أبرز الأخبارسياسة عربية

الامم المتحدة تحذر من ان اليمن بات على حافة «الانهيار»

حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس من ان اليمن بات على حافة «الانهيار»، في حين سيطر تنظيم القاعدة على معسكر اللواء 19 مشاة في محافظة شبوة بجنوب اليمن بعد مواجهات اسفرت عن سبعة قتلى من الطرفين.

وعرض الامين العام للامم المتحدة امام مجلس الامن نتائج زيارته الى السعودية والامارات حيث اجرى محادثات ركزت على «منع الحرب الاهلية في اليمن» كما قال.
واضاف بان كي مون امام اعضاء المجلس الـ 15 ان «اليمن ينهار امام انظارنا، ولا يمكن ان نتنحى جانباً ونتفرج».
واضاف «يجب ان نقوم بكل شيء لمساعدة اليمن على تجنب الانهيار».
وفي معرض «التحديات» التي يواجهها اليمن، تحدث بان كي مون عن «ازمة سياسية خطيرة» و«توترات انفصالية متزايدة في جنوب» البلاد و«ازمة انسانية خطيرة» اصبحت تطاول 16 مليون شخص.
من جهته، قال مبعوث الامم المتحدة الخاص الى اليمن جمال بن عمر للمجلس عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة «اليوم يقف اليمن على مفترق طرق، اما الانزلاق الى حرب اهلية والتفكك او ان البلاد ستجد سبيلاً لتطبيق الانتقال» السياسي.
واكد ان الامم المتحدة ورغم الصعوبات «لن تغادر البلاد وتؤكد مجدداً التزامها بمساعدة اليمن». وقال «رغم كل العراقيل، لا يزال بامكان اليمنيين النجاح» في عملية الانتقال الديموقراطي التي بدأت قبل اربع سنوات.
ميدانياً، افاد مسؤول محلي «قتل ثلاثة جنود واربعة من القاعدة في اشتباكات انتهت بسيطرة انصار الشريعة (التسمية التي تتخذها القاعدة في الجنوب) على معسكر اللواء 19 مشاة في بيحان» التابعة لمحافظة شبوة.
واكد تنظيم القاعدة في بيان عبر تويتر السيطرة الكاملة على معسكر «اللواء التابع للجيش المتحوث»، نسبة الى المسلحين الحوثيين الشيعة.
ونشر التنظيم صوراً لعناصره داخل المعسكر ولعدد من جنود اللواء 19 الذين تم اسرهم فضلاً عن صور لعناصر التنظيم وهم يرفعون رايتهم على بوابة المعسكر.
وتمكن مسلحو القاعدة من احتجاز عشرات الجنود.
الا ان مصدراً قبلياً اكد الافراج عن الجنود بعد وساطة قبلية وبعد تخلي الجنود عن اسلحتهم.
وفي هذا السياق، قال مصدر عسكري في شبوة لوكالة فرانس برس ان عناصر القاعدة استولوا على كميات كبيرة من الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة من هذا المعسكر.
واضاف لوكالة فرنس برس ان «المعدات التي تم نهبها من المعسكر هي 30 دبابة و90 مركبة عسكرية و25 مصفحة و28 مدفعاً».
ويأتي ذلك فيما يغرق اليمن في ازمة سياسية وامنية، من دون رئيس جمهورية او حكومة وفي ظل سيطرة المسلحين الحوثيين الشيعة على صنعاء.
ومن جهتهم، اعتبر الحوثيون ان اغلاق السفارات الغربية في العاصمة اليمنية «غير مبرر» مؤكدين في الوقت عينه استعدادهم لاعادة المركبات الاميركية التي استولوا عليها للامم المتحدة.
وقال حسين العزي مسؤول العلاقات الخارجية في «أنصار الله»، التسمية التي يتخذها الحوثيون، ان «القرارات التي اتخذتها بعض الدول الغربية باغلاق سفاراتها في صنعاء غير مبررة على الإطلاق».
وقال العزي في تصريحات نقلتها وكالة الانباء اليمنية إن «هذه القرارات تندرج فقط في سياق الضغط على شعبنا في ما صنعه من تحولات عظيمة على طريق عزته وكرامته وسيادته واستقلاله وامتلاك قراره السياسي».
وأضاف «نحن على ثقة في أن حكومات الدول الشقيقة والصديقة الحريصة على تطوير وتعزيز العلاقات مع بلدنا الكبير والعظيم ستدرك في القريب العاجل بأن مصلحتها تقتضي التعاطي الايجابي مع ارادة الشعب اليمني الواجبة الاحترام».
ورفض المسؤول الحوثي اعتبار السيطرة على المركبات التي تركها الطاقم الدبلوماسي الاميركي في المطار استيلاء عليها.
وقال العزي «لقد كان من الطبيعي أن يتركوا سياراتهم لان طائراتهم لا تتسع لها ومن الطبيعي جداً أن تعمل سلطات المطار على حفظها وحمايتها خصوصاً بعد أن ظهرت مؤشرات الاختلاف والطمع حولها بين بعض سائقيها من عاملين وموظفين محليين لدى السفارة نفسها».
واضاف «سلطات مطار صنعاء جاهزة لتسليم هذه السيارات لأي جهة موثوقة كمكتب الأمم المتحدة». ويسيطر الحوثيون على مطار صنعاء منذ اشهر.
واغلقت الولايات المتحدة و دول اوروبية عدة منها فرنسا وبريطانيا، سفاراتها الاربعاء في صنعاء واجلت اطقمها الدبلوماسية على خلفية اشتداد الازمة السياسية والامنية مع صعود المسلحين الحوثيين الشيعة الذين يحاولون تثبيت دعائم سيطرتهم على البلد.
وسارع موظفو السفارة الاميركية الى الخروج من البلاد وتركوا خلفهم السيارات الدبلوماسية والعربات المدرعة التي استولى عليها المسلحون.
واستولى عناصر الميليشيات الشيعية على ثلاثين سيارة اميركية في مطار صنعاء بعيد مغادرة السفير الاميركي.
ويأتي ذلك فيما تابعت الاطراف اليمنية حواراً برعاية الامم المتحدة ومبعوثها الخاص جمال بن عمر للخروج من الازمة العميقة واطلاق مرحلة انتقالية جديدة بعد استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة.
واكد مشاركون في الجلسة الحوارية التي عقدت مساء الاربعاء ان المحادثات لم تحقق اي اختراق مع تمسك الحوثيين بـ «الاعلان الدستوري» الذي اصدروه الجمعة وحلوا بموجبه البرلمان مع تشكيل لجنة امنية لادارة شؤون البلاد بانتظار تشكيل مجلس رئاسي.
وسيطر الحوثيون في 21 ايلول (سبتمبر) على صنعاء ووقعوا في اليوم ذاته على اتفاق للسلام وتقاسم السلطة مع باقي الاحزاب، الا ان تنفيذ الاتفاق فشل.
وفي 20 كانون الثاني (يناير) سيطروا على دار الرئاسة، ثم ابرموا اتفاقاً جديداً مع الرئيس هادي، لكنه فشل مجدداً ما دفع بالرئيس الى الاستقالة مع الحكومة.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق