متفرقات

برجوازية لندن «تغيظ» سكانها!

عندما فتح توأمان أصلهما من بلفاست مقهى على الطراز القديم مخصصاً لرقائق الذرة المقدمة في وجبات الفطور في حي شورديتش الرائج، لم يتصورا يوماً أنهما سيقعان ضحية التظاهرات المناهضة لإضفاء طابع برجوازي على العاصمة البريطانية.

فقد تعرض مقهى «سيريال كيلر كافيه» لهجمات بالطلاء الأحمر ورسوم الغرافيتي خلال تظاهرة نظمتها مجموعة «كلاس وور» الفوضوية للتنديد بالطابع البرجوازي الذي يكتسبه الحي.
وأكدت المجموعة على موقعها الإلكتروني «مجتمعنا بات مهدداً»، فيما ندد المتظاهرون بالذين يسعون الى فرض «حكم الأقلية» و«مروجي العقارات الفاسدين» الذين يروجون للشقق الفخمة.
ورجلا الأعمال غاري وآلان كيري بعيدان كل البعد عن هذه الأفكار، لكن مقهاهما الذي يبيع 120 ماركة من رقائق الذرة في مقابل أكثر من 3 جنيهات استرليني (4،5 دولارات تقريباً) للقطعة الواحدة في ديكور مزين بتصاميم من الثمانينيات والتسعينيات يعد، في نظر المتظاهرين، من رموز البرجوازية المتفشية في المنطقة.
ويقع المقهى في شارع بريك لاين مقر الجالية البنغلاديشية في لندن منذ عقود الذي يجذب اليوم الجيل الجديد.
وبات الحي يتخذ ملامح برجوازية بوتيرة سريعة جداً، على ما أكد بول وات الأستاذ المحاضر في التنمية الحضرية في جامعة بيركبك، لافتاً إلى أن الشقق الفخمة حلت محل المساكن الشعبية ومتاجر السلاسل الكبيرة محل تلك الصغيرة.
وقال الأستاذ الجامعي أن «الأسعار أصبحت بكل بساطة غير معقولة بالنسبة إلى السكان العاديين الذين يدفعون الى خارج المدينة».
وتبلغ الكلفة المتوسطة لشقة اليوم في العاصمة البريطانية 430 ألف جنيه استرليني (665 ألف دولار تقريباً)، وقد تصل الكلفة إلى مليون جنيه بحلول العام 2020 في حال استمر ارتفاع الأسعار على هذا المنوال، بحسب الموقع العقاري «رايتموف».
وتشكلت عشرات المجموعات للتنديد بارتفاع الإيجارات في لندن والمطالبة بتعريفات معقولة.
ونددت إيلين كون التي ترأس إحدى هذه المجموعات في حي بيكهام الرائج في جنوب شرق لندن «بالارتفاع الشديد للأسعار العقارية».
وأضافت الموظفة الحكومية المتقاعدة التي تدافع بحماسة عن صغار التجار في الحي أن «النظام المالي العالمي يضخ السيولة في السوق العقارية في لندن، ما يرفع الأسعار في جميع المناطق، بغض النظر عن الحاجات المحلية».
وسيضطر بائع الأنسجة ياسين ملكي إلى نقل كشكه الذي نصبه قبل 25 عاماً في حي بيكهام بسبب تشييد ناد رياضي.
وقال البائع الجزائري الأصل الذي لديه ثلاثة أطفال «أنا محبط، فنحن جد ضعفاء في وجه المجموعات الكبيرة وهي لا تبالي لأمرنا ولعائلاتنا».
وشرحت بلدية ساذرك التي أمرت ملكي بنقل كشكه أنها خطة كبيرة لإعادة تنظيم المنطقة تهدف على المدى الطويل إلى تشجيع التمارين البدنية.
لكن بالنسبة إلى إيلين كون، تستبعد المؤسسات الصغيرة في الحي لخدمة مصالح المجموعات الكبيرة التي لا ضمير لها.
وليست سورديتش وبيكهام المنطقتين الوحيدتين اللتين كانتا شعبيتين ومقبولتي الكلفة قبل بضع سنوات وراحت معايير البرجوازية تنتشر فيهما اليوم. ففي نيسان (أبريل)، نظمت تظاهرة في حي ريكستن تم خلالها تحطيم زجاج شركة عقارات فخمة.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق