رئيسيسياسة عربية

الاجواء السياسية تميل الى الصحو والساحة المحلية مقبلة على انفراج

يقول مرجع مالي عاد مؤخراً من واشنطن حيث شارك مع مسؤولين لبنانيين في اجتماعات مالية واقتصادية عقدت في العاصمة الاميركية انه سمع من المسؤولين الاميركيين كلاماً واضحاً حول «جدية صفقة التفاهم مع ايران وحول الاهتمام بلبنان امنياً ومالياً من خلال المحافظة على الاستقرار في هذين القطاعين».

تمحورت الاسئلة التي طرحت عليه حول «مقدرة لبنان على تحمل عبء الحرب السورية وتداعياتها لمعرفة قدرة لبنان على الاستيعاب قبل اتخاذ اي موقف». ويرى «ان الولايات المتحدة في ظل الانفتاح على ايران، تتشدد في تطبيق العقوبات الاقتصادية بانتظار معرفة جدية الانفتاح الايراني على الولايات المتحدة الاميركية».
وعزا مصدر ديبلوماسي عربي صفقة اطلاق مخطوفي اعزاز الى مجريات المتغيرات في المنطقة بعد الاتفاق الاميركي – الروسي وما اعقبه من خطوات انفراجية على صعيد الملف النووي الايراني من خلال اجتماعات الخمسة زائداً واحداً وعلى صعيد المفاوضات العربية – الاسرائيلية، بعدما ابلغ وزير الخارجية الاميركية جون كيري لجنة متابعة مبادرة السلام العربية التي تضم 9 وزراء خارجية والتي اجتمع معها في باريس، «ان بلاده عازمة على المشاركة في المفاوضات العربية – الاسرائيلية انطلاقاً من دورها كشريك لتفعيل المفاوضات واخراجها من حال المراوحة»، فتواكب التطورات في المنطقة كما يقول سفير عربي. ويكشف مسؤول امني ان وزير الداخلية مروان شربل كان وراء اطلاق الاتصالات للافراج عن المخطوفين وزار تركيا لهذه الغاية، بعدما زارها الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي لبحث الملف مع المسؤولين الاتراك، وتولى مدير عام الامن العام اللواء عباس ابرهيم التفاوض لانجاز عملية الافراج بعدما وضع المسؤولون اطار الحل.

لماذا الآن؟
لماذا حصل الافراج الان؟ ولماذا لم تشمل الصفقة المطرانين المخطوفين بولس اليازجي ويوحنا ابرهيم؟
يقول مسؤول سياسي في 14 اذار ان اطلاق المخطوفين بعد 530 يوماً من احتجازهم  يأتي في سياق الانفراج في العلاقات الاميركية – الايرانية، وان ضغطاً مورس من قبل قطر وتركيا والجانب الفلسطيني على الخاطفين، برغبة اميركية، لاطلاق المخطوفين كـ «خطوة حسن نية تجاه الانفتاح الايراني» تعزز خط التواصل والانفتاح بين واشنطن وطهران، بعدما عكس اجتماع الخمسة زائداً واحداً مع ايران مؤخراً اجواء ايجابية تأمل اوساط غربية ان تستمر في الاجتماع خلال الشهرالمقبل. وفي تقدير البعض ان الافراج ربما اعطى ايجابيات على الساحة اللبنانية وقد يؤدي الى فتح صفحة جديدة بين ايران والحزب من جهة وجهات محلية وعربية وخصوصاً قطر. وكان الحزب ازال يافطات «شكراً قطر» على اثر موقفها من الحرب في سوريا. ونفست خطوة الافراج الاحتقان السني – الشيعي في الشارع وخلقت انفراجات. ويقول احد السياسيين ان الافراج عن المخطوفين قد تكون له تداعيات ايجابية على الساحة، خصوصاً بعد استكماله بخطوات مرتقبة وفق ما يقول احد الوزراء مشيراً الى ان السجينات لم يتم اطلاقهن بالتزامن لاعتبارات لم يتم الكشف عنها. ويقول احد الوزراء ان الخاطفين حصلوا على ضمانة مالية بمئات الملايين من الاورو لضمان اطلاق النظام السوري السجينات لاحقاً وعددهن يتجاوز 160. وقد يواصل اللواء ابرهيم مساعيه لاستكمال الخطوات والاهتمام بشأن المطرانين بمساعدة تركية – قطرية – فلسطينية بعدما تبين ان لدى النظام السوري مطالب وشروطاً تتعلق بتنفيذ الاتفاق الاميركي – الروسي ومؤتمر «جنيف – 2» وانتشار التكفيريين في المناطق الشمالية. وتبين ان الاتراك والاكراد يتولون عملية التنظيف وقد اوقفت بعض الجهات دعم هؤلاء، وفق ما يقول ديبلوماسي عربي في باريس. وتأتي خطوة الافراج عشية مؤتمر جنيف، ويعتقد البعض انها ستساعد على تليين مواقف الاطراف وعلى مشاركتها في المؤتمر كما قال المبعوث الاممي العربي الاخضر الابراهيمي، مشدداً على حضور المعارضة التي تمثل المعارضين الحقيقيين. وفي تقدير احد الوزراء ربما ساهمت هذه الخطوة في تخفيف الضغط في الداخل وفي ازالة فتيل الانفجار، وتنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الامنية في طرابلس.

اسرار كثيرة
يعترف وزير واكب الاتصالات ان هناك اسراراً كثيرة رافقت اتمام الصفقة، من دون ان يكشف عنها، على رغم عدم الافراج عن السجينات بالتزامن مع تحريراللبنانيين كما اعلن. ويقول مسؤول امني ان الافراج عن الخطوفين قد يعزز الاستقرار الامني  وربما ادخل حلحلة على المناخ السياسي قد تساهم في عملية تشكيل الحكومة. وتردد في الآونة الاخيرة ان الاجهزة الامنية باتت تملك معلومات وافية عن شبكات التفجير، ونجحت في الكشف عن سيارة مفخخة كانت تستهدف الضاحية، كما تمكنت من القبض على عدد من افراد الشبكة المتهمة بمتفجرتي طرابلس. واعلن رئيس بلدية عرسال علي الحجيري ان عمر الاطرش «المتهم» بمتفجرتي الضاحية واطلاق الصواريخ عليها لاقى حتفه في المتفجرة التي استهدفت سيارته. واستأثر اغتيال العميد السوري جامع جامع في السويداء على يد المعارضة باهتمام فريق 14 اذار واعلن اللواء المتقاعد اشرف ريفي في الذكرى السنوية لاغتيال اللواء وسام الحسن ان من قتله معروف وسينال جزاءه وهو ذاته من اغتال الرئيس رفيق الحريري. واشار عضو في الامانة العامة لقوى 14 اذار الى استهداف اشخاص  متورطين في جريمة الحريري كاللواء غازي كنعان وعماد مغنية واللواء اصف شوكت وجامع جامع… ويقول ان السر دفن مع هؤلاء قبل ان تبدأ المحكمة الدولية الخاصة بالمحاكمة مطلع العام المقبل. ويرى ان في الامر لغزاً محيراً. وان الامر يطرح علامات استفهام كثيرة منها: هل ان المتورطين في جريمة الحريري سيقتلون قبل ان يساقوا الى المحكمة كما حصل في جريمة الرئيس الاميركي جون كنيدي (1962) حيث تمت تصفية المتهمين والمتورطين؟
وفي تقدير مسؤول امني ان الساحة المحلية مقبلة على انفراجات تدريجاً مع تقدم الانفراج في المنطقة وان هذه انتظمت  على ساعة الحل وفق التوقيت الاميركي – الروسي – الايراني ولاحقاً العربي. وان الاجواء تميل نحو الصحو السياسي رغم الضباب الكثيف كما يقول احد الديبلوماسيين.

ف. ا. ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق