«على المانيا القيام بدور ريادي في اوروبا»
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى نزع فتيل التوتر في الشرق الأوسط يوم الخميس بعد أن قالت إسرائيل إن القوات الإيرانية في سوريا شنت هجوماً صاروخياً على قواعد عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان وإنها ردت بشن ضربات صاروخية.
وقال مكتب ماكرون في بيان «الرئيس على إطلاع مستمر. ويدعو لوقف تصعيد التوتر في الوضع».
وقال قصر الإليزيه إن ماكرون سيناقش الشرق الأوسط خلال اجتماع مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الخميس.
دعوة المانيا
وفي المانيا دعا ماكرون الذي يتسلم جائزة اوروبية الخميس في المانيا هذا البلد الى ان يكون «على مستوى» الاصلاحات التي باتت ضرورية بشكل أكبر في اوروبا مع تخلي الرئيس الاميركي دونالد ترامب المتزايد عن التعددية.
وتلقي الازمة الدبلوماسية التي نشأت عن اعلان الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي الايراني بظلالها على مراسم تسليم ماكرون جائزة «شارلمان» على «رؤيته القوية لاوروبا جديدة».
ومن المقرر ان تسلم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الجائزة وذلك بعد عام على توليها منصبها. الا ان ماكرون يعتمد لهجة قوية منذ وصوله الى العاصمة الالمانية مساء الاربعاء.
«لحظة تاريخية»
وصرح ماكرون بعد أقل من 24 ساعة على اعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الايراني «نحن امام لحظة تاريخية لاوروبا» التي عليها «ضمان هذا النظام التعددي الذي أقمناه في نهاية الحرب العالمية الثانية والذي يتعرض احياناً لاضطرابات اليوم» وذلك في مقابلة مع التلفزيون الالماني الرسمي.
يتخذ الاوروبيون حتى الان موقفاً موحداً معارضاً لواشنطن بالنسبة الى الملف الايراني. وسارعت باريس وبرلين ولندن الى التعبير مساء الثلاثاء عن «الاسف» لقرار ترامب الذي لم تنجح في ثنيه عنه.
يقول برتران بادي الاستاذ في كلية العلوم السياسية في باريس ان «اوروبا أمام فرصة فريدة لاسماع صوت واحد (بالنسبة الى ايران) وسنرى ما اذا كانت ستستغلها».
والقلق واضح في المانيا وفرنسا. وأعرب الرئيس الالماني فرانك فالتر شتاينماير مؤخراً عن «القلق الشديد»” للمنحى الذي تأخذه العلاقات بين اوروبا والولايات المتحدة منذ تولي ترامب منصبه.
وترى باريس ان الازمة حول ايران يمكن اعتبارها بمثابة اختبار لارادة اقامة «سيادة اوروبية» يدعو اليها ماكرون باستمرار في خطبه حول «اعادة بناء» الاتحاد الاوروبي. الا ان هذه المقترحات ورغم الاهتمام الذي تثيره، تواجه صعوبة في احداث دينامية خصوصاً بسبب برودة الرد في المانيا حيث تثير فكرة اقامة ميزانية لمنطقة اليورو أو منصب وزير مالية للاتحاد الاوروبي مخاوف من ان تجد البلاد نفسها مضطرة للسداد بالنيابة عن دول أخرى.
«فرصة»
وقال ماكرون للتلفزيون الالماني ان «المانيا سيتعين عليها تحديد ردها بحلول حزيران(يونيو) وانا في انتظاره ولدي آمال كبيرة بان تكون المستشارة وحكومتها على مستوى هذه اللحظة التاريخية لاوروبا».
ورحب ماكرون بتصريحات وزير الاقتصاد الالماني بيتر التماير بان المرحلة المقبلة تشكل «أكبر فرصة» لاحراز تقدم في الاندماج الاوروبي «منذ تسعينيات القرن الماضي».
وتوقع التماير في مقابلة نشرتها صحيفة «ليزيكو» الفرنسية الاربعاء ان يتم التوصل الى «تسوية» بين باريس وبرلين حول مواضيع الخلاف بينهما لكنه حذر من ان المانيا «تعارض دمج الدين العام في اوروبا».
وحظي ماكرون باستقبال حار في آخن الاربعاء حيث دعا الالمان الى تغيير نظرتهم ازاء فرنسا قائلاً «اريد ان يدرك الجميع ان فرنسا اليوم ليست ما كانت عليه قبل عام. احياناً في النقاش الالماني الذي اتابعه بانتباه شديد لا يبدو ان هناك ادراكاً لكون فرنسا تغيرت كثيراً».
ويحضر نحو عشرة قادة اوروبيين مراسم منح الجائزة الى ماكرون من بينهم رؤساء وزراء رومانيا وبلغاريا ولوكسمبورغ ورئيسة ليتوانيا وملك اسبانيا. ويلتقي غالبية هؤلاء القادة الاسبوع المقبل في صوفيا للمشاركة في قمة للاتحاد الاوروبي ودول البلقان حيث اضيف الملف النووي الايراني على جدول الاعمال.
ويلتقي ماكرون الذي ترافقه زوجته بريجيت بعد الظهر مع نحو الف طالب في آخن.
رويترز/ا ف ب