بومبيو يحدد 12 شرطاً لاتفاق نووي جديد ويتوعد طهران بـ «أقوى العقوبات في التاريخ»

توعد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاثنين إيران قائلاً «لن تكون بعد الآن مطلقة اليد للهيمنة على الشرق الأوسط»، معلناً إستراتيجية جديدة تتضمن 12 شرطاً وتشكل ضغطاً كبيراً على طهران للتوصل إلى «اتفاق جديد». وحذر بومبيو بشدة الشركات الأوروبية التي ستستمر في القيام بأعمال تجارية في إيران في قطاعات محظورة بموجب العقوبات الأمريكية من أنها «ستتحمل المسؤولية».
هددت واشنطن طهران بفرض عقوبات «غير مسبوقة» إذا لم تلتزم بشروطها القاسية للتوصل إلى «اتفاق جديد» موسع بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران والذي وقع العام 2015.
وقال وزير الخارجية مايك بومبيو خلال عرضه «الإستراتيجية الجديدة» للولايات المتحدة بعد القرار الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب في الثامن من أيار (مايو) الحالي «لن يكون لدى إيران مطلقاً اليد الطولى للسيطرة على الشرق الأوسط».
وأثار الانسحاب الأميركي من الاتفاق المبرم قبل ثلاث سنوات بين القوى العظمى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا) وطهران لمنعها من حيازة القنبلة الذرية غضب الأوروبيين الذين حاولوا بدون جدوى التفاوض مع واشنطن للتوصل إلى حلول من شأنها أن «تشدد» هذا الاتفاق للتصدي لسلوك إيراني يعتبر «مزعزعاً لاستقرار» المنطقة.
وحلفاء الولايات المتحدة أكثر انزعاجاً لأن قرارها يفرض إعادة العمل بالعقوبات الأميركية بشكل كامل، مع تأثير جانبي ينددون به، وهو عدم قدرة الشركات الأوروبية العاملة في إيران على الوصول إلى السوق الأميركية، ما سيدفعها على الأرجح إلى التخلي عن استثماراتها في إيران.
وانتظر الاتحاد الأوروبي وخصوصاً باريس ولندن وبرلين خطاب بومبيو الذي وعد بتقديم رؤيته للمرحلة المقبلة.
لكن وزير الخارجية الأميركي، المعروف بخطابه المتشدد، لم يمد لهم يد العون. وطالب بـ «دعم» حلفاء الولايات المتحدة لإستراتيجيته.
ومع إدراكه الصعوبات التي تواجهها الشركات الأوروبية، فقد حذر بشدة الشركات التي ستستمر في القيام بأعمال تجارية في إيران في قطاعات محظورة بموجب العقوبات الأمريكية من أنها «ستتحمل المسؤولية».
وفي كلمته، انتقد التهاون في اتفاق 2015 كما يفعل ترامب دائماً.
وأعلن المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية أن بلاده ستمارس «ضغوطاً مالية غير مسبوقة على النظام الإيراني» مع «أقوى العقوبات في التاريخ»، مؤكداً أن ذلك «مجرد بداية فقط».
كما وعد «بملاحقة عملاء إيران ورديفهم حزب الله حول العالم لسحقهم».
12 شرطاً
وتنتقد واشنطن طهران بشدة بسبب حلفها مع الرئيس بشار الأسد في سوريا، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن. لكن بومبيو أبدى انفتاحاً إزاء النظام الإيراني، قائلاً إنه مستعد للتفاوض معه على «اتفاق جديد» أوسع بكثير لكن أكثر صرامة بهدف «تغيير سلوكه».
وأضاف أنه «في مقابل القيام بتغييرات كبيرة في إيران، فإن الولايات المتحدة مستعدة» لرفع العقوبات في نهاية المطاف و«إعادة جميع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إيران» و«دعم» الاقتصاد الإيراني.
وأوضح بومبيو أن هذا لن يحدث إلا بعد «تطورات ملموسة يمكن التثبت منها مع مرور الوقت».
وحدد قائمة تضم 12 شرطاً قاسياً للتوصل إلى «اتفاقية جديدة».
وفي الشق النووي، تتجاوز مطالب الولايات المتحدة اتفاقية العام 2015 التي لا تنوي واشنطن «إعادة التفاوض بشأنها».
إذ يجب أن توقف إيران كل تخصيب لليورانيوم وتغلق مفاعل الماء الساخن الخاص بها وتمنح المفتشين الدوليين حق الوصول غير المشروط إلى جميع المواقع في البلاد.
وقال إنه يجب على طهران أيضاً وضع حد للصواريخ البالستية وإطلاق أو تطوير صواريخ ذات قدرات نووية.
وأخيراً، شدد بومبيو على ضرورة أن تنسحب الجمهورية الإسلامية من سوريا وتتوقف عن التدخل في نزاعات المنطقة (اليمن) وتمتنع عن دعم الجماعات «الإرهابية» (حزب الله والجهاد الإسلامي وحركة طالبان أفغانستان والقاعدة)، والتدخل في شؤون جيرانها كما هي الحال في العراق أو لبنان، أو أن تهدد الآخرين مثل إسرائيل أو السعودية.
واعتبر أن الشروط الـ 12 «قد تبدو غير واقعية»، لكنها مطالب «أساسية».
وختم قائلاً «في نهاية الأمر، سيتعين على الشعب الإيراني اختيار قادته» في إشارة إلى رغبة سائدة لدى البعض في الإدارة الأميركية في تغيير النظام.
الرد الإيراني
قال مسؤول إيراني كبير الاثنين إن تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بشأن إيران تثبت أن الولايات المتحدة تسعى لتغيير النظام في الجمهورية الإسلامية.
وأضاف المسؤول في رد على تصريحات بومبيو «أميركا تريد الضغط على إيران للإذعان وقبول مطالبها غير المشروعة، تصريحاته تثبت أن أميركا تسعى بالتأكيد لتغيير النظام في إيران».
فرانس24/ أ ف ب / رويترز