الأسبوع الثقافي

شعر: «… ولو بعد حين!» للشاعر بدوي الحاج

كتاب «… ولو بعد حين!» للشاعر بدوي الحاج، الصادر حديثاً، يتمحور حول ثلاثة عناوين، هي: المرأة – الوطن – الروح.
بدوي الحاج يكتب القصيدة الحاملة في جوهرها الحب والثورة والحرية، وذلك بأسلوب السهل الممتنع، وببساطة وعمق معاً.
هذا الشاعر لم يأت الى مملكة الشعر من فراغ، بل انه يختزن في داخله الكثير من الأفكار والرؤى، والكثير من هموم الحياة، فهو إبن هذه الأرض، فيها عاش وترعرع، ومنها انطلق الى العالم، بحثاً عن المغامرة والآفاق الجديدة… وقد عبّر عن هذه التجربة الحياتية بصدق وشفافية.
في قصيدة قصيرة بعنوان «أنا» يقول بدوي الحاج:
تدور وتدور حولي…
تسألني من أنا؟
أنا الحب، أنا الهوى
أنا عاشق قتله النّوى..!

 

وفي مطلع قصيدة بعنوان «باب جدّتي» يقول:
سأغيب وأعود…
دون أن تشعرين!
فالثقب في باب بيت جدّتي
مشتاق لمفتاحه…

كتب مقدمة الكتاب الأديب والصحافي أسعد الخوري، بأسلوبه المشرق ورؤيته البعيدة المدى، مستحضراً طفولة الشاعر بدوي الحاج:«كان فتى صغيراً يركض وراء الشمس والفراشات في البراري الخضراء. يعشق طيور أيلول المهاجرة عبر الأوطان والقارات. هي الطيور مثال لحب المغامرة في فضاء لا متناه…».
ويضيف: «كانت رائحة التراب المبلول بمطر الحلم والعشق والأمل تدفعه لتدوين كلمات الحب والحرية».
الى أن يقول: «في دنيا الله الواسعة، في المقلب الآخر من الأرض عمل وتعب ونجح. علمته قساوة الهجرة فن الحياة. كبر الحنين في الفؤاد، في القلب المشتعل بحب الوطن، وبساتين الهوى، في القرية المجبولة بالبساطة وجمال العيش».
وتابع أسعد الخوري قائلاً: «بقي الشعر صديقه في الزمن الصعب. بقي الشعر ملهمه في سويعات الحنين الى الأهل، الى الأم التي لا ترى الدنيا إلا في صوت الغائب الحاضر. الى الأب القلق على عصافير الدار «تنقر» الحبة تلو الحبة وتطير «بملء» الجناحين الى البعيد».
وخلص الى القول: «المهندس بدوي الحاج، شاعر يخرج من أحواض الصنوبر والشربين والسنديان. يخرج الى رحاب وطن ممّزق، يريده موحّداً، قوياً، ثائراً، قادراً على مواجهة شمس الحياة!».

اسكندر داغر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق