسبوع.
وقال المرصد الذي يتابع أعمال العنف من خلال شبكة مصادر في سوريا ومقره بريطانيا ان الهجمات وقعت في مناطق كفر بطنا ودوما في الاطراف الشرقية للمدينة.
وذكر المرصد أن عناصر تنظيم داعش استطاعت السيطرة على قريتي الجرذي الشرقي والجرذي الغربي، عقب اشتباكات دارت بينهم وبين مقاتلين ومسلحين عشائريين، وانسحاب الأخيرين من القريتين باتجاه بلدة أبو حمام بالريف الشرقي لدير الزور.
واشار المرصد الى أن أهالي بلدة سويدان جزيرة بدأوا بالعودة إلى البلدة، عقب انتهاء القتال بين مقاتلين ومسلحين عشائريين من طرف وتنظيم داعش من طرف آخر. في حين وردت معلومات عن تنفيذ عناصر تنظيم داعش لحملة مداهمات لمنازل مواطنين في قرية محميدة، بحثاً عن مطلوبين.

حي جوبر
في الاثناء، تشير التقارير الى نوع من «المكاسرة» تجري بين قوات النظام والمعارضة من اجل السيطرة على حي جوبر الدمشقي، الذي يمثل أهمية قصوى للمعارضة والنظام، والذي تتواصل الاشتباكات في محيطه ويقع على الطرف الشرقي للعاصمة، ومتصل من جهة الشرق بمعاقل المعارضة في الغوطة. كما تقع في الجهة الغربية من الحي، ساحة العباسيين الشهيرة.
وبحسب التقارير، تدور اشتباكات «هي الاعنف منذ أشهر في الحي، الذي يتقاسم مقاتلو المعارضة والنظام السيطرة عليه. وترافقت المعارك مع قصف جوي مكثف، وإطلاق المقاتلين قذائف هاون على أحياء في دمشق، ما أدى الى إصابة 18 شخصاً بجروح.
وبحسب تقارير المرصد السوري لحقوق الانسان، نفذ الطيران الحربي اكثر من تسع غارات على مناطق في حي جوبر، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب الاسلامية من جهة، وقوات النظام مدعومة بمسلحين موالين لها من جهة اخرى.
وبحسب المرصد، نشرت القوات النظامية دباباتها في المناطق المحيطة بساحة العباسيين، وتقوم بقصف معاقل المقاتلين في جوبر.
وارتفعت حدة المعارك في الحي خلال الايام الماضية، لا سيما بعدما شن المقاتلون هجوما على حاجز متقدم للقوات النظامية، ما دفع الاخير الى شن هجوم مضاد واستعادة الحاجز، مع تواصل المعارك في محيطه. وتزامنت الاشتباكات مع سقوط قذائف هاون على مناطق في وسط دمشق وشرقها، يرجح ان مصدرها مواقع مقاتلي المعارضة.
وقالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان «ارهابيين اطلقوا 11 قذيفة هاون سقطت في محيط سوق الهال في الزبلطاني، ما أسفر عن اصابة 18 مواطناً وألحقت اضراراً مادية».
وفي محيط دمشق، شن الطيران غارات على عربين (شمال شرق) وحمورية (شرق)، ما ادى الى سقوط قتلى.
ويحاول النظام منذ اشهر طويلة، بدعم من حزب الله اللبناني، استعادة السيطرة على معاقل في ريف دمشق لمقاتلي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ اكثر من ثلاثة اعوام. بينما يخوض مقاتلو المعارضة معارك منذ ثلاثة اسابيع مع مقاتلي «الدولة الاسلامية» جنوب شرق دمشق في محاولة لطردهم من المناطق المحيطة بالعاصمة. وتمكن المقاتلون المعارضون خلال الفترة الماضية من طرد الجهاديين من اربع بلدات جنوب شرق دمشق، في حين انتقل هؤلاء الى احياء في جنوب دمشق يتمتعون فيها بحضور قوي.

استهداف القصر الجمهوري
الى ذلك، وفي اليوم الثالث من الأيام الخمسة التي أكد فيها الإتحاد الإسلامي «جنادل الشام» استهداف المقرات الأمنية في دمشق بـ 100 صاروخ، تم استهداف القصر الرئاسي في منطقة المالكي بصواريخ كاتيوشا عدة، وأصاب أحدها المكتب الرئاسي وآخر أصاب مرآب الضباط.
وكان بيان الإتحاد الإسلامي قال إن عملية «جنادل الشام» سوف تستمر على مدى خمسة أيام سيطلق خلالها مائة صاروخ، أي بمعدل 20 صاروخاً يومياً، تستهدف معاقل النظام الحيوية والأمنية وسط العاصمة دمشق.
وكشف قيادي في الاتحاد أنه سوف يتم استخدام صواريخ من نوع «كاتيوشا»، مصنعة لدى معامل الدفاع في الاتحاد، وتحتوي على منصة إطلاق فيها ست حفر ضمن قاعدتها للمحافظة على اتزانها مما يعطي قوة دافعية أكبر للصاروخ.
وطالب البيان المدنيين بإخلاء المناطق المستهدفة، حيث قال: «مع إعدادنا لهذه الصواريخ لتصيب أهدافها بدقة وحرصاً منا على سلامة المدنيين والأبرياء نطلب منهم إخلاء تلك المناطق».
إلى ذلك، شنّ مقاتلون معارضون هجمات على القوات الحكومية في ريف حماة، فيما تستمر طائرات النظام باستهداف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة. وأفادت تقارير صحفية، أن فصائل من المعارضة استهدفت بالصواريخ مقرات للقوات الحكومية والميليشيات الموالية لها في قرية جورين بسهل الغاب.

اشتباكات موالية
وفي ريف دمشق، استمرت المواجهات بين طرفي النزاع على جبهة المليحة، حيث عمدت دبابات الجيش إلى قصف خطوط المعارضة.
واندلعت اشتباكات بين أجهزة أمنية ومسلحين موالين للحكومة في مناطق متفرقة من دمشق وفقاً لناشطين. وقال «مكتب دمشق الإعلامي» المعارض إن عناصر من لجان الدفاع الوطني انتشرت في منطقتي القزاز ودف الشوك، مقابل قيام مسلحين موالين للحكومة بالانتشار بحي التضامن.
وأضاف المكتب أن مسلحي الطرفين المواليَيْن للحكومة كانا قد خاضا، على أثر اعتقال عدد مما يعرف بـ «الشبيحة»، مواجهات مع عناصر من الشرطة أسفرت عن سقوط قتلى. وأكد أن قوة من الجيش عمدت إلى الانتشار في محيط حي القزاز الواقع جنوب دمشق، وذلك في محاولة للفصل بين الأطراف المتقاتلة.
وقالت منظمة هيومن رايس ووتش الاربعاء ان مجموعات سورية مسلحة تحتجز 54 امرأة وطفلاً رهائن من عام، داعية الى اطلاق سراحهم، ومشيرة الى ان احتجاز مدنيين يمكن ان يعتبر جريمة حرب.
وقالت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها إن المحتجزين، وبينهم 34 طفلاً، كانوا ضمن اكثر من مئة شخص خطفهم مقاتلون معارضون منذ عام، خلال هجوم شنوه بدءاً من الرابع من آب (اغسطس) 2013، في ريف محافظة اللاذقية الساحلية، احد ابرز معاقل النظام السوري.

ا. ح
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق