يمثل القس الأميركي الذي أثار احتجازه في تركيا ثم وضعه في الإقامة الجبرية أزمة دبلوماسية بين أنقرة وواشنطن، مرة جديدة أمام المحكمة الجمعة وسط ضغوط أميركية للإفراج عنه.
والأزمة الدبلوماسية التي تسببت بها هذه القضية بين العضوين في حلف شمال الأطلسي، ساهمت في تراجع الليرة التركية وكشفت عن ضعف الاقتصاد التركي.
ورفضت المحكمة في الجلسات السابقة إطلاق سراح القس، لكن مقربين منه وواشنطن أبدوا نوعاً من التفاؤل حيال جلسة الجمعة.
وفي حال عدم اتخاذ الحكمة الجمعة قراراً بالافراج عنه من الإقامة الجبرية والسماح له بمغادرة البلاد فإن رد فعل واشنطن والأسواق يمكن أن يتسببا بضربة جديدة للاقتصاد التركي.
وكتبت مراسلة صحيفة «حرييت» جانسو جامليبل أن «جميع المعنيين في واشنطن ينتظرون بفارغ الصبر جلسة 12 تشرين الأول (أكتوبر)»، متسائلة «هل تسعى تركيا إلى إنقاذ ماء الوجه؟».
قلق وترقّب
وبعد أن كان هاجم برانسون في الماضي، يبدو أن إردوغان نأى بنفسه عن القضية في تصريحاته الأخيرة التي أكد فيها عدم التدخل في المسائل القضائية.
وقال إردوغان «علي أن أرضخ لقرار القضاء».
وبرانسون الذي كان يشرف على كنيسة بروتستانتية صغيرة في إزمير، فرضت عليه منذ نهاية تموز (يوليو) الإقامة الجبرية بعد حبسة لسنة ونصف بتهمة «الإرهاب» و«التجسس» وهو ما ينفيه قطعاً.
ومن المقرر ان تبدأ جلسة المحاكمة الساعة السابعة بتوقيت غرينيتش في محكمة علي آغا شمال إزمير.
وفي حال إدانته بتهم مساعدة «جماعات إرهابية» و«التجسس» يواجه حكماً بالحبس 35 عاماً. ويؤكد برانسون ومسؤولون أميركيون أنه بريء.
ويقول المسيحيون المحافظون الأميركيون إن قضيته تمثل قاعدة انتخابية مهمة للرئيس دونالد ترامب الذي وصف برانسون بأنه «قس أميركي رائع» و«وطني عظيم» محتجز «رهينة».
وكان برانسون اعتقل للمرة الأولى في تشرين الأول (أكتوبر) 2016 بتهمة مساعدة جماعات تعتبرها أنقرة إرهابية في إطار حملة قمع نفذتها السلطات التركية إثر محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد في تموز (يوليو9 من العام نفسه.
وقال محاميه جيم هالافورت لوكالة فرانس برس «نطالب برفع القيود القضائية بما في ذلك الإقامة الجبرية والمنع من السفر».
وقال هالافورت الذي زار موكله الأسبوع الماضي إن برانسون بصحة جيدة لكن الانتظار يشعره بالقلق.
وقدّم هالافورت التماساً أمام المحكمة الدستورية العليا مطالبا بإطلاق سراحه لكنه قال إن هذا المسار القضائي قد يستغرق أشهراً.
آمال متزايدة
وظهرت مؤخراً مؤشرات بتراجع التوتر الأميركي-التركي وقد أبدى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمله بإطلاق تركيا سراح القس الأميركي فيما أعرب إردوغان عن أمله بأن تعيد أنقرة بناء علاقاتها مع حليفتها في حلف الاطلسي.
وفي صحيفة حرييت كتب عبد القادر سلوي، الذي تعتبر مقالاته مؤشراً لتوجهات الحكومة التركية، أن القس الأميركي قد يطلق سراحه.
وجاء في مقال سلوي «إذا أطلق سراح برانسون كما هو متوقع، سيحل الجزء السياسي من الأزمة مع ترامب والتي كانت بدأت في 10 آب (أغسطس9 (عندما فرضت العقوبات وانهارت العملة)».
وتابع سلوي «أعتقد أن محاكمة برانسون ستنتهي وسيطلق سراح القس، مع الأخذ بالاعتبار الفترة التي قضاها في الحبس».
وجرت مصافحة وجيزة بين إردوغان وترامب على هامش نقاشات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر)، وقال الرئيس التركي إنه يأمل في إعادة بناء العلاقات مع واشنطن «بروحية الشراكة الاستراتيجية».