الفلسطينيون يرفضون وعد ترامب بأن ما سيحصلون عليه مقابل القدس سيكون «جيداً جداً»
رفض القادة الفلسطينيون الأربعاء وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهم بأن ما سيحصلون عليه مقابل اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل سيكون «جيداً جداً».
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية عن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد التميمي قوله إن تصريحات ترامب التي أكد فيها سحب قضية القدس عن طاولة المفاوضات «هي استمرار للسياسة الأميركية المنحازة لإسرائيل، واستمرار للأوهام التي تعيشها والمتمثلة بإمكانية تطبيق صفقة القرن بدون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، في أي تسويات مستقبلية».
وفي 6 كانون الأول (ديسمبر) 2017 أعلن الرئيس الاميركي الاعتراف رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها من تل أبيب.
ولقي القرار الأميركي رفضاً من المجتمع الدولي وأثار غضباً فلسطينياً عارماً إذ اعتبره الفلسطينيون إنكارا لحقهم في السيادة على القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل وقرروا تجميد العلاقات مع الإدارة الأميركية.
ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
وتَرافَق افتتاح السفارة الأميركية في القدس في 14 أيار (مايو) مع تظاهرات حاشدة ومواجهات عند الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل أسفرت عن مقتل 63 فلسطينياً بنيران الجيش الإسرائيلي.
والثلاثاء دافع ترامب خلال زيارته إلى ولاية غرب فرجينيا عن خطوته، معتبراً أنها مهدت الطريق لمفاوضات مستقبلية.
وقال ترامب «إذا تحقق السلام يوماً مع الفلسطينيين، تذكروا ما قلته، بأن ما فعلناه كان جيداً لأننا قمنا بسحب (قضية القدس) عن طاولة المفاوضات، لأن كل محادثات السلام توقفت عند قضية القدس».
وتابع الرئيس الأميركي «أتعلمون، في المفاوضات (المستقبلية) سيتعين على إسرائيل دفع ثمن أكبر لأنها نالت مكسباً كبيراً».
وأضاف «الآن بعد إزاحة (قضية القدس) عن طاولة المفاوضات، لم يعد هناك ما يستدعي التفاوض. لكن ما سينالونه (الفلسطينيون) سيكون جيداً جداً لأن دورهم هو التالي».
وأدت خطوة ترامب إلى تعقيد جهود الإدارة الأميركية من أجل التوصل إلى ما وصفه بـ «صفقة القرن» بعدما رفض الفلسطينيون أي وساطة أميركية مستقبلية.
والأربعاء أعرب مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جون بولتون عن أمله بتخطي القيادة الفلسطينية قضية السفارة.
وفي ختام زيارة إلى إسرائيل استمرت ثلاثة أيام قال بولتون للصحافيين «أتوقّع أن يقول الفلسطينيون حسنا لم نحصل على ذاك (المطلب) الآن نريد شيئا آخر وسنرى كيف تسير الأمور».
في المقابل، رفض أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الأربعاء تصريحات بولتون مشدداً على أنه لا يمكن الحديث عن السلام دون أن تكون القدس عاصمة لدولة فلسطين.
وأعلن عريقات في بيان أن «كلام بولتون هراء ولا يمت للواقع بصلة».
وتابع أمين سر منظمة التحرير «لا يمكن الحديث عن السلام دون أن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967».
بدوره قال المتحدث باسم حركة فتح وعضو مجلسها الثوري أسامة القواسمي، في تصريح للوكالة الفلسطينية إن ترامب بإعلانه إزالة القدس عن طاولة المفاوضات «أخطأ خطأً فادحاً عندما ظن أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، يمكن أن تقبل بالفتات أو أنصاف الحلول، أو دولة أو حل دون القدس».
ا ف ب