سياسة لبنانية

ماذا دار بين البابا ومدير الأمن العام

استقبل البابا فرنسيس في الفاتيكان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم يرافقه وفد من كبار ضباط المديرية… وفي هذه الزيارة يمكن تسجيل الملاحظات الاتية:
1- اللقاء استثنائي ويشكل سابقة بروتوكولية، إذ لم يسبق لبابا الفاتيكان أن التقى في مقره غير رؤساء الجمهورية والحكومات. ولم يحصل أن التقى رئيس جهاز أمني من لبنان أو غيره.
2- الطابع الودي للقاء الذي خرج عن البروتوكول والتقليد:
خلوة بين البابا فرنسيس واللواء ابراهيم دامت عشر دقائق، وتركز في خلالها البحث على تطورات المنطقة والوضع المسيحي حيث أبدى البابا اهتماماً في ما يتعلق برئاسة الجمهورية.
القداس الخاص الذي أقامه البابا في كنيسة صغيرة في جناحه وترأسه شخصياً وحضره اللواء ابراهيم والوفد المرافق.
الهدية الرمزية التي قدمها ابراهيم الى البابا وهي أيقونة تعود الى القرن الثامن عشر.
3- المواقف التي أعلنها البابا خلال اللقاء والخلوة وأبرز ما فيها أن الصراع في الشرق الأوسط ليس بين المسيحية والإسلام وإنما بين الخير والشر وبين النور والظلمة، وفي النهاية سينتصر الخير على الشر والنور على الظلمة. وإذ نوّه البابا بأعمال وإنجازات «الأمن العام اللبناني»، لا سيما مساهمته في تحرير راهبات معلولا، أكد أنه مستمر في مساعيه وجهوده لمساعدة لبنان على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها وتفادي الحرائق المشتعلة من حوله.
4- لقاء البابا مع اللواء ابراهيم جاء بعد لقاء البابا مع الرئيس الأميركي باراك أوباما وبعد زيارة وفد فاتيكاني الى لبنان… الفاتيكان يبدي قلقاً عميقاً حول المسيحيين والخشية من أن يدفعوا ثمناً يُنهي وجود من تبقّوا في الشرق. والبابا فرنسيس وخلال لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما طرح أمامه وبإلحاح هذه الهواجس، مركزاً على وضع المسيحيين في سوريا ولبنان. ومنذ بضعة أسابيع، زار وفد من متخصصين في الإدارة الفاتيكانية لبنان بعيداً عن الأضواء والتقى مسؤولين سياسيين محددين، إضافةً إلى مسؤولين عسكريين وأمنيين، وفي طليعتهم اللواء ابراهيم. وكان واضحاً تركيز الوفد على إبعاد المسيحيين عن الصراع المرعب الذي يزلزل الشرق الأوسط.
ورأى البابا فرنسيس أن انقسام المسيحيين اللبنانيين هو الذي يحول دون انتخاب رئيس للجمهورية. وكشف خلال لقائه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في عطلة نهاية الأسبوع الماضي أنه ناقش الملف الرئاسي اللبناني خلال اللقاء الذي جمعه بالرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض في الثالث والعشرين من أيلول (سبتمبر) المنصرم.
وبعدما سمع البابا فرنسيس توكيداً من ابراهيم حول أهمية تثبيت وجود المسيحيين في الشرق، تعزيزاً لمنطق حوار الحضارات الذي ينادي به الفاتيكان، سأله عن ماهية الخطوات التي يمكن ان تخدم هذا الاتجاه، فأجاب الضيف اللبناني بوجوب انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت ممكن لأن المسيحيين في المنطقة ينظرون الى رئيس لبنان بوصفه رئيساً لكل مسيحيي الشرق، كونه آخر موقع مسيحي في المنطقة على هذا المستوى. ورد البابا فرنسيس واعداً ببذل أقصى ما يمكن من جهد لأجل انتخاب رئيس لبناني جديد.
(كشفت أوساط رفيعة على صلة بالدوائر الفاتيكانية أن البابا فرنسيس كتب رسالة الى الزعماء المسيحيين الموارنة (لم يحدد المصدر هويتهم)، وطلب منهم “الاتحاد والتضامن من أجل انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية”. وأثناء زيارة البابا الى الولايات المتحدة الأميركية تلقى عشرات الرسائل النصية، عبر الهواتف المحمولة لمعاونيه، من مسؤولين لبنانيين وشخصيات على علاقة بالفاتيكان، لتذكير الحبر الأعظم بإثارة الموضوع الرئاسي اللبناني مع الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقد أثار البابا فرنسيس موضوع لبنان فعلياً بحسب تأكيد هذه الأوساط، وينتظر المعنيون في الفاتيكان التقرير الذي سيرفعه البابا الى الدوائر المعنية في الفاتيكان لمعرفة رد الرئيس الأميركي.
وتقول هذه الأوساط إن البابا فرنسيس «حزين جداً لما آل إليه الوضع الرئاسي اللبناني، وهو يريد أن يزور لبنان ضمن جولة له في المنطقة ستشمل أيضاً سوريا والأردن، وقد بدأ الإعداد لها في الدوائر الفاتيكانية المختصّة. ولكنه لن يزور لبنان قبل انتخاب رئيس للجمهورية»).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق