سياسة لبنانية

سلام: انجاز الاستحقاق البلدي أثبت أنه ليس مستحيلاً انتخاب رئيس ومجلس نيابي

أكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في كلمة ألقاها في افتتاح منتدى الاقتصاد العربي 2016، أن «الانتخابات البلدية والاختيارية أسقطت كل الذرائع عن عجز اللبنانيين عن خوض غمار الانتخابات بطريقة سلمية وحضارية وأثبتت أن الدولة ومؤسساتها وقواها الأمنية، قادرة على إدارة وحماية أكثر التحديات الإنتخابية صعوبة وتعقيداً، وبين أنه ليس مستحيلاً البناء على هذا الانجاز، للتقدم نحو إعادة بناء هيكلنا الدستوري وأول ركائزه رئاسة الجمهورية ووضع قانون انتخاب عصري».
وقال: «يطيب لي بداية أن أرحب بجميع رجال الاعمال والاقتصاد والمصرفيين المشاركين في هذا المنتدى، وخصوصاً اشقاؤنا العرب الذين يحرصون عاماً بعد عام، على عدم تفويت هذه المناسبة، لتجديد الصلة بينهم وبين وطنهم الثاني لبنان. وأقول لضيوفنا الكرام من جمهورية مصر العربية، التي لها في قلوب اللبنانيين مكانة خاصة، ولإخواننا من دول مجلس التعاون الخليجي والاردن والسودان وموريتانيا وكل بلاد العرب: أهلاً ومرحباً بكم، بالأمس واليوم وغدا، إخوة أعزاء في بلد كنتم له دائماً خير سند ومعين، وهو لكم أبداً حافظاً للعهد».
وقال: «أود أن أغتنم هذه المناسبة لأوجه من بيروت، تحية حارة الى قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي يخوض اليوم مع إخوانه، غمار تجربة تطويرية كبيرة، عنيت بها الخطة التي أطلق عليها إسم «الرؤية الاقتصادية 2030. إننا نتطلع بكثير من الاهتمام، إلى الخطوات الأولى في هذه المسيرة النوعية الطموحة، ونتمنى لها النجاح في تحقيق ما يعود بالخير على الشعب السعودي الشقيق».
أضاف: «بعد أسبوعين، ننهي للأسف عامين كاملين من الشغور الرئاسي، الذي يشكل إساءة بالغة للبنان واللبنانيين، ويعكس عجزاً مخجلاً للطبقة السياسية عن الخروج من أسر المصالح الداخلية والارتباطات الخارجية، وعن حفظ الأمانة التي أعطاها إياها الناس، لتدبير شؤونهم ورعاية مصالحهم. إن هذا التقصير المتمادي، هو السبب الأساس لما تعاني منه المؤسسات من شلل وتعثر، مع ما يعنيه ذلك من تعطيل لعدد كبير من القضايا المتعلقة بحاجات اللبنانيين المباشرة والبعيدة الأمد».
وتابع: «إنها أيضاً تعكس أسوأ صورة ممكنة عن البلد، في وقت يحتاج لبنان – كما نعرف جميعا والاقتصاديون في مقدمتنا – إلى صورة توحي للمستثمر بالثقة التي لا وجود لها من دون استقرار سياسي. إن هذا الواقع، هو أحد الاسباب الرئيسية لغياب النمو والتراجع الكبير في النشاط الاقتصادي، بالاضافة طبعاً الى الأسباب الخارجية الأخرى وأولها التطورات المأسوية الجارية في سوريا، والتي تركت تأثيرات سلبية هائلة على الاقتصاد اللبناني، لعل أبرزها الأعباء الكبيرة لملف النزوح السوري».
وقال: «شكلت المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية التي جرت يوم الأحد الماضي، فسحة مضيئة وسط الاجواء الملبدة المحيطة بنا، ومتنفساً للبنانيين المحرومين منذ سنوات طويلة من ممارسة حقهم الديموقراطي. إن هذه الانتخابات، التي نأمل أن تنجز بالسلاسة والنجاح عينهما في محطاتها الثلاث المقبلة، بثت بعض الروح في الحياة السياسية، وأعادت للمواطن حقه الطبيعي في اختيار من يمثله في إدارة الشأن العام، وأسقطت كل الذرائع عن عجز اللبنانيين عن خوض غمار الانتخابات بطريقة سلمية وحضارية. والأهم من كل ذلك، أن هذه الانتخابات، التي تمثل إنجازاً لوزارة الداخلية وأجهزتها، أثبتت أن الدولة ومؤسساتها وقواها الأمنية، قادرة على إدارة وحماية أكثر التحديات الإنتخابية صعوبة وتعقيدا، في حال توافر النية السياسية لدى الاطراف والقوى الوطنية».
أضاف: «ليس مستحيلاً البناء على هذا الانجاز، للتقدم نحو محطات أخرى من الممارسة الديموقراطية، من أجل إحياء حياتنا السياسية وإعادة بناء هيكلنا الدستوري، وأول ركائزه رئاسة الجمهورية. ليس مستحيلاً التوصل إلى قانون انتخاب عصري، والذهاب نحو انتخابات عامة تعيد تجديد المجلس النيابي. ليس مستحيلاً تعميق الحوارات السياسية القائمة، للوصول الى توافقات تعزز الاستقرار الراهن، وتحصن لبنان من آثار الحرب المؤلمة الدائرة في سوريا، في انتظار عودته إلى ما نريد وتريدون. وجهة مثالية للاستثمار، وواحة استثنائية للأعمال، ومنصة فريدة للتجارة والصناعة والعمل المصرفي».
وتابع: «على رغم كل الأوضاع الداخلية الصعبة والظروف الخارجية الأصعب، فإن ما يمتلكه لبنان من خصائص، وبنى مؤسساتية راسخة، ونظم تشريعية محفزة للاستثمار، ووضع نقدي متين، وقطاع مصرفي متقدم، واستقرار أمني كبير، وما يختزنه من خبرات بشرية، أرى الكثير منها بينكم اليوم، تجعل منه مكاناً ملائماً للنشاط الاقتصادي والاستثماري بكل أشكاله. وهذه السمات نفسها، هي التي تؤهل لبنان ليكون منصة انطلاق لمشاريع إعادة الإعمار في سوريا العزيزة، حين تصمت المدافع، في يوم نأمله قريباً بإذن الله، وينادي المنادي أن حان وقت السلام».
وختم: «في ختام كلمتي، أود أن أوجه تحية إلى الهيئات الاقتصادية كافة وإلى القطاع الخاص الذي يكافح للصمود، ويبذل جهوداً جبارة للاستمرار، رغم كل المعوقات والظروف الداخلية والخارجية الصعبة. مرة أخرى، نرحب بضيوفنا الكرام في لبنان، ونتمنى لمؤتمركم كل النجاح، ونحيي جهود مجموعة «الاقتصاد والاعمال» المنظمة لأعمال هذا المنتدى».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق