الأسبوع الثقافي

بيروت… مدينة دائمة الحضور ومنارة للكلمة والحرية والتلاقي

«معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» الذي ينظمه «النادي الثقافي العربي» في بيروت، ونقابة اتحاد الناشرين في لبنان، صار عمره 57 سنة، وهو ما زال في عمر الشباب، دائم النشاط والحيوية… ولو ان الاحوال في العالم العربي، كانت افضل مما هي اليوم، لكان معرض بيروت في سنة 2013، في احسن حالاته. وكما نعرف، فانه المعرض الاول للكتاب في دنيا العرب، ولذلك استحق  لقب «عميد المعارض العربية»، وكان على مدى تاريخه  الطويل مرآة كبيرة تعكس حركة التأليف والطباعة والنشر، لا في لبنان فحسب، بل  في مختلف البلدان العربية.
وبالرغم من ذلك، يشهد معرض هذه السنة، حركة ناشطة، سواء من ناحية مشاركة العدد الكبير في دُور النشر اللبنانية والعربية، او من ناحية الأنشطة التي تشهدها صالات المعرض، من محاضرات وندوات ومؤتمرات وامسيات شعرية وتواقيع كتب، والى ما هنالك… مؤكداً على صورة العاصمة اللبنانية بيروت، كمدينة دائمة الحضور، ومنارة للكلمة والحرية والتلاقي، ونافذة يطل منها الشرق على الغرب والعكس.

 

قدوة يحتذى

من هنا، قالت نرمين الخنسا (رئيسة اللجنة الثقافية في النادي الثقافي العربي) عند افتتاح المعرض، ان 57 سنة تعتبر «مشوار عمر مجبول بالجهد وبالارادة والاصرار والتصميم، ولو كان لبيروت لسان لنطقت وشهدت وشكرت مَنْ أسس لها هذا المعلم الثقافي الكبير الذي حمل في القلب وفي الوجدان قبل ان يحمل على الاكتاف»، مشيرة الى من واكب هذا المعرض منذ تأسيسه وكان له المدير العام على امتداد 57 سنة، ألا وهو الاستاذ سميح البابا الذي يعتبر  قدوة  يحتذى به.

نقطة جذب وطنية
رئيس «النادي الثقافي العربي» فادي تميم، لفت الى ان «النادي»: «شكّل على مدى تاريخه، نقطة جذب وطنية في العالم العربي، وهو لطالما كانت وحدة لبنان ودوره الوطني والعربي هي خياره، وهو لذلك كان وما يزال ساعياً حتى يبقى لبنان وجه العروبة ولسانها ومنارتها في الفكر والابداع والثقافة والتألق»، معتبراً «نحن في النادي ويؤازرنا الكثير من اللبنانيين، لن تثنينا المناكفات السياسية عن القيام بدورنا الاساسي في تعزيز هذه الوحدة وهذا الدور».
ومن موقعه كرئيس للنادي الثقافي العربي، دعا فادي تميم «كل المثقفين والمهتمين للتلاقي والتعاون وتكثيف  الجهود لتوسيع مساحة الثقافة الوطنية في لبنان لننقذ الامل في المستقبل قبل ان تحاصرنا جحافل الطاغوت بكل اسمائها القديمة والجديدة».

زرّاع يجنون فاكهة للعقل
وكما في كل مرّة، وباعتبار ان في الاعادة افادة قالت نقيبة «اتحاد الناشرين اللبنانيين» سميرة عاصي: «نحن نريد للبنان ان يبقى ونريد الدولة ان تولي اهتماماً اكبر بقطاع النشر الذي هو من القطاعات القليلة التي تعمل على ابراز صورة لبنان الحضارية وتسهم فاعلة في تطوير الاقتصاد. فالناشرون زرّاع يجنون فاكهة للعقل هي أنفس بضاعة يصدرها لبنان الى الوطن العربي والعالمي. لقد كان قطاع النشر واحداً من اهم مصادر انعاش الاقتصاد خلال سنوات الازمة، لكن هذا القطاع لم يلق من الدولة ما يستحق من رعاية ومن تشريع».

 

مركز تلاق فكري
واخيراً، تحدث رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الذي رعى حفلة افتتاح المعرض، قائلاً: «هذا الحدث الذي بات سنوياً في عاصمة العرب جميعاً، بيروت التي كانت ولا تزال تشكل مركز تلاق فكري ومساحة للتعبير الحر للمثقفين العرب والاجانب، من كتّاب وأدباء وصحافيين ومبدعين في كل المجالات، ستبقى المنارة المشعة والفاتحة ذراعيها لجميع الناس، الشاهدة على كل التحولات، والمساهمة دائماً في تعزيز المكتبة العربية، وما المشاركة الكثيفة التي تشهدها في هذا الحدث، رغم الظروف  الصعبة، التي تمرّ بها، الا الدليل الساطع ان دور لبنان رائد، وهو البلد الذي يفخر بحسن علاقاته مع كل اشقائه العرب من دون استثناء، يمدّ يديه لتتشابك مع ايادي العلم والخير والعطاء».

ا. د

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق