رئيسيسياسة عربية

اسرائيل تستقبل مهمة بلينكن بمعارك عنيفة في خان يونس وتسقط مئة قتيل

يواصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء جولته في الشرق الأوسط سعياً للتوصل إلى هدنة في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة التي تقترب من دخول شهرها الخامس.
وبعدما بدأ الإثنين في السعودية جولته الخامسة في المنطقة منذ اندلاع الحرب، يصل بلينكن صباح الثلاثاء إلى مصر قبل التوجه مساء إلى قطر، الدولتين اللتين تقومان مع واشنطن بجهود وساطة من أجل الهدنة، على أن يتوجه بعد ذلك إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة.
وقبل وصول بلينكن، أجرى وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه محادثات الإثنين مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين سعياً للدفع باتجاه هدنة، ودعا إلى «تسوية سياسية شاملة بين دولتين تعيشان بسلام جنباً إلى جنب».
وبموازاة المساعي الدبلوماسية والمحادثات، يتواصل القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة في قطاع غزة حيث أعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس سقوط 99 قتيلاً بين مساء الإثنين وصباح الثلاثاء، مشيرة إلى وقوع ضربات جوية وقصف مدفعي في منطقتي رفح وخان يونس في جنوب القطاع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يخوض «معارك عن قرب» في خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة.
وأكدت مصادر في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس أن المعارك تتركز في مناطق البطن السمين وحي الأمل وقيزان النجار بخان يونس.
كما أشارت الى معارك عنيفة في المناطق الغربية بمدينة غزة في شمال القطاع.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني الثلاثاء إن الجيش الإسرائيلي قام بإجلاء حوالي ثمانية آلاف نازح من مستشفى الأمل ومقرّ الجمعية في خان يونس. وبقي في المستشفى الذي تطوقه القوات الإسرائيلية «40 نازحًا من كبار السن إضافة إلى حوالى 80 مريضًا وجريحًا و100 من الطواقم الإدارية والطبية، وحياتهم مهددة بخطر الموت في ظل استمرار الحصار».
وتقول إسرائيل إنّ عناصر حماس أعدّوا في خان يونس لهجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) غير المسبوق على أراضيها، وبأنّ كبار مسؤولي حماس يختبئون في المدينة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مساء الإثنين إنّ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار المتحدّر من خان يونس «أصبح الآن إرهابياً فارّاً» و«ينتقل من مخبأ إلى آخر» وهو »غير قادر على التواصل» مع أوساطه.

«هل سنموت؟»

واستهدفت الضربات الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية رفح في أقصى جنوب القطاع على الحدود مع مصر، حيث يتكدس أكثر من 1،3 مليون نازح وسط ظروف إنسانية ومعيشية يائسة، بحسب الأمم المتحدة.
وقال محمد خزعات الذي فرّ من المعارك في شمال القطاع لوكالة فرانس برس «لا مكان آمناً، لا مكان على الإطلاق، إلى أين نذهب؟ ماذا نفعل؟ هل سنموت؟».
وروى أنه كان في منزل أمس في رفح مع أفراد من عائلته «حين سمعنا فجأة دوي قصف. انهار السقف بكامله علينا… بدأت أبحث عن أولادي وإخوتي وأخواتي وأولادهم، لم أكن أرى أيا منهم، كان الغبار يغطي عينيّ، وجدت ابنتي مصابة».
وأصيب خمسة أفراد آخرون من العائلة.
وتقدّم الجيش الإسرائيلي نهاية الأسبوع الماضي جنوباً باتّجاه المدينة الحدودية، محذّراً من أنّ قواته البرية قد تدخل رفح في إطار العملية الرامية «للقضاء» على حماس.
وأسفر هجوم حماس على إسرائيل عن مقتل أكثر 1160 شخصاً، معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية.
كذلك، احتُجز في الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إنّ 132 بينهم ما زالوا في غزة، و28 منهم على الأقلّ يُعتقد أنّهم قُتلوا، بحسب أرقام صادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وترد إسرائيل بحملة قصف مركز أتبعت بهجوم بري واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 27478 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.

الهدنة

وأتاحت هدنة أولى استمرت أسبوعا في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر إدخال مساعدات إلى القطاع وإطلاق سراح 105 رهائن مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين.
ويناقش بلينكن خلال جولته الجديدة في المنطقة مقترح هدنة أعدّ خلال اجتماع في أواخر كانون الثاني (يناير) في باريس بين رئيس الاستخبارات الأميركية المركزية وليام برنز ومسؤولين مصريين وإسرائيليين وقطريين، ولم توافق عليه بعد لا إسرائيل ولا حركة حماس.
وأفاد مصدر في الحركة بأن الاقتراح يشمل ثلاث مراحل وينصّ في المرحلة الأولى على هدنة تمتدّ على ستة أسابيع تطلق خلالها إسرائيل سراح ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني، في مقابل الإفراج عن 35 إلى 40 رهينة محتجزين في غزة، على أن يتسنّى دخول ما بين 200 إلى 300 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة.
إلا أن حركة حماس التي تحكم غزة منذ 2007، أعلنت أنها لم تتخذ أي قرار بشأن المقترح، وهي تطالب بوقف إطلاق نار وليس هدنة جديدة.
وتشدّد إسرائيل في المقابل على أنها لن توقف نهائيا حربها على غزة إلا بعد «القضاء» على حركة حماس وتحرير كلّ الرهائن وتلقّي ضمانات بشأن الأمن في أراضيها.
وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإثنين أن «حماس لديها مطالب لن نقبل بها».

ليتران من الماء

وسيشدد بلينكن في إسرائيل على ضرورة «الاستجابة بشكل عاجل إلى الاحتياجات الإنسانية» في القطاع المحاصر الذي يواجه أزمة إنسانية كبرى.
ويزداد الوضع الإنساني شدة في منطقة رفح حيث بات يتكدس نصف سكان القطاع، فيما ينضم إليهم آلاف النازحين الجدد يومياً.
وأعلنت الأمم المتحدة أن الوافدين الجدد إلى رفح لا يحصلون إلا على ليتر ونصف إلى ليترين من الماء يومياً لكل شخص للشرب والطهي وللنظافة الشخصية، محذرة من أن حالات الإسهال المزمن لدى الأطفال تزداد بشكل سريع.
وما يزيد الوضع مأساوية تعليق أكثر من عشر دول على رأسها الولايات المتحدة تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إثر اتهامات إسرائيلية بضلوع 12 من موظفيها في هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
ويركز التحرك الدبلوماسي أيضاً على منع توسع التصعيد في المنطقة، مع ازدياد الهجمات التي تشنّها مجموعات مدعومة من إيران تضامناً مع حماس ضد إسرائيل وحلفائها، ما دفع الولايات المتحدة لتنفيذ ضربات مضادّة.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق