دولياترئيسي

طبول الحرب تقرع في المتوسط الاسطول البريطاني الى جبل طارق

قد تكون مجرد مصادفة ولكنها مقلقة. فبعد ايام من المناقشات الحامية حول جبل طارق، هددت بريطانيا بملاحقة اسبانيا بـ «طريقة لا سابقة لها»، وارسلت في اليوم ذاته، اسطولاً من سفنها الحربية والآلاف من جنودها في حجة القيام بأعمال الدورية في البحر الأبيض المتوسط.

رئاسة الحكومة البريطانية، اشارت الى ان هذه المناورات التي تشمل زيارة الى جبل طارق، كانت مقررة من قبل، ولا علاقة لها بتصاعد التوتر مع اسبانيا. فالحكومة البريطانية، تتهم اسبانيا، بفرض تدابير اضافية على حدود مستعمراتها المتوسطية «لأسباب سياسية» وغير شرعية، لأنها تخرق القوانين الأوروبية حول حرية التنقّل. فلندن تدرس اذاً، تقديم شكوى الى الاتحاد الأوروبي والى المحكمة الأوروبية العليا في اسرع وقت.
وقال ناطق بإسم رئاسة حكومة لندن، اننا ندرس كل الطرق القانونية المتاحة، وليس لمبادرتنا اية سابقة، ولكننا نعتبر ان تدابير الاعاقة التي تمارس على الحدود، لها اسباب سياسية ومبالغة».
 
تدابير التفتيش
فعبور السيارات والشاحنات المضيق الذي يربط اليابسة الأوروبية بصخرة جبل طارق، يتعرض لتأخير يدوم ساعات نتيجة تدابير التفتيش الاضافية التي فرضتها مدريد، لـ «مكافحة اعمال التهريب»، وبعد التدابير البريطانية، أكدت مدريد، ان من «واجبها» الاستمرار في اعمال المراقبة « التي هي شرعية وقانونية وغير مبالغة»، لأن بريطانيا، لم تنضم، كما جبل طارق الى الاتفاقية المعقودة حول حرية المرور. ليس هذا فحسب، بل ان مدريد، تهدد بفرض رسم عبور، قدره 50 يورو على كل شاحنة وسيارة، تعبر اراضيها بطريقة الترانزيت، من والى جبل طارق، وبمنع الطائرات المتوجهة الى الصخرة من عبور مجالها الجوي. وضبطاً بعد 300 سنة، على معاهدة اوترخت، التي اعطت بريطانيا السيادة على جبل طارق، عادت حالات التوتر التاريخية تسمم اجواء العلاقات بين بريطانيا واسبانيا، بعد ان عمدت بريطانيا الى بناء «حائط» غائص مصنوع من الاسمنت حول الصخرة، تعتبر مدريد انه يمنع الصيادين الاسبان، من العمل في مياه الصخرة المتنازع عليها.

تهديد متبادل
واذا كانت لندن تهدد باللجوء الى الاتحاد الأوروبي، فإن مدريد تهدد باللجوء الى مجلس الأمن، وأشار ناطق بإسم الحكومة الاسبانية ان مدريد تنوي التحالف مع الارجنتين، في حراك ديبلوماسي ضد لندن، «الاستعمارية»، في اطار مشكلتي جزر المالوين وجبل طارق.
وتدرس اسبانيا تقديم شكوى الى محكمة لاهاي الدولية ضد بريطانيا التي «احتلت في صورة غير شرعية» البرزخ الذي يربط المستعمرة البريطانية باليابسة، والذي لا تشمله اتفاقية اوترخت، الموقعة في سنة 1713.
وفي هذه الأثناء رأى رئيس بلدية لندن، العاصف الطباع، بوريس جونسون، ان يصب الزيت على النار بشن هجوم ناري على مدريد، فإتهمها بالتصرف مثل الديكتاتور فرانكو. وأعرب عن أمله في الا يكون ارسال الأسطول البريطاني الى البحر الأبيض المتوسط، في هذا الوقت مجرد صدفة، وقال: «انني آمل، ان نتوصل، بطريقة ام بآخرى الى قطع يدي اسبانيا، عن عنق مستعمرتنا، لأن الذي يحصل مشين».
والأسباب الحقيقية بالنسبة الى الفريقين سياسية داخلية، فحزب كاميرون المحافظ يواجه انتخابات عامة صعبة بعد اشهر، بينما يواجه رئيس الحكومة الاسبانية، فضيحة مالية، بطلها أمين صندوق حزبه المحافظ ترتد على رأسه.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق