رئيسي

«كر وفر» في درعا وحلب: «حرب الخنادق» تتواصل في ريف دمشق

«تقدم هنا، وتراجع هناك». هذا هو ملخص الحال في ما يتعلق بتطورات المواجهة بين جيش النظام السوري والمعارضة، وخصوصاً التي تنتمي الى الجيش الحر، وبعض التنظيمات المسلحة الاخرى التي لا تندرج ضمن اطار التنظيمات المستهدفة من قبل التحالف الدولي. وخصوصاً تنظيمي «الدولة، والنصرة».

المواجهات تجري ضمن ما يصنفه الخبراء بانه «جزر معزولة» تمتد على طول البلاد وعرضها، وضمن محافظات درعا جنوباً، وحلب شمالاً. ودمشق في المنتصف.
الجديد في تطورات الموقف هناك، دخول بعض مناطق العاصمة على خط المواجهة. فبعد فترة من الهدوء النسبي، عادت بعض احياء دمشق لتشهد بعض العمليات العسكرية، وعلى شكل قصف صاروخي تنفذه المقاومة ويستهدف بعض المواقع المختارة.
وفي السياق ذاته، تطورت الحرب بين النظام والمعارضة الى «حرب الانفاق». وبحسب معلومات خاصة حصلت عليها «الاسبوع العربي» بدأ الطرفان (المعارضة والنظام) باستخدام الانفاق كسبيل لاختراق الطرف الاخر. وبدأ كل طرف باللجوء الى حفر الانفاق من اجل الوصول الى هدف بعينه. واستفاد الطرفان من تجربة حماس في مواجهتها مع الجيش الاسرائيلي.
غير ان بعض الجهات ترى ان الفكرة اصلاً هي فكرة ايرانية، وان طهران هي من زودت حركة حماس بعناصر تطويرها وتحويلها من انفاق تخدم الغرض السلمي باتجاه العريش المصرية، الى انفاق عسكرية تخدم الجانب العملياتي باتجاه اسرائيل.
ويبدو انها هي من طورتها في جانب النظام، قبل ان يلتقطها المعارضون ويستخدموها في تنفيذ مهمات في منطقة ريف دمشق، حيث امكانية الوصول الى اهداف محددة، والتسلل عبرها الى مناطق يصعب الوصول اليها في العلن.

بلدة الدخانية
الى ذلك، سيطر الجيش السوري النظامي على بلدة الدخانية شرق العاصمة دمشق بعد شهر من دخول مقاتلي المعارضة إليها، بينما استعاد هؤلاء المقاتلون أجزاء واسعة من قرية حندرات بريف حلب وعلى حاجز بريف درعا.
وقال مصدر أمني سوري إن القوات النظامية وميليشيا الدفاع الوطني استعادا أيضاً مناطق محيطة ببلدة الدخانية حيث توجد بعض الشركات التجارية ومعامل الألبسة.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أربعة جنود – بينهم ضابط – قتلوا في انفجار عبوة ناسفة لدى دخولهم الدخانية ليلاً.
وتدور معارك عنيفة منذ الثامن من الشهر الماضي في الدخانية التي دخلها مسلحو المعارضة من بلدة عين ترما المجاورة، وعادوا وانسحبوا ليلاً إلى عين ترما.
وتقع الدخانية قرب مدينة جرمانا التي تشهد كثافة سكانية كبيرة، ولجأ إليها الكثيرون من مناطق تشهد معارك وقصفاً في ريف دمشق، وهي بمحاذاة الطريق المتحلق الجنوبي الذي يربط دمشق بدرعا، وعلى مسافة قصيرة من أحياء دمشق القديمة.
وينفذ الجيش السوري منذ أكثر من شهر عمليات عسكرية واسعة في جوبر وحملات قصف جوي وصاروخي مكثف على الغوطة، وذكر مصدر عسكري لوكالة سانا السورية الرسمية أن الجيش يتابع تقدمه في عمق حي جوبر واستعاد العشرات من الأبنية وأحكم سيطرته على دوار زملكا.
ونقلت «سانا» أن سلاح الجو السوري دمر رتل آليات لعناصر المعارضة المسلحة في جرود عرسال بريف دمشق. وفي إدلب، أشارت سانا إلى أن الجيش السوري دمّر موقعين للمعارضة ومستودعاً للأسلحة والذخيرة في ريف المحافظة.
وفي المقابل، قال ناشطون إن المعارضة استعادت السيطرة على أجزاء واسعة من قرية حندرات بريف حلب، وقتلت عددا كبيرا من عناصر النظام.
وأكدت مصادر المعارضة أن مقاتليها تمكنوا من السيطرة على أجزاء من القرية التي كان النظام قد سيطر عليها مؤخراً، وقتلوا عشرين من عناصر النظام على الأقل، كما تم تدمير دبابتين ومدفعين ثقيلين.
وسيطر مقاتلو المعارضة السورية الاحد على هضبة استراتيجية في محافظة درعا بعد معارك عنيفة مع القوات النظامية، وهي هضبة تطل على مناطق عدة في ريف دمشق الجنوبي وتبعد حوالي 12 كيلومتراً عن منطقة الجولان.

تل استراتيجي
وقال المرصد في بريد الكتروني ان جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وكتائب اسلامية وكتائب مقاتلة استولت على تل الحارة الاستراتيجي، بعد اشتباكات استمرت حوالي 48 ساعة، مع قوات النظام.
واوضح ان تل الحارة هو اعلى هضبة في محافظة درعا. ومن شأن السيطرة عليه، ان تمكن مقاتلي المعارضة «من السيطرة نارياً على كل المنطقة المحيطة به على مدى حوالي اربعين كيلومتراً. كما تنكشف لهم مناطق عدة في ريف دمشق الجنوبي».
واشار المرصد الى مقتل 19 عنصراً من قوات النظام في معارك تل الحارة اليوم، بالاضافة الى اربعة من مقاتلي المعارضة، بينما وثق مقتل 25 مقاتلاً معارضاً السبت و11 عنصراً من قوات النظام.
وانسحب قسم آخر من القوات النظامية إلى مناطق في ريف درعا واقعة تحت سيطرة قوات النظام.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية التي تصدر تقارير متواصلة عن الوضع على الارض في المناطق السورية ان الطيران السوري يلقي براميل متفجرة على تل الحارة.
وتسيطر القوات النظامية على مدينة درعا اجمالاً، لكنها تخوض في ارياف المدينة معارك متنقلة مع مقاتلي المعارضة منذ اكثر من سنتين.
وتمكنت المعارضة المسلحة اخيراً من تحقيق بعض التقدم في الريف الغربي للمحافظة وفي ريف محافظة القنيطرة المتاخم لدرعا في منطقة الجولان الذي تحتل القوات الاسرائيلية جزءاً منه.

دمشق – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق