سينما

«نوح»… اعتراض «الأزهر» وحظر في ثلاث دول عربية

يستعد أبطال فيلم «نوح» لمشاهدة عملهم الملحمي من خلال دور العرض في بلدان عدة أواخر الشهر الجاري، الفيلم من إنتاج أميركي ويسلط الضوء على قصة الطوفان وإنقاذ البشرية من الفناء. لكن جدلاً واسعاً أحاط بالفيلم الأميركي الذي حُظر في قطر والإمارات والبحرين ويتوقع حظره في مصر والأردن والكويت، وكان لافتا ان الفيلم وحد المسلمين والمسيحيين حوله، اذ فيما اثار انتقادات مجموعات مسيحية محافظة في الولايات المتحدة ترى أن مخرج الفيلم لم يلتزم برواية نوح كما جاءت في الإنجيل، فهو اثار ايضاً اهتمام الساحة السياسية والفنية مؤخراً في دول عربية اسلامية، وخصوصاً في مصر، لتذكر بما حدث في أعمال سينمائية سابقة طاولها مقص الرقيب أو منعت لأسباب دينية، وكان تحريم تجسيد الأنبياء القاسم المشترك في ما بينها، وابرزها: «الطوفان» و«نهاية العالم» و«إنقاذ البشرية» و«سفينة نوح».
اذ
طالب الأزهر في مصر، المؤسسة الأبرز التي تمثل المرجعية الرسمية في القضايا الدينية، بمنع عرض الفيلم باعتبار أن تجسيد الأنبياء يخالف الشريعة الإسلامية. ويتركز اعتراض الأزهر في أن الفيلم يمس الجانب العقائدي للمسلمين لأن الأنبياء لا يجوز تصويرهم.

الطوفان
تم تصوير فيلم «نوح»، الذي بلغت تكلفته 125 مليون دولار، في أيسلندا ونيويورك، وهو من إخراج دارين أرونوفسكى الذي شاركه في تأليف الفيلم الملحمي كل من أري هاندل
وجون لوغان. ويسلط المؤلفون الثلاثة الضوء على قصة «الطوفان» وإنقاذ البشرية من الفناء، ولذلك بذل المخرج ومساعدوه جهوداً كبيرة لتوفير جميع أنواع الحيوانات، التي اضطر النبي نوح لحملها على متن سفينته للحفاظ على أنواعها من الفناء، كما هو معروف.
وكان من المقرر أن يكون الفيلم من بطولة الممثل كريستيان بيل، لكنه اعتذر بسبب جدول أعماله المزدحم هذا العام، فوقع اختيار المخرج على الممثل الأميركي الشهير راسل كرو الذي يلعب دور البطولة في الفيلم بتجسيد شخصية النبي نوح ، إلى جانب نجوم كبار من أمثال إيما واتسون وجينيفر كونولي ولوغان ليرمان وآنطوني هوبكينز.
و
استخدم أرونوفسكي أحدث برامج المونتاج والغرافيك في إخراج الفيلم، لإظهار الطوفان كما تخيلته عقول البشرية عبر آلاف السنين.
وتردد ان بطل الفيلم راسل كرو ناشد بابا الفاتيكان فرانسيس الأول مشاهدة الفيلم مؤكدا أنه يبعث برسالة قوية ورنانة.
ومن
المقرر عرض فيلم «نوح» في دور السينما المصرية الأربعاء 26 آذار (مارس)، بينما سيعرض بدور العرض في الأرجنتين ولبنان وروسيا والبرتغال وأستراليا يوم 27 آذار (مارس)، وتم الإعلان عن عرضه بدور العرض الأميركية في 28 آذار (مارس)، كما يعرض باليوم عينه في كندا وكولومبيا والهند والمكسيك.
 
ح
ظر الفيلم
ومشاكل عرض الفيلم لم تتوقف عند مصر وحدها، فقد حظرت قطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة الفيلم لأسباب دينية حتى قبل عرضه الأول في أنحاء العالم.
وقال جمعة الليم مدير إدارة المحتوي الإعلامي في المجلس الوطني للإعلام في الإمارات «هناك مشاهد تتناقض مع الإسلام والإنجيل، ولذا قررنا عدم عرضه». وأكد الليم أنه «من المهم اح
ترام هذه الأديان وعدم عرض الفيلم». حسبما نقلت عنه وكالة اسوشيتد برس.

 

وفي تونس، قال فيصل روخ المتحدث باسم وزارة الثقافة إن الوزارة لم تتلق أي طلبات من شركات التوزيع السينمائي المحلية لعرض الفيلم.
لكنه أشار إلى أن الوزارة عادة لا تعرض الأفلام التي تجسد الأنبياء.

من جهة أخرى، أقرت إحدى دور السينما في الضفة الغربية عرض الفيلم.
وقال قدس المناصرة مدير سينما «كلاك» في الضفة الغربية إن «حقيقة أن بعض الدول في المنطقة تحظر الفيلم يزيد من متعة مشاهدته». وأضاف «إنه إنتاج ضخم، والقصة رائعة”.
واست
بعدت دول إسلامية أخرى إمكانية الموافقة على عرض الفيلم.

وقال محمد ظريف عضو الهيئة المركزية للرقابة على الأفلام في باكستان إنهم يتجنبون الأفلام التي تحمل أفكارا دينية. وأضاف «لم نر الفيلم بعد، لكن لا أعتقد أنه سيجد طريقه إلى دور السينما في باكستان».
ويذكر ان الفيلم سيعرض في دور السينما المصرية قبل يومين من عرضه في الولايات المتحدة. فيما أكد مدير غرفة صناعة السينما سيد فتحي أن مصير الفيلم لا يزال معلقاً، ولم يحسم بعد. فيما اعربت وزيرة الإعلام المصرية درية شرف الدين عن تأييدها والتزامها بموقف الأزهر.
واعتبر
ت هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، الجهة الحكومية المسؤولة عن إقرار محتوى الأعمال الفنية والسينمائية، أن الأزمة التي أثيرت حول الفيلم «مبالغ فيها».
وقال عبد الستار فتحي، مسؤول الأفلام الأجنبية في الهيئة، إن أ

 

زمة الأزهر مع فيلم “نوح” والمطالبة بمنعه «أخذت أكبر من حجمها»، وإنه يؤيد عرض الفيلم. وأوضح أن الفيلم بعيد تماما عن شخصية النبي نوح، ويمثل «رؤية لعهد قديم ولم يستوح أحداثاً أو قصصاً من القرآن أو التوراة».
ويبدو ان الجدل حول الفيلم امتد إلى منصات التواصل الاجتماعي ولا سيما بعد رفض الأزهر عرضه.
ويذكر أ
ن الضجة التي أثيرت حول الفيلم ليست الأولى من نوعها حيث عصفت بالساحة الفنية والسياسية في مصر أزمة مشابهة حينما عُرض فيلم «المهاجر» للمخرج الراحل يوسف شاهين لتناوله قصة مأخوذة عن حياة النبي «يوسف» من إنتاج عام 1997.
وأثيرت اعتراضات مماثلة ضد أعمال سينمائية أجنبية أبرزها فيلم «آلام المسيح» لميل غيبسون إنتاج عام 2004 و«الوصايا العشر» إنتاج عام1923 الذي يجسد قصة النبي «موسى» للمخرج سيسيل بي ديميل، والذي أعيد إنتاجه عام  1956 وأخرجه ديميل أيضاً.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق