أبرز الأخبارالاقتصادمفكرة الأسبوع

القيادة الصينية تحذّر من «صعوبات» اقتصادية بعد مؤشرات دون المتوقع

حذّرت القيادة الصينية الإثنين من أن اقتصاد البلاد يواجه «صعوبات وتحديات» جديدة، بعد نشر مؤشرات جاءت إيجابية لكنها بقيت دون المتوقع لثاني أكبر اقتصاد في العالم.
جاء التحذير في اجتماع سنوي يعقده المكتب السياسي للحزب الشيوعي برئاسة الرئيس شي جينبينغ أواخر تموز (يوليو)، لمراجعة الوضع الاقتصادي للبلاد قبيل الإجازة الصيفية في آب (أغسطس).
وأتى اجتماع 2023 بعد أيام من نشر أرقام رسمية أظهرت أن الصين حقّقت نموّا متسارعا في الربع الثاني من العام، الا أن المؤشرات جاءت ما دون التوقعات وعززت الاعتقاد بأن عملية التعافي في مرحلة ما بعد رفع قيود كوفيد-19 بدأت تفقد زخمها.
ولفت المجتمعون الى أن «العملية الاقتصادية الراهنة تواجه صعوبات وتحديات جديدة، تعود بشكل رئيسي الى الطلب المحلي غير الكافي، والصعوبات التشغيلية لبعض الشركات، والمخاطر المرتفعة والأخطار المخفية في قطاعات أساسية، وبيئة خارجية معقّدة وحادّة»، وفق محطة «سي سي تي في» العامة.
ووفق خلاصات الاجتماع التي نشرتها القناة، أقرّ مسؤولو المكتب السياسي بضرورة أن تعمد الصين الى «تطبيق قانون تنظيمي محدد وفاعل للاقتصاد الكلّي، وتقوية تنظيم مواجهة التقلبات الدورية واحتياطات السياسات».
ودعوا الى بذل جهود لزيادة الطلب المحلي و«تعديل سياسات القطاع العقاري وتحسينها بطريقة مناسبة».

حوافز تدريجية

ووجد المسؤولون الصينيون أنفسهم في الفترة الماضية أمام دعوات متتالية لتحديد إجراءات للدعم الاقتصادي، بعد سلسلة من المؤشرات المخيبة للآمال.
وأعلنت بكين في 17 تموز (يوليو) تسجيل نموّ متسارع في الربع الثاني من العام الحالي بلغ 6،3 في المئة، الا أنه كشف نقاط ضعف يواجهها اقتصادها، اذ أظهرت أن المستهلكين ما زالوا على حذرهم.
وكانت هذه النسبة أعلى من المسجَّلة في الربع الأول (4،5%)، لكنها بقيت ما دون 7،1% التي توقعها محللون استطلعت وكالة فرانس برس آراءهم.
وأتى فشل الاقتصاد الصيني في تحقيق النسبة المتوقعة على رغم أن قاعدة المقارنة للعام الماضي كانت ما دون المعتاد، اذ كانت البلاد في حينه، خصوصاً الكثير من المدن الكبرى، تخضع لسلسلة من الإجراءات الاحترازية الواسعة النطاق لمواجهة الجائحة.
ووفق قاعدة المقارنة بين ربع وآخر التي تسمح بمقاربة أقرب الى الواقع الراهن، سجّل الاقتصاد الصيني نموّا بنسبة 0،8 بالمئة في الربع الثاني، أي أدنى بشكل ملحوظ من 2،2% التي سجّلها بين كانون الثاني (يناير) وآذار (مارس)، وهي كانت أول ربع كامل بعد رفع القيود لمواجهة كوفيد.
وعرفت مبيعات التجزئة المؤشر الرئيسي لاستهلاك الأسر في حزيران (يونيو) تباطؤاً جديداً. ومع أن مؤشر المبيعات سجل ارتفاعا بمعدل سنوي مع زيادة نسبتها 3،1% إلا أن وتيرته أقل بكثير من المعدل في أيار (مايو) مع 12،7%.
وبلغ معدل البطالة في صفوف الشباب بين 16 و24 عاماً، مستوى قياسياً جديداً في حزيران (يونيو) مع 21،3%.
أما النسبة الإجمالية للبطالة فبقيت عند 5،2 بالمئة، الا أنها تأخذ في الاعتبار المدن الكبرى حصراً.
ولم يخرج القطاع العقاري من أزمته، مع فشل بعض المطوّرين الكبار في انجاز المشاريع السكنية ما يدفع الشراة الى الاحتجاج والامتناع عن سداد القروض.
وبقيت الخطوات الملموسة محدودة على رغم أن المصرف المركزي الصيني خفّض معدل الفوائد في حزيران (يونيو) والسلطات تعهدت بدعم قطاع العقارات.
واعتبر المحلل في «ماكواير» لاري هيو في نشرة تحليلية أن «ما تجدر متابعته من هذا الاجتماع ليس إجراءات محددة ضمن السياسة (الاقتصادية)، بل توجّه (هذه) السياسة كما حدده القادة».
من جهته، اعتبر كبير الاقتصاديين في «بينبويت لإدارة الأصول» جيوي جانغ أن «الحكومة ذكرت «تقوية تنظيم مواجهة التقلبات الدورية»، لكن التوجه المتعلق بالسياسات النقدية والمالية لا يبدو مختلفاً بشكل كبير عن السابق».
واعتبر أن الدعوة الى دعم القطاع العقاري تؤشر الى أن الحكومة «أقرت بأهمية تغيير السياسة في هذا القطاع من أجل تحقيق استقرار في الاقتصاد».
من جهته، قلّل المحلّل هو من شأن التوقعات بأن تعمد السلطات الى إقرار حزمة حوافز كبرى بسرعة، بل رجّح «أن تواصل اعتماد خطوات تحفيزية متدرجة».
وكشفت الصين الجمعة سلسلة إجراءات لتحفيز شراء السيارات، إضافة الى غيرها من الخطوات للترويج للذكاء الاصطناعي واستخدام الالكترونيات.
وحقق إجمالي الناتج المحلي في 2022 زيادة بنسبة 3 بالمئة، وبقي دون الهدف الرسمي المعلن (5،5%).
وحددت الصين هدفاً لنمو إجمالي ناتجها المحلي لهذه السنة عند مستوى 5%. وعلى رغم أن هذه النسبة هي من الأدنى للصين خلال عقود، أقر رئيس الوزراء لي تشيانغ بأن تحقيقها سيكون صعباً.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق